بكل تاكيد الانقلاب ، على الطريقة الكلاسيكية ، غير وارد. الانقلاب عادة يتم ب " مؤامرة " من مجموعة ضباط وضباط صف و الجنود تنفذ الاوامر . الجيش كان القوة الوحيدة المحتكرة للعنف ( السلاح ). تاريخيا مافي انقلاب نجح على اي حكم عسكري ، الا هاشم العطا وكان لايام ثلاثة. الان الخريطة ما عادت هي ذات الخريطة السياسية العسكرية التى تحرك فيها عبود ونميري وعمر البشير. الان تحالف العسكر / الجنجويد ( المكون العسكري في مجلس السيادة ) هو الحاكم الفعلي. وبالتالي ما محتاجين يعملوا انقلاب كلاسيكي. الوثيقة الدستورية تمهد للانقلاب القادم، خاصة بعد توسيع تحالف العسكر باضافة ، بعض الحركات المسلحة الموقعة على وثيقة جوبا ، و بعض ( قوى قحت ). الانقلاب القادم ( ناعم ) وهي مسالة وقت او كما يقول العسكر، منتظرين تقدير الموقف ؟. او الوقت المناسب لتحديد ساعة الصفر. والكتابة على الحائط واضحة كل متابع. منذ استيلاء البرهان/حميتي على السلطة، وفي سبيل تعزيز واحكام قبضتهم ، لم يترددوا في ارتكاب فظائع مجزرة فض الاعتصام وارهاب سكان الخرطوم لايام وليالي اعقبت ذلك.. عملوا خلال الفترة من 3 يونيو الى 30 يونيو 2019 ، وقبلها على تكوين حاضنة سياسية بديلة لقوى الحرية والتغيير ، وكان مخلب القط فيها قيادات الادارات الاهلية وفلول النظام البائد والقوى الارهابية من الجماعات الدينية. لم يتخلوا عن خطتهم الاسترتيجية لحكم البلاد بعد الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير في يوليو 2019 ، ومازالوا ، الخطة ترتكز على الاتي: – عدم تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وعرقلته مع سبق الاصرار والترصد، محاولة لشراء الوقت حتى ينجز الانقلاب الناعم. – تغيير الحاضنة السياسية باخرى جديدة موالية للبرهان/حميتي ترتكز على قيادة ، مناوي، جبريل، والتوم هجو، وفقا للصفقة التى ابرمها معهم حميتي. مناوي مسؤول عن الادارات الاهلية، وجولاته وزياراته المكوكية منذ وصوله للخرطوم طوال الفترة الماضية مشهودة وموثقة. جبريل حلقة الوصل بقوى الاسلام السياسي. والتوم هجو ، حلقة الوصل مع قيادات الختمية والطرق الصوفية وجماعات من الاتحادين. التصريحات الاعلامية والهجوم الناري الذي يشنه ثلاثتهم بصورة متواصلة على قوى الحرية والتغيير ناكرين و منكرين دورها في قيادة الثورة بل وحتى وجودها كله يصب في خانة اضعاف قوى الثورة ليسهل الانقضاض عليها، ويمكن لحكم العسكر. ويضاف الى ذلك خطاب حميتي الاخير وتهديداته بلغة فجة وتقليله من الثورة والثوار كما يفعل في كل مرة بعد تستبيح وترتكب مليشياته مجزار جديدة في حق المواطنين الابرياء العزل كما فعلت في مدينة الجنينة وولاية جنوب دارفور يوم 15 و16 يناير الجاري. وحسب تقرير للامم المتحدة بلغت جملة ضحاياه اكثر من 250 قتيلا بينهم 3 من العاملين في منظمات الاغاثة، وتم تشريد اكثر من مئة الف من سكان معسكرات النزوح بالاضافة الى جرح المئات. اخر حلقات التآمر الرسمية على الدولة المدنية وتشكيل ما يسمى بمجلس شركاء الفترة الانتقالية كحاضنة بديلة كاملة الدسم ، بالرغم من اعتراض رئيس الوزراء!؟ مما يستدعي الوقوف عند هذه الخطوة التى تعتبر علامة فارقة يجب الوقوف عندها بكل مسئولية واخذ دلالاتها ماخذ الجد. – اختيار المكون العسكري لمكونات ( قحت البديلة )، تغبيشا للوعي ، يتم التعامل معها باعتبارها، القوى المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية. – تطلب هذه ( القحت البديلة ) ، من رئيس مجلس السيادة ، تشكيل حكومة جديدة بعد تهيئة الاجواء ان شئتم ، بتوالي خنق المواطن بالازمات الطاحنة، والاستثمار في اشعال بعض الاطارات وتتريس الشوارع وفبركة بعض المظاهرات، وظهور ابواق اعلام النظام البائد، التى تعترف التطبيل وحرق البخور مطالبة بحكم العسكر . ليعلن البرهان قراره بفرية انه جاء استجابة لنداءات قحت ( البديلة ) وصوت الشارع؟ – اعلان حكومة جديدة بقيادة من صنع البرهان/ حميتي ووزراء من ذات الحاضنة ، ليكونوا تحت تصرف الحاكم العسكري. هذا السناريو هو الاقرب الى الحالة ( السيسية) في مصر، والتى سوف تكون الداعم الاول بالاضافة الى دول المحور ( الخليجي ) السعودية والامارات ، مع دخول قوي لدولة قطر من تحت طربيزة الاسلاميين. وبكل تاكيد هناك جهات ودول سوف تبدي معارضتها للانقلاب مثل الاتحاد الافريقي، والدول الاروبية وامريكا التى سوف تفضل الضغوط الدبلوماسية من غير اسنان. اما القوى السياسية، من قوى الثورة، والتى تعمل منذ فترة لاسقاط حكومة حمدوك بقيادة الحزب الشيوعي وتنظيماته الجماهيرية ، من الناحية العملية ، مع اصرارهم على تصعيد الاحتجاجات لدرجة لن يستطيعوا التحكم في نتائجها والتى ينتظرها البرهان/ حميتي وفلول النظام البائد والمتربصين بالثورة بفارغ الصبر. يقينا القوى الوطنية وفي مقدمتها لجان المقاومة والقوى السياسية وحركات الكفاح المسلح المؤمنة بالديمقراطية ، والمتمسكة بالفعل الثوري الاخلاقي المبدئي والسياسي الاستراتيجي، من اجل الدفاع عن الديمقراطية ومكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة. سوف تواصل تنسيق عملها الموحد للوقوف ضد مؤامرة المكون العسكري ولتامين انجاح الفترة الانتقالية ووصولها لغاياتها بالتحضير والاعداد لقيام الانتخابات الحرة النزيهة التى تعد المدخل الى التحول الديمقراطي الحقيقي. عادل ع. صالح