استؤنفت أمس الثلاثاء جولات محادثات سد النهضة حيث عقد الاجتماع السداسي لخبراء مصر والسودان وإثيوبيا لوضع قواعد مرجعية لخبراء الاتحاد الإفريقي، ومحاولة تقديم المساعدة للأطراف الثلاثة لتخطي الخلافات وصولاً لاتفاق توافق عليه الدول الثلاث. وأتت تلك الاجتماعات في إطار مخرجات الاجتماع السداسي في 27 أكتوبر الماضي، بحضور وزراء الخارجية والري من الدول الثلاث من أجل التباحث حول كيفية إعادة إطلاق المفاوضات حول السد الإثيوبي. وحسب ما ذكرت وزارة الموارد المائية المصرية فإن الوفود من الدول الثلاث وخلال الاجتماعات الأخيرة تناولت رؤيتها لآليه استكمال المفاوضات في جولتها الحالية والتي من المقرر أن تستمر حتى بعد غد الخميس، حيث أكدت مصر خلال الاجتماع على ضرورة تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي، بالتوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية. هدر الوقت إلا أن الخلافات مازالت مستمرة حسبما أوضحت مصرية ل "العربية.نت" بسبب التعنت الإثيوبي ومحاولة أديس أبابا إهدار الوقت، فمازالت ترفض مخاوف مصر والسودان بشأن قواعد الملء والتشغيل خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، فضلا عن الخلافات حول آلية فض النزاعات وفق ما تضمنته بنود إعلان المبادئ الموقع في مارس من العام 2015 وعدم رغبة إثيوبيا في تبادل المعلومات والبيانات حول تشغيل السدود. اتفاق ملزم ووفق المصادر ترفض إثيوبيا تلك المطالب جملة وتفصيلا وترى أن من حقها بناء وتشغيل السد وأي سدود أخرى قد تقوم ببنائها مستقبلا بإرادة منفردة، مخالفة قانون إدارة الأنهار الدولية المشتركة، وتدعو لبنود استرشادية فقط عند تشغيل وملء السد تكون غير ملزمة، فيما ترفض مصر والسودان ذلك وتطالبان باتفاق قانوني ونهائي ملزم، مضيفين أن هناك نقطة خلاف أخرى حول اللجوء لطرف ثالث عند النزاع حيث ترفض إثيوبيا ذلك وترغب في أن يكون قرار الطرف الثالث استشاريا فقط. من جهته، رأى الدكتور نصر علام وزير الموارد المائية المصرية الأسبق أن أثيوبيا تماطل وتهدر الوقت لحين انتهاء الانتخابات الأميركية حيث إن التدخل الأميركي قد يحسم الأمر خاصة أن تصريحات الرئيس دونالد ترمب الأخيرة بوقف المساعدات لأديس أبابا وتحذيراته من تفجير السد شكل ورقة ضغط عليها، وجعلها تعيد حساباتها وتبدي بعض المرونة لكنها مرونة وقتية وغير حاسمة. وأضاف: "لذلك ففي تصوري تنتظر إثيوبيا نتائج الانتخابات لتحدد بناء عليها مواقفها وقد تحسم مسار المفاوضات. كما ذكر بأنه اقترح قيام الاتحاد الإفريقي بتشكيل وفد مشترك من سكرتارية الاتحاد ومن المراقبين من أميركا والاتحاد الأوروبي، للوساطة بين الدول الثلاث للوصول إلى أجندة متفق عليها وإطار زمني للتفاوض، مضيفا "أنه في حالة فشل هذا الوفد بالتوصل لأجندة متفق عليها، عليه إعداد تقرير عن أسباب الفشل لرفعه إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي ثم مجلس الأمن". مصدر توتر يشار إلى أن هذا الملف يُعد مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011. ويتوقع أن يصبح هذا السد الذي تقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل، أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا. وفي حين ترى أديس أبابا أنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، تراه القاهرة تهديداً حيوياً لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدراً لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد. وخلال الأشهر الماضية، تصاعد الخلاف بشأن تلك القضية الشائكة مع مواصلة السلطات الإثيوبية أعمالها وملء الخزان، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه. بينما تعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث بسبب الخلاف حول قواعد الملء والتشغيل. العربية نت