روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكيل وزير الخارجية السابق دقاني بكي سبقني أشتكي
نشر في الراكوبة يوم 27 - 01 - 2021

تفاجأت كغيري بالمؤتمر الصحفي الذي عُقد بقناة فضائية من قبل السادة عبدالغني النعيم الوكيل السابق لوزارة الخارجية وبحضور السفير معاوية التوم البخاري والقانوني سراج الدين حامد كممثلين لجهة أصابها الضرر من لجنة إزالة التمكين بوزارة الخارجية كما أدعوا. وقبل أن ندلف لمؤتمرهم الذي ظهروا فيه علي أجهزة الأعلام لتفنيد حججهم في أسباب الاستغناء عن خدمات السيد الوكيل و50 في المائة من السفراء العاملين بوزارة الخارجية بالإضافة الي 30 في المائة من الدبلوماسيين و30 في المائة من الإداريين كما ورد علي لسان الوكيل والعهدة علي الراوي، يتضح جلياً أن السيد الوكيل السابق ومن معه تعمدوا حد الغباء أن يمحوا عن ذاكرتهم أن ما حدث في السودان قبل عامين هو ثورة وليس أنقلاباً وذلك في الغالب الأعم يرجع لعدم أشتراكهم وإساهمهم في إسقاط النظام البائد . ولا نملٌ من تكرار تعريف الثورة وهي مجموعة من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع . والثورة ظاهرة أجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة وفي الحالة السودانية هذه الفئة هم الشفاته والشباب والكنداكات والمسحوقون بقيادة حاضنتهم السياسية تجمع المهنيين وقوي الحرية والتغيير وكل من عاني من حكم الانقاذ الفاسد المفسد الظالم .
الثورة هدفها التغيير ويا حبذا التغيير الجذري ، وتستمد شرعيتها القانونية من التفويض الشعبي للشارع ومن المليونيات التي سُيرت ومن الصلاحيات الدستورية التي سطرها الشهداء بدمائهم لإزالة التمكين ، كما تعبر عن ضرورة انتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة الثوار، الشيئ الذي لم يُنجز بالكامل بعد . الثورة كما جاء في تعريفها هي تغيير كامل لجميع مؤسسات وسلطات النظام السابق لتحقيق طموحات نظام سياسي جديد ، يتوخي النزاهة والعدالة وتوفير الحقوق الكاملة والحريات ويساهم في نهضة المجتمع ولا غرابة في أن شعارات الثورة كانت تتلخص في الحرية والسلام والعدالة . ونُذكّر الدبلوماسيين الجالسين في منصة المؤتمر الصحفي الذي أنعقد في 11 يناير 2021 بمنتدي (طيبة برس) بأن ثورة السودان السلمية تمَّ الاعتراف والإعلان عنها من أكبر محفل دبلوماسي الا وهو الأمم المتحدة .
أذا تم توافق بأن ما حدث في السودان ثورة تصبح بالضرورة استحالة وجود مكان شاغر للسيد وكيل وزارة الخارجية في وزارة ما بعد الثورة بغض النظر عن حجته الواهية بأنه التحق بهذه الوزارة قبل وصول الإنقاذ للسلطة . أضافة الي أنه كان يشغل وظيفة حساسة في أعلي درجات هرم مركزية إتخاذ السياسة الخارجية وعمل في كثير من سفارات السودان بالخارج الشيئ الذي يستوجب من لجنة التمكين مساءلته والتحقيق معه قبل منحه شهادة خلو طرف من قبل المخدم . وبالرجوع الي ملف عمل السيد عبد الغني النعيم عوض الكريم ، نجد أن هنالك كثير من الملابسات التي صاحبت عمل الوكيل في الوزارة . لا نلغي جزافاً بأية اتهامات ولكن كثير من الأحداث ترقي الي مستوي الاستجواب والمساءلة خاصة وانه أبن الوزارة المدلل وكلنا يعلم ان الوصول الي منصب وكيل الوزارة في عهد الأنقاذ ليست الكفاءة أهم مرجعياتها الا في حالات نادرة وأنما يعود في المقام الأول للخدمات والولاء الذي يقدمه شاغل هذه الوظيفة مطأطئاً الرأس للنظام .
تباهى السيد عبد الغني في المؤتمر الصحفي بأنه كان رئيس اللجنة المكلفة برأب صدع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية متناسياً أن تلك العلاقات تدهورت بسبب النظام الذي ركب موجته وصار من أكبر سدنته وأقرب المقربين إليه في وزارة سيادية في فترة بالغة التعقيد والحساسية.
ليس من حق السيد عبد الغني أو غيره أن يدعي أنه هو من رفع الحظر والعقوبات المفروضة على السودان أو نجح في إزالة إسمه من قائمة الدول التي تدعم الإرهاب. من حقق ذلك هم الشهداء والمغتصبات والمدفونون في باطن الأرض وإعماق النيل والمفقودين والثوار والثائرات، شفَّاته وكنداكات وأهلهم المفجوعون فيهم وذويهم. لولا تضحيات هؤلاء لظل السودان إلى يوم الدين دولة معزولة يحكمها نظام منبوذ ولواصل الشعب تجرع تبعات ذلك تخلفاً وحرماناً من حليب الأطفال ونقصاً في الدواء ولعلك تذكر ولا تنكر أن السودانيين سددوا قرابة الأربعمائة مليون دولار هم بحاجةٍ لأي سنت منها لتحقيق ما تقدم ذكره وقد يدفعون أضعاف ذلك.
ولنفرض أن جهودك وجهود غيرك كانت قد أثمرت قبل قيام ونجاح الثورة هل تدري من كان سيستفيد من ذلك؟ هي نفس الطغمة الفاسدة التي مصت دم الشعب السوداني واقتات بنخاع عظامه.
وليس من حق أيِّ كان أن يمتن على هذا الشعب أنه خدمه عشر أو عشرين أو ثلاثين عاماً. لقد دفع هذا الشعب البسيط المغلوب المحتاج تكلفة تعليمنا من دم قلبه وعرق جبينه ودموع أطفاله وعافية نسائه. وتولى بعد ذلك سداد مرتبات باذخات بعضها بالدولار والإسترليني والريال واليورو فلنحمد ونشكر وإذا قرر الشعب أو من ينوبون عنه أن نمضي فلنفعل ذلك دون ضجةٍ وصراخٍ وزعيقٍ وبتأدبٍ ، خاصة وأنه أتاح لمن يريدون فرصة أن يتظلموا ويستأنفوا الي حين البت في أمورهم أن يناموا في منازلهم مطمئنين لا يخشون زائر فجر أو السقوط ضحايا لغدرٍ ومكرٍ.
الرايحة ما بتسمع الصايحة
سبق وأن خاطبت السيد عبد الغني برسالة مفتوحة من صميم عمله الاداري نشرت بالصحف الإليكترونية بالسادس والسابع من أكتوبر 2016 وفيها ذكرت له الآتي : أتتك الآن سانحة تاريخية وأنت تتولي أعلي منصب وهو وكيل أول وزارة الخارجية فأذا وظفتها في الاتجاه الصحيح حتماً سيسجلها لك التاريخ بأنك أوقفت عجلة التدهور في هذا الصرح . أشار المقال كذلك إلى العبث والاستهتار بالمال العام في زمن حكومة التمكين الذي وصل حد أن صار السفير أو رئيس البعثة يصطحب معه لموقع عمله بالخارج حشداً من العمالة من بينهم السائق والطباخ والحلاق. أُختتمْ المقال بمقترحات للتعامل مع مبنى السفارة وسكن السفير بصورة بعيدة عن البذخية تليق بدولة كدولتنا نامية متعثرة بل ساقطة سياسياً وإقتصادياً. وأنه من حق الشعب السوداني الاطلاع علي تقارير المراجع العام عن المبالغ التي تُصرف علي سفاراتنا بالخارج ؟ حان الوقت لكي نعرف كم يذهب من عرق الشعب السوداني في بند مرتبات وبدلات وسكن وأيجار مباني وصيانتها وسيارات ومصروفات مرافقين وحشم بالنسبة لكادرنا الدبلوماسي الذي كوفئ ببعثه لكي يمثلنا خارج الوطن. وهذا مطلب مشروع خاصة وأنك قضيت معظم سنين خدمتك بدول ديمقراطية تحترم القانون
بدلاً من التحقيق في الاتهامات التي وجهتها للسفارة في تبذير المال العام وعدم المسؤولية المالية والادارية في تصريف أعمال السفارة أذا بي أستلم خطابين في مظروف واحد . أحدهم من القائم بالأعمال يطلب مني الآتي :
1-نشر أعتذار أتراجع فيه عن كل التهم التي وردت بالصحف الاليكترونية
2-التوضيح في الاعتذار بأني لم أتمكن من التأكد من المعلومات التي وردت بالمقال حول الخروقات المالية والادارية التي تمت بالسفارة
3-الكشف عن المصادر التي مدتني بهذه المعلومات
4-صورة من هذا الخطاب كما ورد في أسفله بعث بها القائم بالاعمال لرئيس القسم الذي أعمل به في الحكومة الكندية لإتخاذ الاجراءات الادارية ضدي.
أما الخطاب الثاني فهو ممهور بأسم محامي وجاء في فقرة (التوقف والكف) أن ممثلهم السيد القائم بالأعمال شرع في إجراءات دعوي قضائية ضدي لكي أكف عن التشهير والتجريح. المهلة الموجه لي كانت 10 أيام من تاريخ أستلامي المظروف لكي أجتمع مع المحامي وفي حالة عدم انصياعي لهذه التوجيهات سأعرض وظيفتي في الحكومة الكندية للخطر – مما يعني ضمنياً الفصل من العمل .
أهملتُ وسفهتُ الخطابين وتجاهلت التهديد والانذار .
السيد عبد الغني الوكيل السابق، لم يحرك ساكناً تجاه الخطاب الذي بعثت له به كما لم يتخذ إجراءات لنهي القائم بالاعمال عما هو مقبل عليه من قطع رزق مواطن سوداني عاني من الفصل للصالح العام عندما كان يعمل بالسودان وفي رأي القائم بالاعمال حان الوقت لكي يتجرع هذا المعارض للانقاذ الفصل للمرة الثانية في دولة كندا . هذا الاجراء التعسفي قام به ممثل وكيل وزارة الخارجية بدولة كندا . وهو ذات الوكيل الذي صرح في مؤتمره الصحفي الذي أنعقد بمنتدي طيبة برس بأن أجراءات الاحالة للصالح العام توقفت منذ عام 1995 وهذا كما واضح من حادث السفارة بكندا أعلاه مجرد هراء . لا يمكن للقائم بالاعمال أن يتصرف وينوي خوض معركة قانونية قد تؤدي الي محكمة المدعي فيها سفارة السودان( وحادثة السفارة بلندن ليست ببعيدة عن الاذهان) من دون مشورة رئيسه الذي يتبع له وفي هذه الحاله هو وكيل وزارة الخارجية عبدالغني النعيم . ومن عجائب الدهر تمت احالة القائم بالاعمال الذي رفع هذه الشكوي في أول كشوفات أزالة التمكين بوزارة الخارجية .
السيد الوكيل السابق في هذه السانحة اسمح لي أن أقدم لك بعض المساعدة لتجهيز دفوعاتك للأسئلة التي يمكن أن تُواجه بها من لجنة أزالة التمكين للنظر في الأستئناف المقدم لها من جانبك .
1-في العشرية الاولي من حكم الإنقاذ عمل السيد الوكيل السابق ببعثة السودان الدائمة للامم المتحدة في مدينة جينيف هل لنا ان نلم بالتقارير التي تم رفعها في تلك الفترة ضد زملاء يعملون في نفس البعثة يتميزون بخبرة ودرايه في مجال العمل الدبلوماسي مما تسبب في حرمانهم وأرجاعهم الفوري للخرطوم قبل إتمام الفترة المقررة لهم .
2-خدم الوكيل السابق بسفارة النظام بدولة سوريا ومن ثم مديراً لمكتب الرجل الثاني المجرم علي عثمان محمد طه . بالتأكيد له معرفة ودراية بالاموال والالتزامات التي وعد النظام السابق بتقديمها للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي والتسهيلات التي قُدمت للحركات الارهابية ، هل لك بتوضيحها للشعب السوداني؟
3- ماهي الخدمات التي تمَّ تقديمها للطفل المعجزة وحزبه السياسي أثناء عملك بكندا حتي تتم مكافأتك وتمديد فترة أقامتك بأتاوا الي سبعة أعوام عجاف، وماذا كسب السودان من بقائك في كندا طيلة تلك الفترة بخلاف شراء منزل للسفير ومبني آخر تم استغلاله لتقوم عليه السفارة . ليس هذا فحسب وأنما من نافلة القول أن نذكرك في بادرة هي الأولي من نوعها تم أبتعاثك من وظيفة سكرتير أول لتكون رئيس بعثه في دولة تعتبر من مصاف الدول السبعة العظام .
4-ولا تزال تكافئ علي ما قدمته للأنقاذ حيث تم أستدعاء سفير السودان بالبرازيل قبل أن يكمل عامه الأول لكي تُبعث بدلاً عنه بدون وجه حق ومن ثم تصبح وكيلاً لوزارة سيادية ، ماهو تبريرك لذلك ؟
5- أثناء خدمتك التي امتدت الي ما يقارب الخمسة وثلاثين عاماً تمت خروقات مالية وادارية كثيرة بعضها يتعلق بالحقيبة الدبلوماسية وأجراءات أرسالها ومحتوياتها وفضها أضافة الي التدخل السافر من قبل عملاء المؤتمر الوطني بسفاراتنا بالخارج ، هل لك أن تطلع لجنة ازالة التمكين علي ما قمت به لمعالجة هذه الخروقات والمحاسبة عليها قبل أن تفكر في رفع أستئناف للعودة مجدداً الي أروقة الوزارة ؟
السيد عبد الغني النعيم لو كنت مكانك واستلمت هذه الرسالة بإنهاء خدماتي من وزارة الخارجيه لاستلمتها وانا شاكراً لهم بتغاضي لجنة إزلة التمكين من حجزي والتحري معي بحكم أني كنت أشغل وظيفة حساسة ، تستوجب التحفظ علي وأجراء التحقيق اللازم وحظري من السفر لخارج البلاد وليس الظهور في وسائل الاعلام . والشئ بالشئ يذكر يا سيادة الوكيل . حدث لي في يونيو 1989 أن حضرت للسودان في عطلةٍ أثناء البعثة الحكومية وقبل رجوعي الي مقر دراستي قام جنرالات الانقاذ بانقلابهم المشؤم الذي قضي علي الديمقراطية وكان علي أن أستخرج تأشيرة خروج لمغادرة السودان . في ذلك العصر الذهبي كان هنالك قسم بوزارة الصناعة التي أتبع لها يقوم بتسهيل إجراءات السفر وخلافه من الاجراءات المالية التي لها علاقة ببنك السودان . أستلم الجواز زميلٌ لنا لكي يذهب به لوزارة الداخلية لاستخراج تأشيرة الخروج وحين عاد من قسم الجوازات لم يكن بحوزته جواز سفري الا أنه حمل رسالة مضمونها أن أقابل مجلس قيادة الثورة كي أتحصل علي جوازي . كانت هذه هي بداية الملاحقة وبعد لأي وجهد تحصلت علي الجواز بعد أن تأكد من عدم وجود أسمي في كشوفات (المحظورين) مغادرة البلاد . بعد هذه المرحلة أتت المرحلة الثانية وهي إستخراج تأشيرة خروج من السودان وقد تحصلت عليها بفضل صديقنا المرحوم مقدم الشرطة ماضي وزوجته الفاضلة . بعدها غادرت الوطن تحت إجراءات أمنية مشددة في نقاط تفتيش متعددة .
وفي 16 أكتوبر عام 1990 استلمت خطاباً بالإحالة للصالح العام ( مرفق ) . ومن لطف الله علي عباده أني كنت في بعثه خارج الوطن أي لم الاحق أو أختفي أو أعذب في بيوت الاشباح ولم يسلم من الملاحقة الا القلة . فقد الوطن عشرات الضحايا في زنازين جهاز الامن كان علي رأسهم زميلنا الشهيد علي فضل . هذا كان الحال ياعبد الغني لم نعقد مؤتمرات صحفية ولم نذرف الدموع ولم نستطع أن نجتمع علي منصة وننقض قرار مجلس الثورة ولا حتي أن نتحصل من راتبنا ما يملأ رمق الاطفال والامهات . الهاجس الاكبر كان يعني السلامة وعدم الوقوع في قبضة أجهزة الامن ، ذلك ما كان عليه الحال عندما قام حزب الجبهة القومية الإسلامية بانقلاب عسكري وعملت أنت سفيراً لنظامه السياسي وتقلدت منصب وكيل وزارة الخارجية في عهده . اليوم وفي ظل الثورة المجيدة أنت تنعم بالحرية وتعقد مؤتمراً وتتم أزاحتك من منصبك بعد مضي عامين بالتمام والكمال وليس في الاسبوع الاول من نجاح الثورة . والمضحك المبكي أنك كنت محتجاً علي عدم السماح لك بأن تذهب سفيراً لحكومة الثورة في الإتحاد الاوربي ببروكسل . بربك بأي وجههٍ كنت ستدافع عن الثورة وأهدافها وبرامجها وأنت الذي خدمت نظاماً سياسياً أنقلب علي الديمقراطية والحريات وقتل وعذب وشرد آلاف السودانيين والسودانيات . عاصرنا زمناً كان السوداني المستقيم يتقدم بأستقالته عن الوظيفة ويبني أسباب الاستقالة أن الوضع السياسي الحالي لا يتماشي مع توجهاته السياسية . قبولك للتعين سفيراً بالاتحاد الاوربي له تفسير واحد أنك تريد أن تعمل علي تقويض الثورة من الخارج وتكون حلقة وصل مع فلول النظام الهارب مع الحصول علي الامتيازات المادية من الثورة التي اطاحت بالتمكين.
( التسوي كريت في القرض تلقاه في جلدها )
أمر أخير، السيد عبد الغني النعيم تذكّر وتدبر في مقولة "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض". أين كانت المبادئ والقيم يوم فصلت سلطة الإنقاذ الانقلابية وشردت عشرات الآلاف؟ بل أين كنت حينما أصدرت لجنة إزالة التمكين بعد الثورة القائمة الأولي؟ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟ وأنت تستغرب قرار فصلك نذكرك بأنك طالما فرحت وتباهيت بحظوتك لدى الإنقاذين خاصة سيء الذكر علي عثمان طه وطالما تفاخرت بأنك كنت تزجر في حضرته وتحت سمعه وبصره كبار الدبلوماسيين وأن الكثيرين منهم من هو أقدم منك خدمة وأكثر دراية وخبرة استهجنوا قفزك بعمود الإنقاذ ووضعك فوق رؤوسهم ودعوا الله أن يريهم فيك يوماً. ولستك في ذلك وحدك وأنت أدرى من غيرك بالكم الهائل من غير المؤهلين الذين فرضتهم الإنقاذ على الخارجية وغيرها وبوأتهم أعلى الدرجات فيها وأرسلتهم لمن شاءوا أو شيء لهم من السفارات وكيف أنهم كانوا يرهبون من سواهم في الخدمة ويتنمرون عليهم ويتأمرون ضدهم متناسيين أن الله يمهل ولا يهمل ويأبى أن يستغل دينه الحنيف لأغراضٍ دنيوية دنيئة ومنحطة.
ليس لنا قضية شخصية معك أو مع غيرك. نتمنى لك التوفيق في مقبل أيامك حتى وإن كان ذلك نجاح إستئناف تتقدم به وعودة مستحقة للعمل .
لا يمكن أن نكتفي بهذا بدون التعرض للجنة أزالة التمكين بوزارة الخارجية . أستبشرنا خيراً بهذه اللجنه وبدأت في الاتجاه الصحيح لكن ما حدا بي الي التشكيك في عدم فهم اللجنة لمهامها هو كيفية السماح لهذا المؤتمر الصحفي ، والأنكأ عدم الرد علي هذه الترهات التي صدرت من منبر عام .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.