لا يكف تنظيم إخوان السودان عن حياكة المؤامرات في مسعى لإفشال التحول الديمقراطي في بلد عانى من ويلات حكمهم. مؤامرات ترجمتها أعمال عنف وتخريب في عدة ولايات سودانية، هذا الأسبوع، في مشاهد تبدو مدبرة حيث اندلعت بشكل متزامن، وبوقائع متشابهة تحت مزاعم الاحتجاج على الحكومة. ولاحقت الإخوان اتهامات صريحة رسمية وشعبية، بتدبير هذه الأعمال الإجرامية ضمن مخطط كبير يرمي لنشر الفوضى، والعبث بأملاك السودانيين. السودان يحبط مخططا إخوانيا لحرق الميناء الرئيسي بالخرطوم ووفق خبراء فإن كل القرائن تثبت تورط فلول النظام السابق في أعمال النهب والحرائق التي شهدتها 8 ولايات حتى الآن، بهدف الانقضاض على الثورة التي أطاحت بحكمهم وتعطيل المسار الانتقالي. وشرعت السلطات السودانية ممثلة بلجنة التفكيك، في خطوات قوية لضرب تحركات الإخوان، بعد أن وجهت فروعها في الولايات بالتصدي لمنسوبي النظام السابق الذين ينشطون في إثارة الفوضى وتدوين بلاغات في مواجهتهم. وبدأت مخططات الإخوان التي جاءت متسترة خلف مظاهرات منددة بالغلاء، في مدينة القضارف، شرقي السودان، إذ عمدت خلاياهم يومها على الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإضرام النيران في عدد من المنشآت. وبعد أيام قليلة، تمددت سهام الفوضى إلى ولاية شمال كردفان، وسط البلاد، وكانت الأشد عنفا، حيث شهدت حالات نهب واسعة للمحال التجارية وحرق سيارات خاصة وعامة، وتهشيم مصرف تجاري. وانتقلت أعمال التخريب بصورة كربونية إلى ولاية شرق دارفور وغرب كردفان وشمال وجنوب دارفور، ولاحقا إلى الخرطوم التي أحبطت مخططا لحرق الميناء الرئيسي للسفريات الداخلية بالعاصمة اليوم الخميس. تعطيل الانتقال الديمقراطي المحلل السياسي، مصطفى الجميل، قال إن جماعة الإخوان المعزولة استغلت التراجع الاقتصادي ونقص وغلاء المواد التموينية والوقود، وعمدت الاستثمار فيها. وأضاف الجميل في حديث مع "العين الإخبارية" أن "عدم محاسبة المتفلتين والمخربين شجع الإخوان على المضي قدما في نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار". ودعا إلى ضرورة أن تعمل الحكومة على معالجة الأوضاع المعيشية وبسط الأمن، لقطع الطريق أمام أي خطط لضرب الاستقرار وتعطيل مسيرة الانتقال في السودان. الانقضاض على الثورة أما المحلل السياسي أحمد حمدان، فرأى أن ما يحدث في الولايات الإقليمية ببلاده مخطط كبير تقوده عناصر النظام لتقويض الثورة والانقضاض عليها. وأشار حمدان في حديثه ل"العين الإخبارية"، إلى أن الأحداث لم تكن عفوية بأي حال رغم محاولات البعض إعطاءها صبغة الاحتجاج على الوضع الاقتصادي. وأوضح أن "الذين يشاركون حاليا في أعمال التخريب ليسوا بثوار أو مواطنين جياع؛ لأن المنطق يتحدث عن عدم معقولية أن يغير السودانيون منهجهم السلمي الذي شكل سر نجاحهم في اقتلاع أعتى ديكتاتورية، ويستبدلونه بالعنف لإسقاط الحكومة التي حملوها بدمهم للسلطة". واعتبر أن منهج العنف والتخريب يعد حقا حصريا للإخوان في السودان على مر التاريخ، وليس للسودانيين أي نصيب من الممارسة السياسية العنيفة، فقد شكلت سلميتهم مفتاح نجاح ثلاث ثورات شعبية. جر البلاد للفوضى بدوره، أكد المحلل السياسي، عمرو شعبان، أن الشارع السوداني متمسك بسلميته التي برزت خلال آخر مظاهرات انتظمت بالخرطوم وعدد من المناطق. وقال شعبان ل"العين الإخبارية"، إن ما يحدث الآن هو خطة ممنهجة من الإخوان لجر البلاد إلى الفوضى وإعلان حالة الطوارئ لتعطيل الانتقال الديمقراطي. وأضاف أن "هذا المخطط الجبان سيواجه فشلا ذريعا، فالجميع الآن يستنكر العنف والتخريب ويقف ضده". وقابلت السلطات السودانية مخطط الإخوان بتدابير قانونية وأمنية، حيث أوقفت الشرطة في شمال كردفان 100 متهم بالوقوف خلف التخريب بمدينة الأبيض. كما ألقت السلطات في ولاية شرق دارفور القبض على 48 متهما بتدبير أعمال التخريب في مدينة الضعين.