بالأمس القريب كنت حين أرى صورتك، وأنت على كرسي الرئاسة، تبدو لي صورتك مشوهة. ينفر منها الذوق السليم. ويستاء الخاطر. أشيح بوجهي عنها. وأنصرف حانقاً عليك. اليوم رأيتك في الجبهة الشرقية… في مقدمة جنودك.. تلوح لهم بساعد قوي. تشحنهم بالحماس. والفداء وحب الأرض… أحببتك… فاض وجداني فخراً بك… إي والله. أحسست أنني اذا دعا الداعي أجود بالروح لتحيا أنت تدير المعركة. شرحت إحساسي لمن حولي من الصحاب.. وجدتهم كلهم (برهان)! فسبحان مغير الأحوال من حال الى حال. لكن معرفة سر تحول الاحساس بك لا تحتاج الى كبير عناء. عندما وضعت نفسك في ( مكاناً ما مكانك)… نفرتنا منك. وأنقصت قدرك من حيث لا تدري.. وعندما وجدناك في مكان هو لك وأنت له تحولت الأحاسيس نحوك ثلاثمائة وستين درجة. سيدي البرهان… الجيوش المحترمة لا تمتهن السياسة ولا تقترف التجاره. الجندي المحترم حيث كنت هناك تذب عن حدود وطنك. وخير دليل أنك أصبحت حينها محترما في وجدان الشعب الذي تحميه من العدو. وخذها مني، هذا الشعب السوداني شعب عظيم. لن يقبلك رئيساً عليه. ويحملك في حدقات العيون وأنت تمارس واجبك الذي وضعت يدك على كتاب الله وأقسمت عليه. لو تعلم كم كنت محترماً وأنت في الجبهة، تضحي بكل منصب يبعدك عنها حتى لو كان رئاسة البلد. كنا ندعو لك ولجنودك بالنصر.. بل كنا مستعدين أن نستشهد معكم ان دعا الداعي. نحن شعب لن يحكمنا عسكر بعد الآن.. لا ولم نرض أو نستسلم لحكم العسكر في تاريخنا الا مجبورين على مضض… ثوراتنا ضد العسكر مسجلة في ذاكرة التاريخ وأنت سيد العارفين. نحن شعب يحب (جيش الشعب).. وجيش الشعب مكانه حيث كنت هناك في الجبهة الشرقية. نحن شعب نمقت العسكر يقحمون أنوفهم في السياسة… وصدقني يا سيدي.. لو حكمونا… فتأكد أنهم يحكموننا بقوة السلاح. ولسوف نسقطهم بعد حين . أي شرف يبحث عنه الجندي أكبر من حماية أرضه وعرضه وشعبه.. حينئذ يكون حتى (الرئيس) تحت حمايته.. إني لأعجب كيف يستبدل انسان عاقل التي هي أدنى بالتي هي خير؟ ولك سيدي (القائد).. أن تتخيل الفرق.. بين جيش الشعب… يقتل الشعب.. في حرمة فناء دار بيت جيش الشعب… وتغتصب حرائر الشعب أمام بيت جيش الشعب… وعندما يستصرخون النخوة في جيشهم تقفل الأبواب في وجوههم… وتصم الآذان من صرخات الحرائر… وبين جيش الشعب يحرس حدود وطن الشعب. ويجود بالارواح مبتسما في سبيل حماية الأرض والكرامة والعرض…. ارتكازاً على مردود كل فيئة من تينك الفيئتين الشعب يحب ويكره….. ولقد أحببناك غاية الحب وأنت هناك على الحدود. فضع نفسك سيدي حيث شيئت. مسقط [email protected] 18 / 12 / 2020