لماذا تم الإعلان ليلة أمس عن اسمي حميدتي و عبد الرحيم ابني دقلو و لم يعلن عن اسم البرهان ضمن قائمة المتهمين بقتل الثوار ليلة فض الإعتصام؟ لقد بات من المعلوم أن لدى محكمة الجنايات الدولية قائمة بأسماء 51 متهما في جرائم ضد الإنسانية أرتكبت في دارفور و لكنها لم تعلن حتى الآن غير بضعة أسماء و ذلك لإعتبارات و تقديرات تراها ضرورية تخدم القضية في هذه المرحلة. كذلك تم ليلة أمس الإعلان عن أحد العناوين الرئيسية و ذلك بكشف الستار عن بعض الأسماء و توجيه الإتهام إليهم بإرتكاب جريمة فض الإعتصام أمام ساحة القيادة العامة صبيحة التاسع و العشرين من رمضان من العام 2019 للميلاد. إن ورود اسمي ابني دقلو حميدتي و عبد الرحيم بمناسبة مرور عامين أخفقت خلالهما لجنة أديب في الإعلان حتى عن موعد إقتراب الإنتهاء من أعمالها يعد خطوة ثورية ذكية تأتي في وقتها تماما لتثبت أن الثورة ماضية نحو غاياتها لتحقيق شعاراتها حرية سلام و عدالة و أنه لمن المستحيل الإلتفاف عليها لإفراغها من محتواها و أن القصاص لدم الشهداء دين واجب النفاذ. الأسماء التي تم الإعلان عنها ليلة البارحة هي باقة العار الأولى و ستتبعها أخرى كما قال المتحدث الذي حدد يوم 3 يونيو القادم موعدا. من المفروغ منه أن قائمة الخزي و العار الموعودة سيتصدرها البرهان و بقية اللجنة الأمنية للعهد البائد من العسكريين و قد تتضمن أيضا أسماء لمدنيين يمتهنون السياسة متواطئين حصلوا نتيجة لذلك على مكاسب شخصية من وظائف و أموال من الداخل و الخارج. لقد جاء الإعلان ليلة البارحة و فيه الكثير من العقل و الحكمة و الحصافة إذ مثل الإعلان إمتحانا حقيقيا للبرهان و لمجلسه العسكري. فقد تركهم في كراسيهم حتى حين و لكن المسؤولية تستوجب عليهم التعاطي الإيجابي مع البيان بالشروع فورا في التنفيذ و تحمل المسؤولية المباشرة بوصفهم يمثلون القيادة العسكرية و البرهان الرئيس الفعلي كأمر واقع. إن تأجيل إعلان اسم البرهان و بقية عصابته ضمن الباقة الأولى يعني أنه كمسؤول المطلوب منه التعاطي مع الإتهامات الموجهة لقائدي الجنجويد و توجيه الإتهام إليهما و تكوين محكمة عاجلة لتقديمهما للعدالة و التعامل معهما عسكريا إذا لزم الأمر. و لهذا ليس من التدبير السليم في شيئ أن يتم توجيه الإتهام للبرهان و عصابته طالما أنه المنوط به تنفيذ مطالب الثورة و منها القصاص لدم الشهداء الآن و كل يوم يمر دون تنفيذ تلك المطالب سيفقد البرهان مصداقيته المفقودة أصلا و سيكون من المنطقي بعدها توجيه الإتهام له بحجج آخرها التواطؤ و الفشل و عدم الأهلية في مواجهة المتهمين. إن ما جاء في إعلان أسر الشهداء ليلة أمس بالنسبة للبرهان ك"بيضة أمكتيتي لو شلتها كتلت أمك و لو خليتها كتلت أبوك". إن الموعد هو يونيو القادم و ليس الثالث منه ببعيد.