طارق عبد القادر: هنالك مسافة "بيننا وبين الشارع" قدمنا برنامج اقتصادى متوازن غير أن الحكومة انتهجت برنامج آخر ابتعدنا عن الجماهير دون قصد الحرية والتغيير تفتقد المرونة في الأداء ضعف التنمية ببعض المناطق ساعد وأدى إلى الإحتجاجات حوار: امتنان الرضي أقر القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير وتيار الوسط للتغيير طارق عبد القادر، ببُعد المسافة بينهم وبين الجماهير مما مضى من الفترة الإنتقالية، وعزا ذلك لعدم ترتيب الأولويات وانشغالهم بالعملية السياسية بصورة كبيرة. بينما قال عبد القادر في حواره "للراكوبة" أن ذلك أهم التحديات التى تواجه الآن تحالف قوى الحرية والتغيير التي عليها تجسير المسافة بينها وبين القوى الثورية الأخرى، خاصة الشباب وغيرهم، من الفاعلين في الشارع بهدف الوصول للأهداف المرجوة وفي سياق منفصل ذكر عبد القادر أن سبب الإضطرابات في دارفور وبعض المناطق، عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية بالسرعة المطلوبة، وكثرة السلاح في أيادى كثيرة من الأفراد والمكونات المختلفة. بعد عامين من الفترة الإنتقالية، هل لا زالت قوى الحرية والتغيير تسير على ما اتفقت عليه من أهداف. قبل سقوط النظام البائد؟ لا اظن ذلك، وإن كان هنالك اتفاق على بعض هذه الأهداف وليس كلها بسبب إختلاف مكونات الحرية والتغيير في إختيار آلياتها لتحقيق هذه الأهداف ما أدى إلى بطء تنفيذ هذه الأهداف. ما تفسيرك للسياسات الاقتصادية الراهنة؟ وإلى أي مدى تتسق مع البرنامج الاقتصادي للحرية والتغيير؟ كما هو معلوم فإن المجلس المركزى لقوى الحرية والتغيير سلم السيد رئيس الوزراء في أكتوبر 2019م برنامج متكامل، وهو برنامج السياسات (الإطار العام) وقُدم برنامج اقتصادى متوازن على أمل أن يُنفذ من قبل حكومة الفترة الانتقالية، غير أنها انتهجت طريقا آخر وهو الإصلاح المؤسسي الذي يعتمد على السوق المفتوح، والنظام الاقتصادي الحر، وربما ان تقديرات الحكومة ان هذا هو الطريق الصحيح لعمليات الإصلاح المطلوبة للاقتصاد السودانى. قراءتك للتباينات التي حدثت فى الحرية والتغيير، ما هي الأسباب وما الحلول؟ ثلاثون عاما من نظام الإنقاذ المباد ، انسحبت أيضا بصورة سلبية على كثير من الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية وغيرها من المكونات الاخرى، ويظهر ذلك جليا في كثير من التقاطعات بين هذه الأحزاب وغيرها من الأجسام المكونة لقوى الحرية والتغيير، واختلاف الأهداف احيانا، كذلك أن تحالف الحرية والتغيير يعتبر أكبر تحالف سياسي في تأريخ السودان الحديث ويضم مجموعات متباينة سياسيا وتنظيميا ومفاهيمها، وهو ما افقده صفة المرونة والانسيابية المطلوبة وبالتالي أدى إلى بطء في أدائه العام. ألا تعتقد ان مجلس شركاء الفترة الانتقالية صادر صلاحيات قحت كحاضنة سياسية؟ نظريا لا أظن ذلك، غير أننا يجب أن نكون أكثر انتباها وحذرا، في ان لا يتجاوز مجلس الشركاء حدود صلاحياته المنصوص عليها في اللائحة التأسيسية له. هل يوجد إتجاه داخل قحت لإعادة هيكلتها. لتجاوز ما ظهر من تباينات وصراعات أم أن الباب مفتوحا لاصطفاف جديد؟ إن قرار إصلاح قوى الحرية والتغيير أُتخذ قبل أكثر من عام بعد أن تأكد المجلس المركزى هنالك ضرورة قصوى لإصلاح هياكل قوى الحرية والتغيير، وتغيير كثير من الأشياء في كافة المجالات، وكُونت لجنة لدراسة هذا الموضوع وقُدمت خطة عمل واضحة لعقد مؤتمر من أجل إصلاح التحالف ومن ضمن هذه الإصلاحات توسيع المجلس المركزى وإستيعاب كل الأجسام الموقعة على ميثاق قوى الحرية والتغيير وغير ممثلة في هياكله المختلفة ونتوقع إقامة هذا المؤتمر قريبا، غير ان عملية ظهور اصطفاف جديد يظل أيضا أمرا واردا جدا. رغم توقيع سلام جوبا الا أن الاوضاع في دارفور ونواحي اخرى لا زالت ملتهبة، ما تفسيرك للذي يحدث؟ اعتقد ان جملة أسباب وراء بعض ما يحدث من اضطرابات في دارفور وغيرها من بعض المناطق ، من بينها عدم تنفيذ الترتيبات الأمنية بالسرعة المطلوبة، كثرة قطع السلاح في أيدي كثير من الأفراد والمكونات المختلفة، احتكاكات قبلية لأسباب مختلفة، وربما أيضا ضعف التنمية في هذه المناطق ساعد أيضا في هذه الاضطرابات. فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع إسرائيل هل كان ذلك قرار قحت ام جهة اخرى؟ عملية التطبيع مع إسرائيل في رأينا بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة وأن أكثر من جهة في السلطة الانتقالية أسهمت بصورة أو بأخرى في اكتمال عملية التطبيع ، أعتقد أن هناك تفاهم واضح في عملية التطبيع. ما طبيعة هذه التفاهمات؟ أعني أن أغلب مكونات السلطة الانتقالية لا تمانع في انشاء علاقة طبيعية مع إسرائيل. احتجاجات في العاصمة وبعض الولايات، إلا ان قوى الحرية والتغيير يبدو أنها لا تأبه ولا حتى تخاطب الجماهير، هل انشغلت بالسلطة أم هناك تحديات تواجهها؟ ربما هذا هو من أهم التحديات التى تواجه تحالف قوى الحرية والتغيير الآن، وهو ابتعادنا من جماهير شعبنا ربما عن غير قصد لكن تظل هناك مسافة بيننا وبين الشارع بسبب عدم ترتيب الأولويات وانشغالنا بالعملية السياسية بصورة كبيرة ، غير أن هذه الأوضاع لا بد أن تتغير وعلى الحرية والتغيير أن تجسر المسافة بينها وبين القوى الثورية الاخرى، وتحديدا شباب الثورة وغيرهم من الفاعلين في الشارع بهدف الوصول للأهداف المرجوة.