في وقت تزداد فيه المخاوف الدولية من موجة لجوء جديدة من أفغانستان نحو الخارج، تحدث تقرير لموقع "ان بي سي نيوز" عن أن 3 دول تنتظر قدوم الأفغان إليها بعد انهيار الحكومة واستيلاء طالبان على السلطة، الأسبوع الماضي. وعرضت ثلاث دولة في البلقان، وهي مقودنيا الشمالية، كوسوفو، وألبانيا، مساعدة الأفغان اليائسين على الهروب عبر مطار كابل. وقال مسؤولون في الدول ال3 إنهم عرضوا استقبال الفارين من أفغانستان مؤقتا، ولكنهم بانتظار إجلاؤهم على متن الطائرات الأميركية، بحسب الموقع. وبعد أسبوع من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، ما زال آلاف الأشخاص يحاولون الفرار من بلادهم، معرضين حياتهم للخطر فيما تستمر عمليات إجلاء تقوم بها دول أجنبية، في ظل ظروف بالغة الخطورة. ونتج عن مشاهد الذعر واليأس المستمرة منذ أسبوع في مطار كابل، مقتل مدنيين. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، إن سبعة أفغان قتلوا في الفوضى قرب المطار. وأكد المتحدث باسم حكومة مقدونيا الشمالية، السبت، أن بلاده تنتظر اللاجئين ومعرفة موعد وصولهم، مشيرا إلى أن الفنادق أصبحت جاهزة لاستقبال القادمين من مطار كابل. كما كشف رئيس وزراء شمال مقدونيا، زوران زئيف، أن بلاده ستستقبل حوالي 650 أفغانيا، قائلا: "نحن ننقذ السكان المسالمين الذين يعتزون بالديمقراطية منذ 20 عاما، والذين كانوا يساعدون ويدعمون جيشنا في مهامهم هناك". بينما أشار متحدث باسم حكومة كوسوفو إلى أنه يمكن توقع رحلة جوية في الأيام المقبلة، رغم أنه ليس لديه معلومات عن موعد وصولها، ولم يستطع تحديد عدد الأفغان الذين ستستقبلهم البلاد. وكذلك الأمور غير واضحة في ألبانيا، حيث قال المتحدث باسم رئيس الوزراء، أندري فوغا: "لا نعلم متى سيصل الأفغان". ولم تعلق وزارة الخارجية ووزارة الدفاع عند سؤالهما عن سبب عدم إرسال الرحلات الجوية إلى تلك الدول . وفي كابل، تواجه الولاياتالمتحدة كابوسا لوجستيا لإخراج المواطنين الأميركيين واللاجئين الأفغان من المدينة بعد أن هرع الآلاف من الأشخاص المذعورين إلى المطار في محاولة يائسة للمغادرة حيث عززت طالبان سيطرتها. وعن السبب وراء انتظار قدوم اللاجئين الأفغان، يوضح المحلل السياسي المقدوني، بيتار أرسوفسكي ، أن "حكومات مقدونيا الشمالية وألبانيا وكوسوفو حريصة على إظهار تحالفها الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة، وربما ارسال رسالة إلى الاتحاد الأوروبي". والدول الثلاث محاطة جغرافيا بدول الاتحاد الأوروبي، ولكنها ليست جزءا من المجموعة السياسية والاقتصادية. ورأى أرسوفسكي أن "منطقة البلقان تحاول كسب ود البيت الأبيض"، موضحا أن "مقدونيا الشمالية تريد أن تعتمد الإدارة الأميركية على بلغاريا لإلغاء حظر عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وتأمل كوسوفو أن تساعدها واشنطن في بناء حوار أكثر إنتاجية مع صربيا، كما تريد ألبانيا بدء مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". منذ 14 أغسطس، أجلت الولاياتالمتحدة حوالى 17 ألف شخص، من بينهم 2500 أميركي. وصرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مقابلة مع قناة "إيه بي سي"، بأن الولاياتالمتحدة تخطط لإجلاء جميع الأميركيين (بين عشرة آلاف و15 ألف شخص حسب تقديرات) وتأمل بأن تكون قادرة على فعل الشيء نفسه مع الحلفاء الأفغان وعائلاتهم (بين خمسين و65 ألفا).