تظهر المزيد من الأدلة على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب متعمد في منطقة تيغراي الشمالية بإثيوبيا، حيث يحتدم النزاع المسلح منذ شهور، وفق تقرير لشبكة أخبار "سي أن أن" الأميركية. وتتعرض النساء للاغتصاب الجماعي والتخدير والاحتجاز كرهائن، وفقا للسجلات الطبية وشهادات الناجين التي نقلتها الشبكة. وذكرت إحدى الشهادات أنه تم "حشو مناطق حساسة لنساء بالحجارة والبلاستيك"، وفقا لمقطع فيديو صور شهادة أحد الأطباء الذين عالجوا الضحايا. وتحدثت "سي أن أن" مع تسعة أطباء في إثيوبيا وواحد في مخيم للاجئين السودانيين، قالوا إنهم شهدوا زيادة مقلقة في حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب منذ أن أطلق رئيس الوزراء، أبي أحمد، عملية عسكرية ضد القادة في تيغراي، وأرسل قوات وطنية ومقاتلين من منطقة الأمهرة في البلاد. وتشارك قوات من إريتريا المجاورة في الحملة العسكرية إلى جانب الحكومة الإثيوبية، كما ذكرت شبكة سي إن إن سابقا. وفقا للأطباء، فإن أغلب النساء اللواتي يعالجن، روين قصصا مماثلة عن تعرضهن للاغتصاب من قبل جنود إثيوبيين وإريتريين. وقالت بعضهن إن تلك القوات كانت تعمل في ظل إفلات شبه كامل من العقاب في المنطقة. وتحدث فريق من شبكة سي أن أن في مدينة الحمدييت، وهي بلدة سودانية هادئة على الحدود الإثيوبية حيث تجمع آلاف اللاجئين من تيغراي في الأشهر الأخيرة ، مع عدة نساء وصفن تعرضهن للاغتصاب أثناء فرارهن من القتال. وقالت امرأة عن مهاجمها: "دفعني وقال: ليس لديكم أي تاريخ، وليس لديكم ثقافة. يمكنني أن أفعل ما أريده ولا أحد يهتم". وقالت كثيرات إنهن تعرضن للاغتصاب من قبل قوات أمهرة التي أخبرتهم أنهم كانوا عازمين على التطهير العرقي للتيغراي، كما قال طبيب يعمل في مخيم اللاجئين المترامي الأطراف في الحمداي لشبكة "سي أن أن. وقال الدكتور تيدروس تيفير إن النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب كشفت أن مغتصبيهن كانوا يطلبون منهن تغيير هويتهن، أو ترك أصولهن التيغرينية وأضاف "عمليا كانت هذه إبادة جماعية". وأصبح تدفق اللاجئين ضئيلا منذ أن عززت القوات الإثيوبية تواجدها على الحدود في الأيام الأخيرة، وهو ما يؤرق اللاجئين الذين ما زالوا يأملون في لم شملهم مع أفراد عائلاتهم. واشنطن قلقة حول الوضع والخميس، أوفد الرئيس الأميركي جو بايدن مبعوثا إلى أديس أبابا للقاء رئيس الوزراء الإثيوبي، أبيي أحمد، وإبلاغه "قلق واشنطن الشديد" حول الوضع في تيغراي. ونقل السيناتور الديموقراطي، كريستوفر كونز، لرئيس الوزراء قلق الرئيس الأميركي حيال "الأزمة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان" في المنطقة الواقعة في شمال البلاد، وخطر "تفاقم انعدام الاستقرار" في القرن الإفريقي. وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، استنكر، الثلاثاء، الماضي للمرة الأولى "ممارسات تطهير عرقي" في تيغراي. وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، عملية عسكرية في نوفمبر لإطاحة سلطات المنطقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتّهمها بمهاجمة قواعد للجيش الفدرالي. واستعان رئيس الحكومة بقوات عسكرية محلية من منطقة أمهرة المجاورة لتيغراي من ناحية الجنوب، لتأمين مناطق واسعة عقب انسحاب قوات جبهة تحرير شعب تيغراي. كذلك شاركت قوات من إريتريا المجاورة، المعادية للجبهة، في الهجوم واُتهمت بارتكاب مجازر في حق مدنيين.