أبدى عدد من المراقبين والمختصين في القطاع الاقتصادي تفاؤلهم بزيارة وفد سعودي رفيع المستوى للمملكة العربية السعودية خلال سبتمبر الجاري واستحسن البعض الخطوة خاصة توسيع دائرة التبادل التجاري بين البلدين . وأعلن وزير المالية جبريل إبراهيم عن وصول الوفد لتكملة مشاورات بدأت بين الطرفين في وقت سابق لدفع التعاون الاستثماري، واجتمع وزير المالية جبريل إبراهيم الى نظيره السعودي محمد بن عبد الله الجدعان في طشقند عاصمة أوزبكستان؛ حيث يشارك الوزيران في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية. وأكد وزير المالية عزم المملكة العربية السعودية إرسال وفد برئاسة وزير الزراعة، عبد الرحمن الفضلي، خلال شهر سبتمبر الجاري لوضع النقاط على الحروف في المشروعات الاستثمارية التي تم تحديدها في زيارة الوفد الوزاري السوداني إلى المملكة في يوليو الماضي". ويرتبط السودان والمملكة بعلاقات تاريخية مميزة، تقوم على أساس التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما. ووصل حجم الاستثمارات السعودية المصادق عليها بالسودان في الفترة من العام 2000 حتى 2020 إلى 35.7 مليار دولار، نفذت منها على أرض الواقع مشروعات بنحو 15 مليار دولار. وكانت قد تعهدت المملكة العربية السعودية باستثمار ثلاثة مليارات دولار في صندوق مشترك للاستثمار بالسودان، وتشجيع أطراف أخرى على المشاركة. وحصل السودان في وقت سابق من السعودية على تجديد لتعهدها بمنحة قيمتها 1.5 مليار دولار كانت أعلنت عنها لأول مرة في 2019. كما أن لقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالعاصمة الرياض في مارس الماضي ، أحرز تقدماً ملموساً في العديد من الملفات". واستدرك قائلا "توصل الطرفان لاتفاق سياسي في عدد من الملفات المشتركة المتعلقة بأمن البلدين و أمن وسلامة منطقة البحر الأحمر" رهن د. عبداللطيف محمد سعيد، الخبير الاقتصادي مساعدة السعودية السودان عبر التبادل التجاري، و المساعدات وقال لابد من أن يكون التعاون في البترول والمالية، بجانب المنتجات السودانية الأخرى، وشدد على أهمية زيارة وزير المالية في تحسين العلاقات التجارية خاصة صادر المواشي، وأوضح أن السودان به مجالات واسعة للاستثمار خاصة للمستثمر السعودي. تبادل منافع وليس تسولاً وأضاف عبد اللطيف؛ لابد من تفعيل القوانين الجاذبة للاستثمار على أن تكون قوانين مرنة وتشجع المستثمرين، أما اذا كانت قوانين مقيدة وصعبة للاستثمار سوف تصبح مشكلة، وقس على ذلك. إرجاع 144 باخرة صادر مواشّ خاصة وأن هذه البواخر تتبع للمصريين وليس سودانيين، وترتب على ذلك تأخير الشحنات واستحسن خطوة وزيرالثروة بإجراء تحقيق وطالب الدولة تحسين علاقاتها الخارجية دائما تكون بمراكز قوة، وحذر من خطورة طلب المساعدات من الدول الصديقة، ورهن تقديم أي مساعدة سوف تكون بمقابل،وشدد على أهمية تحسين العلاقات الخارجية مع السودان مراكز القوة وقال من خلال حديثه ل(اليوم التالي ) لابد أن يتعامل السودان من مراكز قوة، وقال: سيكون أفضل من الذهاب كمتسولين، وإذا كان الأمر كذلك فسوف تكون مشكلة، وأرجو أن لا تكون زيارة وزير المالية دكتور جبريل إبراهيم للسعودية في إطار طلب الدعم والمساندة، وزاد سعيد؛ لأن أي شيء كذلك سوف يكون بمقابل صداقة الشعوب. لافتاً إلى زيارة الرئيس عبود إلى أمريكا، وأكد أن زيارته كانت في مركز قوة، وكانت الزيارة بهدف صداقة الشعوب وليس كمتسول، وهو لا يريد مساعدة، وشددعلى أهمية أن يسافر المسؤولون بمراكز قوة وليس ضعفاً حتى نستطيع تطوير علاقاتنا الخارجية ويكون هناك تبادل منافع، ورهن سفر المسؤولين بمركز ضعف وإعطاء المعونة بمقابل، لافتاً إلى القمح والمعونة الأمريكية والتي كانت في البدء مجاناً وأصبحت وسيلة ضغط حسابات وأرقام . وأشار خبير اقتصادي- فضل حجب اسمه – إلى متانة العلاقات بين السودان والسعودية، لافتاً إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ ( 8 ) مليارات دولار خلال العام 2019، مؤكداً تنامي هذه العلاقات التجارية التي بلغت(11) مليار دولار. وقال جددت السعودية تجديد تعهدها بمنحة السودان 1.5 مليار دولار وارتفعت إلى 3 مليارات دولار للشراكة الاستثمارية بين البلدين". لافتاً إلى نجاح المباحثات السودانية السعودية التي خرجت ب: الاتفاق على أن تفك السعودية الجزء المتبقي من المنحة وهو نحو مليون ونصف المليون دولار. مؤكدًا تسليم 750 مليون دولار من تلك المساعدات، بما فيها 500 مليون دولار أُودعت في البنك المركزي، في حين كان متوقعًا أن تصل بعض هذه المساعدات بشكل عيني، متمثلة في شحنات وقود وقمح ودواء، لكن ذلك لم يكتمل وفق ما كان مأمولاً لدواعٍ وصفها مراقبون بأنها كانت سياسية في المقام الأول. وقال كان هذا في السابق حالياً أنا متفائل بأن تنعش زيارة وزير المالية التبادل التجاري بين البلدين وتكون على أساس التبادل التجاري وتبادل المنافع. ويقول الخبير الاقتصادي دكتور عبدالله الرمادي إن العلاقات الاقتصادية ما بين السودان والسعودية تسير في أفضل حالاتها خاصة وأن هناك بوادر لحضور مستثمرين سعوديين في إلسودان، ويكسر هذا الطوق الذي حدث في السنوات الأخيرة في علاقات السودان الخارجية وزاد : كثير من المستثمرين من دول الخليج يودون ولوج مجال الاستثمار. وقال: ظللنا نكرر أن السودان بإمكانياته الواسعة يصلح لأن يكون قبلة للمستثمرين، لافتاً إلى المجال الزراعي، والذي مكن السودان أن يكونأحد ثلاث دول تؤمن الغذاء للعالم العربي، لافتاً إلى كندا واستراليا والسودان لإنقاذ العالم في حالة حدوث نقص في غذاء العالم ، وما لديه من إمكانيات هائلة في الأراضي، والتي لم يستخدم منها سواء 10% فقط، بجانب وجود المياه بأنواعها؛ خاصة مخزون المياه الجوفية الذي لا يستهان به ويعول عليه كثيراً وليكون السودان سلة الغذاء العربي وكشف عن استيراد مجموعة الدول العربية من الغذائية ما يعادل 20 مليار دولار ويمكن للسودان أن يوفر هذه الاحتياجات، وقال : فإذا فتح المجال للاستثمارات سوف يسهم في ميزان المدفوعات بالإضافة الى مجال التعدين، واعتبره مجالاً واعداً جداً ، وأوضح أن كثيرين لا يعلمون أن السودان أكثر دولة لديها مخزون من الحديد بجانب الذهب. وقال لقد اقتنع البنك الدولي بالشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص، واعتبرها من الخطوات المشجعة للاستثمار ، وهذا ينهض بالعملية الاستثمارية ليكون عائداً مجزياً في السودان. اليوم التالي