لاشك انكم مصدومون ومروعون جراء ما سعتموه من حيثيات وتفاصيل شديدة البشاعة شديدة الوحشية, من الطريقة التي قتل بها هذا المجرم اهله و أهلنا في دارفور ،من الرجال الابرياء الذين كانوا يرعون دوابهم ،او يفلحون أرضهم ، ومن نساء مكافحات شريفات محصنات كن يمارسن "معارفتهن " اليومية من أجل سبل كسب العيش حتي لا تتوقف الحياة ، ومن اطفال " حيران" كانوا يحفظون كتاب الله قانعين انه سوف يحميهم ضد علي كوشيب وغيره من قتلة الاطفال! مهلا سادتي إن ماقاله علي كوشيب وهو يتلذذ بقتل ضحاياه بهذه الطريقة السادية، لايمثل إلا رأس جبل عملاق من الجليد يتوسد القاع ،وما فعله كوشيت لا يساوي إلا جناح بعوض من مافعله النظام الحاكم برمته الذي كان كوشيب جزءا منه ! هل سمعتم بصناعة التعذيب في بيوت الأشباح ؟ أكيد ما سمعتم بها، لان ما قدمه اخيرا برنامج " في بيوت الاشباح "التلفزيوني كان يخاطب المشاهدين من السودانيين في الداخل بلغتهم ولم تتم ترجمته بعد ! نعتذر إذ نروعكم بحادثات فظيعات، توثق للطريقة التي إستهل بها النظام المدحور عهده في التعاطي مع ضحاياه من معارضي الرأي. علي فضل طبيب نابه دقوا له مسمارا في جمجمته حتي تركوه جثة هامدة ، وعميد في القوات المسلحة بداوا به عملياتهم الشاذة في في إغتصاب الذكور في بيوت الأشباح ، لاول مرة في تاريخ السودان القديم والحديث وما لبث ان اصبح الإغتصاب ممارسة عادية تمارسه اجهزة النظام الأمنية ومليشياته العديدة العلنية والسرية منها مع المعارضين من الجنسين. وهل ننسى جريمة ال 28 ضابطا الذين اعدمهم النظام في بداية عهده وبعضهم دفنوا ومازالت حياتهم تنبض في أواخر شهر رمضان المعظم ! .ثم ختم النظام عهده بالحادثة الابشع حيث ادخل خابورا في مؤخرة الشهيد الأستاذ احمد الخير .حتي صدق فيهم القول الشهير " انهم بداوا عهدهم بمسمار في راس طبيب وختموه بخابور في مؤخرة معلم !" لاريب انكم تعرفون الكثير عن تفاصيل ما حدث من جرائم وموبقات بشعة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ،من القتل المجاني وحرق القري وإغتصاب النساء والفتيات وهن موثوقات علي جذور الشجر !، بحكم ان الكثير من المنظمات الاممية كانت تتابع كل هذه المآسى وتلاحقها بالتحقيق والتوثيق حتي وصلت بها الي أعتاب المحكمة الجنائية. لا شك أنكم سمعتم بحروب جنوب السودان التي قادها النظام ضد مواطنيه في جنوب السودان، وسمها حروبا دينية مقدسة بينما هي حرب السوداني ضد شقيقه السوداني من اجل إقامة دولة الخلافة في الشمال العربي المسلم ! وقد إستمرت لأكثر من ثلاثة و عشرون عاما ، تجاوز عدد ضحاياها مليونين من القتلي ! لكن هل سمعتم بالشباب الذين إنتفضوا في سبتمبر 2013 وقتلوا منهم 227 شابا كلهم دون الثلاثين من العمر ؟ تلك الإنتفاضة التي خرجت من أحشاءها ثورة ديسمبر العظيمة في 19ديسمبر 2018 لنأكد للذين لا يقراون التاريخ ان الثورة فعل تراكمي حتما يأتي أكله وإن تاخر ثلاثين عاما ! هل لديكم معينا من الصبر حتي اقص عليكم حادثة متدربي الخدمة الوطنية في معسكر العيلفون الذين إحتجوا يطالبون بقضاء إجازة العيد بين اهليهم، فمنعوهم عنوة فإضطروا الي الهرب، وما كان امامهم من مهرب غير ضفة النيل في العيلفون فرموا بانفسهم في عرض النيل ،يستجيرون بالنيل، ولكنهم طاردوهم وقتلوهم شر قتلة وهم يسبحون شطر الضفة الاخري حتي إصطبغ لون النيل بلون الدم ! جرائم النظام وعمليات القتل البشعة إتسعت رقعتها و تمددت واصبحت زراعة بلغت كل جغرافية السودانية المترامية الاطراف في: بورسودان وكجبار وحالات التصفية العرقية للطلاب من ابناء دارفور في الجامعات السودانية . ثم جاءت الطامة الكبري التي سمعتم بها وشاهدتهم وقائعها منشورة في وسائل الاعلام العالمية ووكالات الانباء :تلك هي مجزرة فض الإعتصام التي فاقت في وحشيتها وبربريتها وفظاعتها كل جرائم العصر . الذي قصدت أن اقوله من خلال هذه الرسالة ان ما قام به الضالعون في النظام المباد والنافذون في ممارسة سلطته ، خلال الثلاثين عاما من سنواته العجاف، لا تمت للسودانيين بصلة ،لانهم ما كانوا من صلب هذا الشعب، بقدر ما كانوا من صلب تنظيمهم العالمي ، فهم لايشبهوننا ،ولا نشبههم، والشعب السوداني منهم براء . فليتحمل تنظيمهم العالمي مافعلوه في السودان وشعبه من جرائم وموبقات لا تحصي ولا تعد . وليعرف الرأي العام العالمي ان الشعب السوداني شعب طيب كريم سمح الخصال ، يعرفه كل الذين عاصروه في داخل الوطن وخارجه. شعب خرج ثواره بالصدور العارية يتحدون آلة النظام الوحشية في القمع والبطش والتنكيل ثم القتل وهو يقود ثورته بسلاح السلمية والهتافات الذكية ،لايمكنه ان يفعل في اهله ما فعله "علي كوشيب" في اهل دارفور وما ظل يفعله النظام الذي ينتمي له "علي كوشيب " في اهل السودان علي مدي ثلاثة عقود من الجرائم المروعة والبشعة. النظام الذي قال احد قادته يخاطب القتلة من جنوده " shoot to kill" وقال آخر يخاطب إحدي حملات التصفية العرقية " إكسح أمسح ما تجيبوه حي ما عاوزين أعباء إدارية إضافية" ! وقال ثالث " الطلقة أغلي من إنسان دارفور " ! كل ذلك تم وفقا" لآيدولوجية الإسلام السياسي " والإسلام منها براء، مثل ما هم أهل السودان اصحاب الإسلام الراقي والمتسامح. هؤلاء هم ما وصفهم الراحل الطيب صالح عليه الرحمة ( من أين جاء هؤلاء بل من هم هؤلاء ؟ )