أكتر من 10 شركات زراعية أمريكية عظمى بالسودان قريبا وادخال احدث التقنيات الزراعية وشبكات ري حديثة, واستكشافات للمعادن والبترول . وقروض ومنح من البنك الدولي واسترداد اموال خارجية وعقودات لا أول لها ولا آخر وازالة السودان من القائمة السوداء وعودة الى المصارف العالمية وعلاقات مع دول كانت حلم (الكيزان) ان تحلق طائراتهم فوق سمائها فقط وسلام مع كثير من الحركات المسلحة ..انه نجاح بكل المقاييس وفي فترة زمنية قصيرة لكن السؤال الجوهري لماذا لا يفرح الناس ؟ النجاح الخارجي والداخلي لو كانا في خطين متوازيين وجنبا الى جنب لكان الفرح والسرور عم الديار والشارع . الان الناس لم يشغلهم هذا النجاح ولا يهتمون به اصلا فالنجاح الخارجي والاهمال الداخلي كان خطأ استراتيجي للحكومة الانتقالية .
حكومة اي ثورة في الدنيا تبدأ ببناء الانسان تملكه إحساس الفرق بين نظام سابق فشل في بناء الدولة تلاتين سنة وبين نظام ثوري يريد اعادة ترتيب الدولة والانسان من جديد ويحقق العدالة واعادة دولة القانون ..حتى تقطع الطريق امام المتربصين من القوى المضادة واعداء الثورة والفئة الجديدة فئة الشامتين التي ظهرت بعد الاخفاق في تحقيق العدالة عموما هذه طبيعة الثورات اعدائها في الداخل وفي الخارج . الثورة الفرنسية عاداها الاوربيون جيرانها قبل الشعب الفرنسي ثم كللت بالنجاح من قبل الشعب الفرنسي الذي وقف مع ثورته ..الشعوب تقف مع ثوراتها وتحارب من يعاديها لو تملك الحقائق واستشعر بالفارق بين اليوم والأمس
الآن بعد الثورة هل تغيرت قواعد الإدارة في السودان ؟ للاسف لم يتغير شي يذكر والامثلة كثيرة :
عدم تحقيق العدالة في القتلة والفاسدين من انصار النظام السابق والناس يروهم يوميا يمشون في الشوارع وفي الاسواق .
مازالت الاعتقالات السياسية والقتل والتعذيب في المعتقلات خارج القانون والمدهش الحكومة الصامتة لا مبررات ولا اعتذارات ولا حتى ادانات
إن البلد الآن تمر بأزمة خطيرة نتيجة مشكلة الحدود مع اثيوبيا وسد النهضة الأثيوبي وأضراره للسودان فماذا فعلت الحكومة في هذه الأزمة؟ هل شكلت لجنة من الخبراء في المياه والسدود والقانون الدولي لكي يمنحوها خلاصة العلم والخبرة؟ لم يحدث للأسف.
وهذا يقودنا الى المجموعة المقدرة من الشعب التي وقفت ضد المناهج الجديدة وبالرغم من انها كانت حملة قادتها مجموعة من السلفيين والمهوسين والقوى المضادة خلفها وكانت وقفتهم نتيجة كيد في الحكومة التي غفلت عن اهتماماتهم واحتياجاتهم التي اصبحت جحيم وصمتها المريب في كل شي ولن تكون الوقفة الاخيرة
الحقيقة التي يجب ان لا تغيب من خرجوا الشوارع للثورة ليس جميعهم نتيجة وعي سياسي أو حزبي وانما خرجوا لازاحة الظلم الذي كان فوق طاقتهم علي الاحتمال وصعوبة الحصول على لقمة العيش .وللاسف حتى هذا السوء وهذا الفساد الموروث حكومة الثورة لم تستطع المحافظة عليه كما هو نهيك من ازالة اسبابه نفس الناس الخرجوا لاسقاط الحكومة الفاشية السابقة الان يبحثون عن لقمة العيش وسيتضامنون مع اعداء الثورة في كل ما تخطوا اليه كما تضامنوا مع أعداء المناهج الجديدة ووقفوا معهم بشراسة .