أدلى خبير مائي مصري برأيه حول بدء إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة مستندا إلى تحليل صور حديثة من موقع السد الذي يُبنى على النيل الأزرق. وقال أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا الدكتور عباس شراقي إن صور حديثة للسد تؤكد عدم وجود أي تقدم في الممر الأوسط للسد ما يعني عدم البدء في الملء الثاني، وذلك رغم إعلان السودان بدء إثيوبيا في هذه الخطوة. وأوضح شراقي أيضا أن حجم الأمطار التي تسقط الآن تماثل كميات المياه التي يتم تصريفها من البوابتين السفليتين للسد باتجاه دولتي المصب. وأشار ل "الاتحاد" إلى أن جميع المؤشرات والدلائل تؤكد عدم بدء إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة، موضحا أنه في حالة نجاح أديس أبابا في تعلية الممر الأوسط يمكنها التخزين مع بدء موسم الأمطار الفعلي بداية من شهر يوليو المقبل المتوقع أن يسقط خلاله 7 مليارات متر مكعب. وشدد أستاذ الموارد المائية على أن السيناريو الأفضل للدول الثلاث هو الملء الثاني لسد النهضة هذا العام مع التوقيع على اتفاق قانوني ملزم يحقق مصالح دولتي المصب وإثيوبيا. وتوقع شراقي أن يكون تعلية الممر الأوسط لسد النهضة أقل من 10 أمتار بدلا من 30 مترا. وبالتالي، تخزين أقل من خمسة مليارات متر مكعبة بدلاً من 13.5 مليار متر مكعب كما كان مقررا، مضيفا أنه بالنسبة لمصر والسودان الأهم من تخفيض التخزين الثاني أو إلغاؤه هو الوصول إلى اتفاق قانوني حول قواعد الملء والتشغيل. توقفت مفاوضات سد النهضة الإثيوبي منذ أبريل الماضي، بعد عدم نجاح الدول الثلاث في تحقيق نتائج خلال جولة مباحثات في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مستوى وزراء الخارجية والري. وقبل أيام، أبدى السودان قلقه من بدء إثيوبيا فعليا الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق، حيث أكد رئيس وفد التفاوض السوداني في ملف سد النهضة الإثيوبي مصطفى حسين الزبير أن إثيوبيا بدأت في الملء الثاني مما يشكل أول مخالفة، متوقعا أن يكتمل الملء الثاني نهائيا في يوليو وأغسطس المقبلين.
