كَتَبْنا أمْس في تحليلنا للانتخاباتِ الرئاسيّةِ الأمْريكيّةِ "إمّا فوزٌ واضِحٌ لأحَدِ المُرشّحين لا يدْفع المُرَشّح الآخر، بالأخصِ ترامب، للتشْكيكِ فيه أو ستَدْخل أمْريكا المُنْقسِمة، كما لمْ يحْدُث لها من قبل، في المَجْهول". فإلى أين تَتَّجِه نتائج الانتخابات الرئاسيّة الأمْريكيّة التي جرت يوم 3 نوفمبر الجاري؟ هل إلى إعْلان انْتِصار دونالد ترامب، أمْ إلى انْتِظارِ حُكْمٍ قضائي من المحْكمة العُليا؟ بات من المؤكد أن الرئيس الأمْريكي دونالد ترامب قد اتَّجه، كما وَعَدَ قبل الانتخابات، نحو المحْكمة العُليا، عِلماً بأنّ الجمهوريين وترامب عيّنوا فيها 6 قضاة والديمقراطيين 3. وجَدَّد ترامب وعْدَه أمْس بعد انْتِهاء التصويت وظهور نتائج أوليّة كانت تشير إلى تقدمه الكاسِح، ولكنّها توقّفت. وبالتّالي، أصْبح واضحاً أنّ دونالد ترامب لن يعْترِف بأي نتيجة يتم إعْلانها من مُجَمَّع انتخابي إلّا إذا كانت بفوزهِ. وعليه، رُبّما تَتَّجِه البلاد إلى معْرِكة قانونيّة قد تكون طويلة. وكان ترامب قد حَذَّر خلال حملته الانتخابيّة من قِبول أي أصْوات بعد إغْلاق مراكز الاقْتِراع وصناديق الانتخابات، مشيراً إلى رفض أي أصْوات تأتي بالبريد بعد مساء يوم 3 نوفمبر، مُعْتبراً أنّ حِدوث ذلك يعني تَزْييف وتَزْوير للنتيجة التي يجب أنْ تُعْلَن مُباشرة بعد عَدِّ الأصْوات نهاية يوم 3 نوفمبر، وأي تأجيل أو تَغْيير في النتائج يعني التَزْوير في الانتخابات. ويُذْكر أنّ التصْويت بالبريد قد يَسْتَمِر وصوله لمراكز الاقْتِراع، في بعض الولايات، حتى يوم 6 نوفمبر الجاري. وفيما أكّدت حَمْلة المُرشّح الديمقراطي جو بايدن أنّ النتيجة ستُحْسَم لصالح مُرشّحها اليوم (مساء أمس)، اشْتكى ترامب من توقف إعْلان النتائج في الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون والتي كانت تشير نتائجها بتقدمه فيها. وبينما شكّكت حَمْلة ترامب في الفَرْزِ الذي سيجري واسْتِمْراره، قال زعيم الأغْلبيّة بمجلس الشِيوخ، الجمهوري ميتش ماكونيل، "سنَنْتظر ظهور النتائج بعد فَرْز وحِساب أخر صوت"، وأضاف أنّه ليس قلقاً من إعْلان الرئيس الذهاب للمحْكمة العُليا، وشَبَّه ما يجْري بانتخابات عام 2000 بين بوش الابن وال جور. ولا زالت نتائج ولايات ميشيجن، بنسلفينيا، ويسكنسون وثلاثة ولايات أخريات صغيرات مُعّلقة ولم تُعْلَن نتائجها بعد. وصرّحت سكرتيرة ولاية ميشيجن أن نتائج الانتخابات فيها لن تعلن قبل يوم الجمعة (غدا). الجدير بالذِكْر أن المُرشّح الديمقراطي جو بايدن حصل حتى الآن على 248 ناخِباً في المُجَمَّع الانتخابي والرئيس ترامب على 214 والفائز يجب أنْ يَحْصُل على 270 كحدٍ ادْنى من 538 ناخِباً في المُجَمَّع. ويبدو أنّ المُرشّح الديمقراطي جو بايدن، بعد فَرْزِ الأصْوات بالبريد التي وصلت وليس المُنْتظر وصولها، يَتّجِه نحو الفوز بالرئاسة الأمْريكيّة، وسيحْصُل على ويسكنسون وميشيجن وبنسلفنيا، بعضها بفارق اصوات ضئيل ولكن تُمَكِّنه من تجاوز 270 ناخِباً في المُجَمّع الانتخابي. فهل يعْترِف له ترامب بفوزهِ أمْ يطْلُب إعادة فرز وعَدّ الاصوات في بعض الولايات، ويتمسّك أيضاً بالاتِجاه نحو المحْكمة العُليا؟ د. عصام محجوب الماحي [email protected] بوخارست 4 نوفمبر 2020