بعد عشرين سنة من مغادرة سدة الحكم ، عادت حركة طالبان من جديد، غازية ومنتصرة علي الحكومة الأفغانية التي كانت والي وقت قريب جدا مدعومة ومسنودة ومحمية بالحكومة الأمريكية ومعها نحو أربعة وعشرين دولة أخري من الحلفاء … ولكنها … كلها انهارت عند غزو الثوار ولم يستطيعوا عمل أي شيئ لحماية الحكومة، خاصة الحكومة الأمريكية التي أنفقت نحو 83 مليار دولار في تدريب وتجهيز الجيش الأفغاني ضد مثل هذا الغزو، ولكنهم فشلوا في حماية العاصمة وقد غادرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية تماما كما غادرت سايجون من قبل في حرب فيتنام. هذه العودة، في تقديري، قد تغري جماعة الكيزان في السودان، بالعودة الى سدة الحكم كما فعلت طالبان، ولو بعد حين، وبالتالي يمكن الإعداد لهذه العودة منذ الآن. فقد اتضح جليا بأن كل الحكومات غير محمية حتى من اقرب الحلفاء إليها عندما تتهدد مصالحها ومصالح شعوبها بالاضرار في منافعها الحيوية. والسودان لن يكون استثنائياً … فقد وصفت طالبان ، أيام محاربتها، بأنها منظمة أرهابية، وأن وجودها يتهدد الأمن الأمريكي والأوروبي وبالتالي يجب محاربتها ومنعها من العودة لسدة الحكم… ولكن كل ذلك يتهاوي الآن، ونحن نشاهد طالبان تدخل الي كابول بعد الإحاطة بها من كل الجنبات … ولم تستطع الولاياتالمتحده من تقديم أية مساعدة سوى إجلاء رعاياها والطاقم الدبلوماسي بالسفارة الأمريكية في كابول..يحدث كل ذلك رغم تصريح الثوار بأنهم يسعون الي انشاء إمارة إسلامية باعتبار أن ذلك مطلبا شعبياً، وقد شاهدنا علي القنوات الفضائية الاجنبية مدى الزُعر الذي انتاب الشارع الافغاني من عودة حركة طالبان من جديد. ترى، هل بمقدور الحكومة السودانية، الانتقالية الحالية او القادمة، من كبح جماح هذا الحلم النائم عند جماعة الكيزان ومنعه من التنامي والتفكير في العودة كما فعلت طالبان؟ ولكن، أيضا، يبقي السؤال المنطقي موجودا، هل تمتلك جماعة الكيزان عندنا في السودان، تلك الإمكانيات المادية والمعنوية والروح القتالية الموجودة لدي حركة طالبان؟ ربما لا توجد حالياً … ولكن عودة طالبان قد يجعل الجماعة تفكر جديا في تبني مثل هذه الأحلام… والدليل عودة طالبان من جديد بعد عشرين سنه من طردها من أفغانستان. [email protected]