سافرت في رحلة سرية الي "عنتبي " لتقابل رئيس الكيان الصهيوني في سابقة هي الاولي في تاريخ السودان المعاصر ! تخطيت فيها كل مؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية والبروتكولات التي تحكم السياسية الخارجية والثوابت ,كان السودان غابة من غاباتنا الإستوائية !وليس بلدا ذو سيادة وحرا ومستقلا منذ يناير 1956! ثم وقفت بقوة ضد قرار ان تؤول مؤسسات وشركات القوات المسلحة لولاية المال العام في وزارة المالية، بينما وزارة المالية تتبع للمكون المدني الذي يتراسه السيد حمدوك ،وعندما عجز في بسط سيطرة حكومته علي اصول دولة العسكر، إكتفي ان يستجير بالراي العام ويعلنها داوية عبر الإعلام ان العسكر يسيطرون علي ما يعادل 80% من إقتصاد البلد اي هذه النسبة المهولة تدور خارج دورة الإقتصاد الوطني ! ثم ذات صباح هاديء شاهد الناس من سكان اهلنا في مروي فجاة دون سابق إنذار ان قوات سلاح الطيران المصري تجري مناورات جوية وتغطس سماء مروي الصافية والتي كانت خالية من اي اسراب للسحب في ذلك اليوم ! بيما السودان وقع إتفاقية سلام جوبا التي من المفترض فيها ان تطوي صفحة الحروب للابد ، فلماذا نناور عسكريا مع سلاح الطيران المصري ؟ لم يبلع الشعب دهشته بعد ، فإذا الاستاذ فيصل محمد صالح الناطق الرسمي باسم الحكومة يعلن للملأ ان الحكومة ليس لها اي علم بالوفد العسكري الإسرائيلي الذي يزور البلاد هذه الايام ! لم يمضي اسبوعا حتي خرج علينا الاستاذ محمد الفكي سليمان الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة ليعلن للناس ان هذا الوفد الإسرائيلي ليس وفدا سياسيا بل عسكريا! وكان قد زار مقر الصناعات العسكرية. ليته قال كلاما غير هذا ! بل ليته قال كان وفدا سياحيا ربما جاء يزور مقرن النيلين او متحف السودان القومي ! لكن ان تفتحوا له ابواب غرفنا العسكرية السرية المودعة فيها اسرار منظومة الدفاع الوطني وهم خبراء لدولة اجنبية لا تربطنا بها اي علاقات رسمية عدا علاقات البرهان بنتياهو ! هذا يعد جرما فادحا في حق الدولة صاحبة السيادة والمالكة لقرارها الوطني المستقل، وإنتهاك صارخ لكل الاعراف والثوابت الوطنية ! ثم إنبري (مني اركو مناوي ) مزهوا ومتبرعا بتصريح خطير من ضمن تصريحاته التي كثيرا ما تفتقر الي الكياسة ليقول للناس" لدي مليشيات تحارب في ليبيا ! كانه اراد ان يتباهي امام حميدتي، ليقول له إن كان لديك مرتزقة في اليمن فانا لدي مرتزقة في بلد افريقي وعربي ايضا وليس عربيا فقط مثل اليمن ! هل كان مني او زميله حميدتي يقومان بمثل هذه الاعمال الخطيرة و"المغتغتة" " من المجتمع الدولي بدون موافقة البرهان شخصيا ! ضجت الاسافير تحدثكم عن خطورة القاعدة الروسية العسكرية المقامة في بورسودان حتي خرج بوتن بعظمة لسانه في تصريح متلفز لوكالات الانباء العالمية قاطعا الشك باليقين "بان حكومة السودان وافقت علي ما وعده به البشير عندما سافر اليه دون دعوة رسمية وطلب منه الحماية ضد امريكا مقابل هذه القاعدة ! " كان الثورة ما قامت وما المخلوع الذي وعده بصك العمالة مرميا في كوبر ! الآن ميناء بورسودان تتوقف فيه حركة الشحن والتفريغ بغعل فاعل، حتي تقولوا لنا ان الدولة غير قادرة علي إدارته ثم تضيفونه الي منظومة الصناعات العسكرية ثم تبيعونه لاحقا ان لم يكن قد تم بيعه اصلا ! لقد ضاق الناس ذرعا وبلغ السيل الزبا . فلايمكن يا سعادة البرهان ان نسكت ونحن 40 مليونا ابناء هذا الشعب العظيم ، اصحاب السيادة ومالكو قراره الوطني وانتم مجرد حفنة من العسكر تتبعون النظام المدحور ، تبيعون الوطن هكذا بالقطاعي! وتستبيحون سيادتنا وتختطفون قرارنا الوطني، لدرجة ان البلد بات يحكم من الخارج ! لايمكن بعد هذه الثورة العظيمة التي مهرها الشهداء من شبابنا البواسل الذين إرتقوا بالآلاف بأرواحهم الغالية ودمائهم الزكية وغيرهم من الشهداء الأحياء من الجرحي والمصابين ، واسرهم واهليهم مازالوا ينتظرون القصاص الذي ياتي ولايات ! تا الله لن نسكت ونترك الوطن الحدادي مدادي يباع هكذا بالقطاعي ودون ذلك خرط القتاد !