منذ دخلت السينما إلى المنطقة العربية -في نهايات القرن ال19 وحتى يومنا الحالي- اقتبست من عالم المسرح والرواية قصصا جسدتها على الشاشة الضخمة، وأقامت عديدا من الأفلام بناء على أسس روائية ومسرحية، إما بالنقل الكامل أو باقتباس الثيمة الغالبة والبناء عليها. وكان للسينما والأدب المصريين النصيب الأكبر من الاقتباس والإنتاج السينمائي، لكن التجارب العربية الشامية والمغربية والسودانية كانت قوية الحضور والتأثير على المستوى النقدي وحتى من خلال تمثيلها في المهرجانات، نستعرض في هذا الموضوع بعضا منها: ستموت في العشرين بناء على قصة "النوم عند قدمي الجبل" إحدى القصص الطويلة لمجموعة تحمل نفس الاسم للكاتب السوداني حمّور زيادة؛ أخرج المخرج السوداني أمجد أبو العلاء فيلم "ستموت في العشرين" الذي جاء في عام 2019 كأول فيلم روائي طويل سوداني بعد نضوب بالسينما السودانية دام لفترة 20 عاما، ويحكي قصة شاب اسمه مزمّل النور الذي يحمل على كاهله نبوءة منذ الميلاد، بأنه سيموت عندما يكمل 20 عاما، ويستعرض الأجواء المهيبة للتراث الريفي السوداني والذي لا يخلو من أجواء أسطورية برزت بقوة داخل كادر الفيلم وألوانه كما برزت في قصته. وعُرض الفيلم في الدورة ال76 لمهرجان "البندقية السينمائي" الدولي، وحاز جائزة المهرجان "أسد المستقبل" لأفضل عمل أول. وعُرض في الدورة الثالثة لمهرجان "الجونة السينمائي"، وحصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة. كما حصل على جائزة "التانيت الذهبي" في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019. عُرض "ستموت في العشرين "كأول فيلم روائي طويل سوداني بعد نضوب بالسينما السودانية دام لفترة 20 عاما (مواقع التواصل). عُرس الزين عن رواية "عُرس الزين" للأديب السوداني العالمي الطيب صالح الصادرة عام 1969؛ صنع المخرج الكويتي خالد الصديق فيلما يحمل نفس الاسم عام 1976، ويحكي الفيلم والرواية عن "الزين"؛ هذا الشاب الضحوك خفيف العقل، محبوب الجميع الذي يعيش مع أمه في إحدى قرى شمال السودان، والذي لا يجد غضاضة من إعلان حبه لنعمة بنت الحاج إبراهيم. وقد بدأت المشاهد الأولى بالفيلم بظلال شاب يقلد القرود في أصواتهم وصراخهم وتسلقهم للأشجار قبل أن يصرخ في الفراغ أن "يا ناس البلد، أنا مقتول في حوش عمي، قتلتني نعمة بنت عمي" وهكذا قدم لنا المخرج شخصية "الزين" الذي سنتطلع معه أحوال القرية الريفية البسيطة في شمال السودان القديمة وأحوال سكانها طوال أحداث الفيلم. وتعد الرواية إحدى جواهر الأديب السوداني الراحل التي تستعرض طبيعة المجتمع السوداني الريفي بأجوائه السحرية، والتي ترجمت للغات عديدة إلى جوار "موسم الهجرة إلى الشمال"، ومثلما حظيت الرواية باهتمام عالمي؛ ترشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار ال51، ولكن الحظ لم يكن حليفه في المسابقة. ________