* منذ أن كانت المليشيات المطلوقة باسم الدين توصم السودان بالكامل كدولة فوضوية إرهابية؛ وحتى بعد أن حلّت محلها كوادر أخرى من الجهلة والمغيبين وانحسرت طبول الجهاد الكذوب؛ ظل الوضع السياسي المتعفن كما هو.. فالإرهاب تحت أي لباس (إسلاموي جنجويدي عسكري) سيظل هو الإرهاب؛ لا يتغيّر إلّا شكلاَ.. والبربرية تحت أي اسم حصادها القبح الشامل.. فما الذي يجبر العالم على إستلطاف القباح؟! * لأن كثرة التجارب الإجرامية علّمت الداخل والخارج عدم الثقة في العسكر ومن تبعهم بغير إحسان؛ كان لابد من الإحتفاء بكل ما يحجِّم خطورة هذه الكائنات المنفلتة المتجاوزة في حقوق الإنسان لدرجة إمتلاكها (حق القتل) عنوة وتجبرا.. لذلك أرى قصقصة أجنحة شرورها بواسطة أيَّة قوة دولية بمثابة (برد وسلام) على شعبنا.. ومما يغذي فينا الأمل بقوة أن نكون كشعب على قلب رجل واحد ضد كل الممارسات للجماعات التي تسترزق بالفساد ولا تنتهي بانتهاك حق الحياة.. هذا (أولاً) على مستوى الوحدة الشعبية التي أثمرت من قبل بفتوحات ثورية لم تكن غايتها خارج قوْسَى (الكرامة)! أما على المستوى الخارجي فإن العالم سيكمل (جميله) بدعمنا ضد أعداء الحياة الذين ذكرناهم.. وهاهي الخطوات على هذا الصعيد تأتي كصبحٍ أبلج؛ مقروءة مع الخبر أدناه؛ نقلاً عن "باكر نيوز" وبإختصار: (أقر الكونغرس الأمريكي مشروع قانون يدعم الإنتقال الديمقراطي في السودان؛ ويشدد الرقابة على قوى الأمن والإستخبارات؛ ويتضمن تقييماً لإصلاحات القطاع الأمني في البلاد من قبل الحكومة السودانية؛ كتفكيك المليشيات؛ والسيطرة المدنية على القوات العسكرية). * (قانون الإنتقال الديمقراطي في السودان والمساءلة والشفافية المالية للعام 2020م) يمكن تلخيصه في كلمتين: (ترياق العسكر)! إنه قانون يحظى بدعم كبير من الجمهوريين والديمقراطيين معاً؛ مما يوطد لبنة للسودان؛ يمكن أن نضيف عليها بإصلاح داخلي إذا ملأت الإرادة الوطنية الخلاقة البناءة جوانح مدنيي السلطة ودواوين العدالة واللجان المنبثقة عن هذه الجهات.. ثم.. تحرر كافة أهل المسؤولية من الجبن والتكلس غير المبرر..! أعوذ بالله —– عثمان شبونة