يعرف لوكا دي مونتزيمولو، رئيس شركة «فيراري» ومديرها التنفيذي، أن بعض المشترين من منطقة الشرق الأوسط يتعجلون الحصول على سياراتهم الجديدة ويصابون بالإحباط عند تأخر التسليم فترات قد تصل إلى 18 شهرا. لكنه أكد، في لقاء مع «الشرق الأوسط» أجري في جناح الشركة على هامش معرض فرانكفورت الأخير للسيارات، أن سيارات «فيراري» نادرة ومن الصعب الحصول عليها. وأضاف أن سيارة «فيراري» مثل الفتاة الجميلة التي يتعين الانتظار والصبر والتوسل للحصول على رضاها. وأضاف أن الشركة لا تنتج حاليا سوى 7000 سيارة سنويا، وأن الطلب يفوق العرض دائما، مما يحافظ أيضا على قيمة السيارات المستعملة. كانت الشركة قد قدمت أحدث إنتاجها في معرض فرانكفورت وكشفت للمرة الأولى، عالميا، عن سيارة «فيراري 458 سبايدر» المكشوفة. وقدم مونتزيمولو بنفسه السيارة إلى الجمهور قائلا إنها تكمل مجموعة الشركة وتحمل أفكارا جديدة تطبق في الصناعة للمرة الأولى. كما كشفت الشركة عن قسم لتجهيز سيارات «فيراري» بخيارات جديدة للمشتري تشمل الألوان وأنواع الجلود والأقمشة والمواد الكربونية الداخلة في التجهيز، وهي خيارات تجعل كل سيارة «فيراري» فريدة من نوعها. وتناول مونتزيمولو في اللقاء الكثير من المحاور مثل فلسفة الشركة وإنتاجها ونظرتها إلى المنطقة العربية، وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار.. * ما أهمية سيارة «458 سبايدر» التي تقدمها الشركة في معرض هذا العام؟ - هذه سيارة مهمة لنا؛ لأنها تكمل مجموعة «فيراري» بحيث تكون هناك سيارة «فيراري» خاصة لكل عاشق لسيارات «فيراري» (فيراريستا). فهناك سيارات بمحرك أمامي و12 أسطوانة مثل 599 و«إف إف» التي تنطلق بقوة 660 حصانا وبدفع على كل العجلات وهناك فئات مثل «كاليفورنيا» وهي أيضا ذات محرك أمامي أصغر حجما، بينما السيارة «458 إيطاليا» تنطلق بمحرك خلفي. وتحمل «سبايدر» هذا المحرك الخلفي الذي اختير كأفضل محرك في العالم لهذا العام. وهي سيارة بغطاء صلب يمكن طيه في 14 ثانية وتخزينه للمرة الأولى عالميا في سيارة بمحرك خلفي. وهي توفر قدرة دفع عالية تصل إلى 570 حصانا مع مساحات كافية بداخلها لتخزين الأمتعة. * كيف تقيم الشركة أهمية أسواق منطقة الخليج؟ - هذه الأسواق مهمة لنا جدا ولي بصفة شخصية؛ فقد قمت بافتتاح أول معرض ل«فيراري» في دبي عام 1994، كما أن بيتي في أبوظبي وأنا أحب المنطقة جدا. * هل الشركة سعيدة بفكرة «عالم فيراري» التي أقيمت في أبوظبي؟ - هذه الفكرة رائعة، وهي بمثابة مدينة «فيراري» ونافذة على إيطاليا وتضم جميع معروضات «فيراري» التي تشمل أيضا منتجات لكل الأعمار، وهي أيضا منطقة ترفيه يمكن قضاء وقت ممتع فيها للكبار والصغار على السواء. (وأشار مونتزيمولو إلى لقطات فيديو تعرضها الشركة في جناحها في معرض فرانكفورت لمعالم مشروع عالم «فيراري» في أبوظبي) وقال بفخر: إن الشركة سعيدة جدا بالمشروع. * هل حققتم منه أرباحا؟ - نعم بالتأكيد. كما تشاركنا الكثير من الشركات الأخرى المساهمة في رعاية المشروع مثل شركة «بوما» الرياضية وشركة «ماتيل» للعب الأطفال، وكلها شركات سعيدة بالمشاركة في المشروع. * انتقدت مطبوعة بريطانية متخصصة لها برنامج تلفزيوني مشهور «عالم فيراري» لأنه يبيع لعبا بلاستيكية رخيصة للأطفال، فما رأيك؟ - هذه المنتجات مخصصة للأطفال وليس لمحترفي منتجات «فيراري»، وهي في متناول ميزانية الجميع من الزوار، والأطفال سعداء بها ويقبلون عليها. هذه الانتقادات في غير محلها، فهناك أيضا السلع الغالية ذات النوعية الفائقة لمن يريد أن يشتريها. * هل يمكن تكرار فكرة «عالم فيراري» في مواقع أخرى؟ - يمكن تكرار الفكرة في مواقع أخرى، لكن ليس في المنطقة. وقد تكون الفكرة على نمط مختلف لأن كل منطقة لها ظروفها الخاصة. وتصميم «عالم فيراري» آخر قد يكون مختلفا وكذلك المنتجات والمعروضات فيه. * هل كان ل«فيراري» تجارب لاستخدام الوقود البديل أو تقنيات مختلفة عن المحركات التقليدية؟ - لقد قدمنا نموذج «هايبرد» (هجين) في معرض جنيف السابق، ونعمل الآن على تطوير نموذج آخر سوف ننتجه في نهاية عام 2013. ونحن نضع في الاعتبار دوما خفض معدلات الانبعاثات الكربونية ونتقدم في خفض هذه المعدلات في أجيال «فيراري» الجديدة على الرغم من زيادة القدرة. * كيف تأثرت الشركة بأحداث الربيع العربي؟ وهل تأثرتم بفترة الكساد العالمي؟ - أسواق شمال أفريقيا أسواق صغيرة بالنسبة لنا، ونحن ننظر للمستقبل في هذه الأسواق. وفي خلال 10 سنوات قد تتحول هذه الأسواق إلى أسواق واعدة للشركة. ولم نتأثر كثيرا بالكساد باستثناء تأجيل أو إلغاء بعض الطلبيات، لكننا نتوسع دوما في أسواق جديدة، وقد عينت الشركة مؤخرا أول موزع لها في الهند. وتتوسع الشركة في أسواقها التقليدية، وكبرى هذه الأسواق هي السوق الأميركية، تليها السوق الألمانية ثم سوق الصين. * هل لك أن تصف شخصية المشتري التقليدي لسيارات «فيراري»؟ - هم أناس يعشقون نوعية القيادة والتصميم الجيد والسرعة والجلوس في سيارة نادرة ومخصصة للنخبة. وهؤلاء تختلف أعمارهم من منطقة لأخرى، ويميل مشترو «فيراري» في الشرق الأقصى إلى فئة صغار السن. وهم جميعا يستمتعون بحياتهم. * ما فترة انتظار تسليم سيارات «فيراري»؟ - مدة أقصاها 18 شهرا. * لكن بعض المشترين في المنطقة يريدون سياراتهم فورا. - هذا غير ممكن، لكننا نحاول تلبية الطلبات في أسرع وقت ممكن، والسيارة مثل الفتاة الجميلة لا بد من انتظارها طويلا والتوسل إليها لنيل رضاها! * لو طلب منك عميل إدخال تعديلات على سيارة «فيراري» تتعارض مع مبادئ الشركة، هل تقبل؟ - كلا بالتأكيد. فسمعة العلامة وقيمتها أغلى من رغبة العميل. * ما السيارة ال«فيراري» المفضلة لديك؟ - سيارتي المفضلة هي «إف إف» (اختصارا لكلمتي «فيراري فور») وهي سيارة ذات 4 مقاعد ودفع على العجلات الأربع، وتم الكشف عنها في بداية العام الحالي. وتقول مواصفات هذه السيارة إنها تبلغ سرعة قصوى تصل إلى 335 كيلومترا في الساعة، كما تصل إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.7 ثانية. وتقول الشركة إنها أسرع سيارة من 4 مقاعد في العالم. ويبلغ سعر السيارة 300 ألف دولار. تنتج الشركة منها 800 سيارة فقط خلال عام إنتاجها الأول. * وما السيارة التي تقودها؟ - لدي سيارة «إف إف»، وأخرى من طراز «كاليفورنيا»، ولكل سيارة مناسبتها.
