الشعوب التي تعيش تحت وطأة انظمة دكتاتورية او عاشت فترة طويلة تحت انظمة مستبدة قلما تعترف باخفاقاتها وفشلها هكذا يتم برمجة العقول بان كل خطأ او مصيبة يرتكبها النظام او الزعيم العبقري الذي لا يأتيها الخطأ من بين يديه ابدا ننسبها الى الخارج واقرب شماعة هي اسرائيل وامريكا مثلا امريكا كانت تعادي نظام الانقاذ لتوجهاته المتطرفة وعدائه للعالم الحر لكن هل امريكا امرته بان يفصل الجنوب؟ وهل اسرائيل امرت حكومة الانقاذ بتدمير مشروع الجزيرة؟ او اسرائيل اتت بسمسار ليشتري خط هيثرو ؟ طبعا لا ومثال في المحيط العربي: هل امريكا امرت صدام حسين باحتلال الكويت وشن حرب على ايران تستمر ثمانية سنوات وتقضي على الاخضر واليابس بالرغم من عدائها اليه ؟ وهل امريكا امرت القذافي بارتكاب جريمة طائرة لوكربي ويكون صيدا سهلا للعقوبات الدولية ؟ طبعا جميعها كانت قرارات عبثية احادية واتخذت من غير الرجوع الى برلمان منتخب ديمقراطي الامر الحتمي الذي يجب ان نتفق عليه ان السياسة الدولية في جوهرها عبارة عن مؤامرات وكل دولة تتامر على الدول الاخرى حتى تحقق مصالحها يعني السياسات الدولية تحقيق مصالح وليس تحقيق مصالح شعوب اخرى لكن الدكتاتور لا يفلح الا في تعليق فشله في الدول الاخرى حتى يكسب مؤيدين ويدعموه في ظلمه وقهره لارادة الشعب ويستمر في حكمه اي دولة لو وجدت مصلحتها في دولة نظامها يقمع شعبه ولم يتحرك الشعب ما الذي يمنعها ان تعقد صفقات مريحة لشعبها اما قمع الشعب الاخر هذا امر لا يهمها اكتر مما يهمها مصلحتها اما من يشعرون بخيبة امل في عقد الصفقات بين دول مستبدة ودول ديمقراطية اقول لكم :ان حقوق الانسان وحرية الشعب لا تهم هذه الدول ولا تعنيهم وقد يعتقدون ان هذا الشعب يتعايش مع الاستبداد ويلائمه والا ما اذعن اليه وهي محقة في ذلك عندما تدافع الشعوب عن حقوقها ستنتزع احترام وتقدير العالم . بعد أن نجحت ثورة ديسمبر في خلع البشير تبارى زعماء الاقليم والغرب في مديح الثورة السودانية . هؤلاء الزعماء أنفسهم كانوا يمدحون البشير في السر ويتجاهلون قمعه وقتله للشعب وانتهاك حقوقه لأنه كان يحقق مصالحهم وعقدوا معه الصفقات واخدوا موارد الدولة واستخدمه الغرب في محاربة الهجرة الغير شرعية لكن عندما أثبت السودانيون انهم شعب حي على استعداد للموت من أجل الحرية لم يملك العالم الا احترامنا. وعقدوا مؤتمرات في عواصمهم لدعم السودان وبدأت الزيارات والمفاوضات من أجل الدعم اليوم لو اذعن الشعب السوداني للبرهان او الى دقلو ان يتحكم في الدولة ويستبدون عليه ويقمعونه ولم يخرج الشعب في مواكب لاقتلاعهم وتنتظر من الغرب ادانته وان ينفض من حوله ويلغي الصفقات يبقى انت واهم فلا تتوقع من الآخرين ان يقوموا بواجبات تقاعست انت عن أدائها.. ولا تتوقع من زعماء الغرب أن يدافعوا عن حقوقك بدلا عنك. حتى لو قتل الالاف قد يقولون بعض كلمات الادانة من باب ابراء الذمة لكن تأكد انهم سيسعون لتحقيق مصالح شعوبهم.وانت وحقوقك وحريتك لا تهمهم في شئ ياسر عبد الكريم