مطلوب منا جميعا منح الثقة لشبابنا السوداني الذي فجر ثور ديسمبرة المجيدة . فهؤلاء الشباب قد حباهم الله بعبقريات خلاقة شاهدنا جميعا حين كانت ثورة ديسمبر . فلقد اثبت شبابنا انه مبدع وانه الثروة الحقيقية لبلادنا . وانه لابد من الاستفادة منه في بناء الدولة السودانية الديمقراطية الواعدة. فالشباب وكما هو معروف يعد أحد أهم ركائز المجتمعات، وإذا كان شباب السوذان يمثل اليوم نصف الحاضر فإنه غدا سيكون كل المستقبل، ومن هذه القاعدة يجب التأكيد ان شبابنا هم عماد مستقبل الوطن. ويجب ان يعطوا الفرصة ليسهموا بدور في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، ولن يكون السودان قويا إلا بشبابه الواعد. ودع عنكم تلكم العقول الهرمة والفاشلة والقديمة والتي لا شغل لها سوي التشبث بكراسي الحكم. فبها وحدها وصل السودان كل هذه المواصيل. ولن ازيد. فشبابنا السوداني الان هو معد عقليا وبشكل حضاري وواعي وهو مسلح بالعلم والمعرفة وكلنا علي يقين بأنه سوف يصبح أكثر قدرة في مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعدادا لخوض غمار المستقبل . لذا فاننا نطالب بأن يكون للشباب السوداني مكانا في دستور السودان الجديد. والحديث عن شبابنا الثوري ذو شجون وقد شاهدناه في الشارع يقود اقوي ملحمة ثورية في التاريخ الحديث. شاهدناه في الساحات يهز الارض. شاهدناه يقتلع اسوء نظام استبدادي من جذوره. لذلك لابد من توسيع مشاركته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ولابد من فتح جميع الأبواب المغلقة أمامه. ولابد من تيسير أمور اقتحامه لكل أشكال العلوم والثقافة. ولابد من صقل مواهبه وطاقاته الإبداعية وبث روح المواطنة لديه. فهذا قد يمنع نهائيا عودة تلك الديناصورات السياسية والمنتفعيين الذين لم يقدموا للوطن . فللاسف الشديد فان الهيمنة وحتي الآن هي لكبار السن الذين استنفذوا كل الطاقات. ومازالت هذه الكائنات هي من تعرقل الشباب. وحتي يكون الشباب قادر علي الحديث والعمل. لابد من حوار وطني جامع حول الشباب وأدواره فيما بعد الثورة. ووضع خارطة طريق تساعدهم لحمل الراية . فدعونا نجرب شبابنا الثوري. وحقا فقد استفزني مقطع قديم لاجتماع ما بين وفدين سوداني واثيوبي في زمان الانقاذ. فكان كل اعضاء الوفد السودان فوق الثمانون من العمر. و كل الوفد الاثيوبي من الشباب . فمتي سنفهم اخوتي ان الدراسات الحديثة تؤكد ان المخ يزداد خفة كلما تقدم الانسان في العمر، وانه وعند سن الثمانين يكون المخ البشري فقد 15 في المئة من وزنه الاصلي فيعاني فيه الاشخاص بامراض الشيخوخة مثل الزهايمر و ضمور المخ. وان قدرات المخ تفشل في عمليات التفكير. وان ذاكرة الانسان تأخذ في التراجع. وان المخيخ وهو المسؤول عن التحكم في الحركة يصبح عاجزا بفقدانه لمادته النسيجية. ورحم الله الشاعر الكبير حافظ ابراهيم حين كتب للشباب قائلا : رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ .. .. إِلى قادَةٍ تَبني وَشَعبٍ يُعَمِّرُ رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ .. .. إِلى عالِمٍ يَدعو وَداعٍ يُذَكِّرُ رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ .. .. إِلى عالِمٍ يَدري وَعِلمٍ يُقَرَّرُ رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ .. .. إِلى حِكمَةٍ تُملى وَكَفٍّ تُحَرِّرُ رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنّا بِحاجَةٍ .. .. إِلَيكُم فَسُدّوا النَقصَ فينا وَشَمِّروا رِجالَ الغَدِ المَأمولِ لا تَترُكوا غَدا .. . يَمُرُّ مُرورَ الأَمسِ وَالعَيشُ أَغبَرُ رِجالَ الغَدِ المَأمولِ إِنَّ بِلادَكُم .. .. تُناشِدُكُم بِاللَهِ أَن تَتَذَكّتَروا عَلَيكُم حُقوقٌ لِلبِلادِ أَجَلُّها .. .. تَعَهُّدُ رَوضِ العِلمِ فَالرَوضُ مُقفِرُ قُصارى مُنى أَوطانِكُم أَن تَرى لَكُم .. يَداً تَبتَني مَجداً وَرَأساً يُفَكِّرُ فَكونوا رِجالاً عامِلينَ أَعِزَّةً .. .. وَصونوا حِمى أَوطانِكُم وَتَحَرَّروا