"أحمد أوباما" أحد الشباب السودانيين العاشقين للسياحة، فهو دائمًا في حالة سفر ويقوم بمشاركة تجاربه السياحية على فيسبوك في مجموعة "زول سفر" أو على حسابه على "انستغرام" يحكي عن المدن الجميلة التي زارها والمعالم السياحية فيها ويقدم نصائحه بخصوص الطعام والثقافة في البلد الذي يزوره. الكثير من المتفاعلين مع أوباما يغبطونه على سفره الدائم والمتعة التي يلاقيها في رحلاته والشغف الذي يحكي به عن جولاته السياحية، لكن هذه المرة فاجأ أوباما متابعيه بحادثة وقعت معه مصادفة أثناء تواجده في تركيا. نصيحة بوجهة سياحية جديدة قبيل أقل من أسبوع كتب أوباما مطالبًا متابعيه بنسيان أي شيء قاله من قبل عن تركيا، والتركيز فقط على "أوزنغول" داعيًا إياهم لوضع هذه المدينة ضمن مخططاتهم حال كانوا سيأتون إلى تركيا، وكتب: "أمشو طرابزون بيتو في طرابزون يوم واحد ومن هناك أمسكو مدن الشمال مدينة مدينة"، مضيفًا أنه بدأ رحلته بأوزنغول، معرفًا المنطقة بأنها قرية صغيرة، وأنها في الأصل كانت بحيرة بين جبلين جاءت إليها الناس وبنت منازلها حولها فأصبحت واحدة من أجمل المناطق في تركيا، مرفقًا المنشور بصورة للقرية من مكان عالٍ، مختتمًا منشوره بهذه النصيحة: "فيها كمية من الحاجات لكن أنا كزول عايز استكشف قعدت فيها يوم واحد وشلتا غرفة في فندق عالي عشان الفيو وكده". وانتهى الأمر على ذلك بعد أن عرف بالمنطقة ومعالمها السياحية. لفت انتباه السفير التركي ليفاجأ أوباما بأن السفير التركي في الخرطوم "عرفان نذير أوغلو" قام قبل يومين بتدوين تغريدة في حسابه الرسمي على تويتر، بعد أن قرأ بوسته وعرف أنه في طرابزون وهي مسقط رأس السفير التركي، قال أوباما إن تغريدة السفير أوغلو شكلت له دعمًا كبيرًا. وربما الثناء الذي كاله أوباما لطرابزون مسقط رأس السفير أوغلو، وطلبه من متابعيه نسيان جميع المدن التركية والتركيز على طرابزون، بالإضافة للصور الجميلة للمدينة الساحرة التي قام بنشرها برفقه منشوره، قد أثارت في السفير أوغلو لواعج الشوق إلى بلدته الوادعة، فكتب السفير أوغلو في تغريدته: "أحمد أوباما النشط بمواقع التواصل الاجتماعي السودانية طرابزون، مدينتي ومسقط رأسي، أحمد، اتمنى لك جولة سعيدة، وبلغ تحياتي إلى طرابزون الجميلة". مفاجآت في انتظاره لم يتوقف سيل المفاجآت بالنسبة لأوباما عند حد اكتشافه لطرابزون أو احتفاء السفير التركي برحلته إلى تلك المدينة الجميلة، فقد ورده اتصال هاتفي من مسئولة الثقافة والسياحة في طرابزون التي رحبت به وطلبت منه إن لم يكن يمانع، في أن يكون ضيفًا على الحكومة المحلية لباقي أيام رحلته. وأضاف أوباما: "لا موش كدة وبس، وتوفير عربية وي حاجة أنا ممكن أكون محتاج ليها لغاية ما أرجع". وقال: "أنا هسي لي يومين تحت ضيافة حكومة طرابزون وبجيكم بي رواقة بي تقرير عن أجمل مدن الشمال". مؤكدًا أن الأمر لم يتوقف على ذلك فقط، فقد حظي بدعوة رسمية لمقابلة عمدة مدينة طرابزون "أحمد متين"، الذي رحب به وسأله إذا كان مرتاحًا في المدينة وتحدث معه عن السياحة في تركيا وفي السودان، وأن السياحة في السودان تحتاج إلى نقل تجربة الدول المتقدمة في المجال. أوباما في ضيافة عمدة طرابزون وقال أوباما أن المقابلة كان لها وقعها الخاص عليه، واحتفى بها عمدة طرابزون في حساباته الرسمية على تويتر وانستقرام، وأنه أبلغه تحياته إلى السفير عرفان أوغلو مع وعد منه أنه سيأتي إلى السودان قريبًا جدًا. مقارنة أوباما حكى الشاب أوباما في منشوره الذي وجد تفاعلًا واسعًا، واقعة حدثت له في السودان قبل سنوات، حينما أتى لأحد بيوت العزاء، وكان المتوفى شاب ابن أحد المسؤولين بالحكومة، وأراد أن يعزي في الميت، فرفض حراس المخلوع عمر البشير دخوله للمنزل بحجة أن الرئيس كان متواجدًا داخل العزاء في ذلك الوقت، وقارن أوبامًا تلك الوقعة التي حدثت له في بلده وبين الحفاوة التي لقيها من السفير التركي ومن عمدة مدينة طرابزون التركية.