تونس - قدم نبيل القروي رئيس محطة نسمة التونسية الخاصة التي بثت فيلم برسيبوليس الفرنسي-الايراني "اعتذارا" الثلاثاء عن مشهد من الفيلم اعتبر تجديفيا واثار تظاهرات واعمال عنف الاحد في العاصمة التونسية. وقال القروي لاذاعة المونستير "اقدم اعتذاري. انا آسف من جميع الاشخاص الذين انزعجوا من هذا المشهد الذي صدمني شخصيا"، وذلك في اشارةالى مشهد من الفيلم تجسد فيه الله وهذا يحظره الاسلام. فيما دعت وزارة الأوقاف التونسية الاثنين إلى احترام المعتقدات والمقدسات والى المحافظة على مناخ السلم الأهلي في البلاد لتيسير عملية الانتقال الديمقراطي وذلك اثر اقدام قناة نسمة على بث شريط كرتوني إيراني مدبلج الى اللغة العامية في تونس واعتبره البعض "تجسيدا للذّات الالهيّة المتعالية" وطالبت وزارة الأوقاف "كافّة التّونسيّين ووسائل الإعلام المسموعة والمرئيّة والمكتوبة، العموميّة والخاصّة، إلى ضرورة احترام العقائد والمقدّسات الدّينيّة، ووجوب الالتزام بمبادئ السّلم الاجتماعية، وبمطالب التّوافق بين جميع التّونسيّين، لتيسير عمليّة الانتقال الدّيمقراطي في كنف الحريّة المسؤولة"، وفق بيان تلقت وكالة (آكي) الايطالية للانباء نسخة منه هذا وأدانت الوزارة ايضا "كل اعمال العنف بمختلف اشكاله المعنوية والمادية"، واوصت بنبذه "التزاما بأخلاقيّات الدين الاسلامي الحنيف المتّسمة بالوسطيّة والاعتدال والحوار والتّسامح واحترام ثقافة الاختلاف والتّوافق حماية لتونس من كلّ الانحرافات والمخاطر، تحقيقا لمبادئ ثورة الرابع عشر من كانون ثاني/يناير 2011 الرّائدة"، وفق نص البيان وقد اكد جمال العرفاوي،المسؤول بالقناة لوكالة (آكي) الايطالية للانباء ان "قناة نسمة تحترم مشاعر المسلمين و مشاعر كل التونسيين"، وأضاف قائلاً "لسنا بحاجة الى بيان لوزارة الاوقاف لنؤكد احترامنا لتعاليم الاسلام و لجميع الاديان و نحن نعتز بذلك"، ملفتا إلى ان قناة نسمة "كانت من بين القنوات الخاصة التي ادانت وبشدة الصورة المسيئة للاسلام و للرسول محمد عليه السلام و التي نشرتها وسائل اعلام غربية"، على حد تعبيره واعتبر العرفاوي ان شريط “بلاد فارس" للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي الذي بثته القناة مساء الجمعة الماضي "اقلق البعض، ونحن نتفهم ذلك ومن حق هؤلاء التظاهر ضده ورفضه والتعبير عن ذلك لكن العنف اللفظي و المادي يبقى مرفوضا للتعبير عن الاختلاف في الآراء"، حسب قوله منوها الى ان القناة تبلغت بتهديدات وصل بعضها الى حد "التهديد بالقتل" عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأشار العرفاوي في تعليق على أحداث الاحد، إلى أنه "يجب الحذر مما هو آت و قد يكون ذلك مؤشرا لكل المجتمع التونسي وان كان الجميع قد شجب العنف وهذا امر ايجابي "، حسب تعبيره وتفصل تونس 13 يوما عن موعد انتخابات المجلس التاسيسي وهي اعلى هيئة تشريعية في البلاد ستتولى سن دستور جديد و تعيين حكومة وانتخاب رئيس مؤقت للبلاد. هذا وقد شهدت محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد صباح اليوم مسيرة سلمية شارك فيها طلبة المدارس ومواطنين للتنديد ببث القناة التلفزيونية الخاصة لذلك الشريط الكرتوني، غير ان حزبين سياسيين هما التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والاتحاد الوطني الحر، نددا بالاعتداءات واعمال العنف التي تعرضت لها ادارة قناة نسمة، مؤكدان رفضهما انتهاج العنف المادي واللفظي للتعبير عن المواقف وعن استنكارهما لكافة اشكال التعصب خاصة منه الديني باعتباره يعرقل البناء الديمقراطي الذي تنشده البلاد. ويروي الفيلم وهو سيرة ذاتية بعنوان “بلاد فارس" للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مارجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء انقلاب الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني عام 1979 علي نظام الشاه، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الإسلامي، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفاً عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك وكانت العاصمة تونس قد شهدت اواخر حزيران /يونيو المنصرم اشتباكات بين "سلفيين" اعتدوا على احدى قاعات السينما وعلى محامين على خلفية عرض احدى القاعات بوسط العاصمة لشريط للمخرجة نادية الفاني بعنوان "لا الله لا سيدي