* أظل من المؤمنين بالعبارة الخالدة للروائي العبقري عبدالرحمن منيف؛ تحضر مراراً في دماغي كحضور إشتهاء قهوة بجنزبيل و(حبَّة قرنفل) قبيل آذان المغرب في رمضان.. يقول منيف: (هناك لحظات شديدة الغموض لا يعرف الإنسان كيف تأتي أو متى، لكن إحساساً غامضاً؛ حدساً مفاجئاً؛ ينبئ أن شيئاً قد انتهى؛ إنكسر؛ ولابد أن يقوم على أنقاضه شيء آخر). النص: * أقول دائماً: )كلما هلك طاغية تقلصت مساحات الشر والحقد والجريمة(. فعلينا بطغاتنا؛ وليذهب إدريس دبي إلى الجحيم. * 31 عاماً من الحكم؛ ولعله قبل هلاكه كان دِبّي يردد في سره: هل من مزيد مثلها؟ فالطاغية حين يمكث طويلاً في الحكم يترسَّخ لديه اعتقاد بأن نهاية الدولة ستكون حتمية إذا غادر الكرسي؛ وأن وجوده للشعب كوجود الماء والهواء.. ثم.. في آخر المطاف يُشيَّع باللعنات. * ما حدث لإدريس دبي نحتاج (الأبشع منه) لبعض القتلة الحاكمين اليوم؛ وكذلك الذين حكمونا بالأمس.. إن موت المذكور يقرع الجرس لكافة العسكر وغيرهم ممن أجرموا في حق البلاد؛ ينبههم بأن لا يأمنوا للغد؛ ولا يستكينوا فوق كراسي التسلُّط وتأخذهم الغفوة (بأنهم خالدون)! فمهما حصنوا أنفسهم بالأسلحة والمباني والمصفحات سيطالهم الموت.. فاللهم سلّط عليهم عذاباً يتمنون الموت من فرطِه ولا يدركهم. * أثناء كتابة هذه السطور قطع حبل أفكاري خبر عبر الموبايل بلسان منافقي المجلس السيادي في السودان؛ يقول: (إدريس دبي لديه إسهام فعال في قضايا القارة الإفريقية وتحقيق السلام بالسودان). * دعكم عن القارة الإفريقية (مصنع الدكتاتورية والفساد) ودعكم عن كذبة السلام بالسودان؛ فلو كان في دِبِّي خير لانعكس في بلاده؛ ولما تمرّد عليه أحد.. لكن لأن أعضاء السيادي العسكر من نفس طينة هذا الهالك؛ فليس غريباً أن نطالع عبطهم وترهاتهم. أعوذ بالله المواكب