من حق اثيوبيا ان تبني ما تشاء من سدود وان تتصرف كما تريد في ارضها وان تماطل وتعاند وتستفز السودان ومصر بالطريقة التي تحلو لها خاصة وقد امتلكت وثيقة من ذهب بحسن نية او بغباء هذا لا يهم الان فقد فات وقت العتاب والندم لكن بالمقابل ايضا من حقنا نحن السودان ومصر ان نتصرف بذات المنطق الاثيوبي كما يحلو لنا في ارضنا بما يتوافق مع مصالحنا الوطنية فان كانت اثيوبيا قد قامت ببناء سد يضر بمصالحنا فعلينا ان نرد عليها ببناء سد سعته التخزينية اضعاف سعة سدها العدائي يتسع لابتلاع سدها وبحيرتها معا. نحن في السودان والاهل في مصر تمكنا في الماضي من بناء اهرمات وحضارة صمدت 7000 سنة وحتي يومنا هذا ويمكننا بتفاهمات ملزمة بين السودان ومصر ان نقوم ببناء سد سوداني مصري يستطيع الصمود الي يوم القيامة والامر ليس صعب فقط يحتاج الي قرار سياسي صادق وقوي يعقبه تاجيل كل المشاريع التنموية في السودان وفي جمهورية مصر العربية بما في ذلك وقف العمل بالعاصمة الادارية الجديدة في جمهورية مصر العربية لان كل ما يقوم به الرئيس السيسي اليوم من مشاريع تنموية سوف تذهب جدواها ادراج الرياح اذا ما جف نيل مصر التي عرفت عبر التاريخ بانها هبة النيل فماذا اذا تم ملء هذا السد؟. النتيجة ستكون كارثية فيها معاناة للسودان وخراب لمصر وسنكون نحن قد ساعدنا بايدينا اليهود علي تحقيق النبوئات التوراتية الكاذبة .. الامر ليس صعب فقط يتتطلب ان يتوافق رئيس مجلس السيادة في السودان السيد عبد الفتاح البرهان والرئيس عبدالفتاح السيسي وبعدها يصدر الرئيسان قرارات ملزمة بان تتوجه كل آليات الدولتين وجميع مقاولي البلدين وكافة شركات ومهندسي الدولتين لتحديد الموقع المناسب لبناء سدنا الوقائي وفي زمن يحدده الرئيسان البرهان والسيسي وان يوصى بالسرعة في الانجاز والدقة في التنفيذ .. سدنا الوقائي الذي اتوقع ان يتسع الي 500 مليار متر مكعب من المياه سوف يغمر اجزاء كبيرة من مدن وقرى السودان في منطقة النيل الازرق واقليم بني شنقول واجزاء من بحيرة تانا وسوف يترتب عليه ترحيل الملايين من المواطنين في السودان الذين يجب توطينهم بمنطقة حلايب السودانية وبذلك نكون قد قمنا بحل مذدوج يثلج صدور الشعبين في وادي النيل ويرفع الحرج عن الحكومة المصرية حين تقوم باعادة مثلث حلايب للسودان ليمارس حقه وسيادته عليه دون ان يتهم الشعب المصري حكومته بالتفريط .. فقط حين الاعلان عن بناء هذا السد ستصبح الحكومة الاثيوبية امام خيارين لا ثالث لهم ..اما ان تجلس وتوافق علي كل الشروط السودانية المصرية واما تواجه كارثة ضياع اموالها واحلامها وتكون قد "جنت على نفسها براقش" وعلي حكام اثيوبيا ان يعلموا ان اهون ما يقدر عليه ابناء عمومتنا في مصر هو الحفر والردم فمنذ زمن الفراعنة والي يومنا هذا وهم يمارسون هذه الهواية دون ملل وعليهم ان يعلموا من انه اذا امر رئيس مجلس السيادة في السودان والرئيس المصري بهذا فسوف ترى اثوبيا اياما سوداء وحينها لن سد نهضتها ولن ينفعها المحرضون..