يحتفل العالم اليوم 15سبتمبر باليوم العالمي للديمقراطية، وهدف هذا اليوم الذي سنته الأممالمتحدة هو تعزيز قيم ومبادئ الديمقراطية في العالم، لأنها تعتبر الحل الأمثل للتخلص من أثقال الديكتاتوريات بجميع أشكالها، ويمر هذا اليوم على أغلب الشعوب وهي تحاول جاهدة الخروج من مستنقعات الاستبداد إلى رحاب الديمقراطية، كحال السودان الذي يخوض آلام تجربة العبور وهو يحمل على عاتقه إرثا ثقيلا خلفته الأنظمة الديكتاتورية . وتيمنا بهذا اليوم يأتي ميلاد صحيفة الديمقراطي في مثل هذا اليوم من العام الماضي، جاءت لترافق الشعب السوداني رحلته إلى الديمقراطية، ودعما لكل المنابر التي تسير في هذا الطريق. لقد خطا الشعب السوداني خطوة مهمة جدا نحو الديمقراطية بإسقاط نظام الحركة الإسلامية الاستبدادي الذي جثم على صدر السودان ثلاثة عقود كاملة، ورغم أن الطريق ما زال شاقا وطويلا إلا أنه يستحق الصبر والصمود، ففي نهايته يوجد السودان الجميل الحر القابل للازدهار والذي يسع الجميع. أكثر من خمسة عقود والسودان يعاني من تجريف الحكومات العسكرية المستبدة التي نفذت إلى السلطة عبر ثغور أحدثها فشل الحكومات الحزبية التي تعاني هي نفسها من أمراض مستعصية تهدد مسيرة التحول الديمقراطي، فهي حتى هذه اللحظة تكرر الأخطاءذاتهاالتي أدت إلى وقوع الانقلابات العسكرية، ولذلك مطلوب منها الآن مراجعة نفسها وإصلاح هياكلها لتصبح أكثر قدرة على مواكبة أحلام الشعب وتطلعاته، ومطلوب من العسكر أنفسهم إخراج المؤسسة العسكرية من ورطة السياسة التي جعلتها عاجزة عن أداء دورها الحقيقي بكفاءة هذا غير إسهامها في وقف ازدهار الوطن. من أجل إنجاح رحلة التحول الديمقراطي يحتاج الشعب السوداني إلى امتلاك الكفاءة التي تجعله يصل دون خسارة، يحتاج إلى امتلاك الوعي والإرادة والصبر والحكمة والجرأة، وهذا لن يتوفر إلا عبر منابر تعمل على نشر الوعي، وصحيفة الديمقراطي جاءت لتقدم نفسها منبرا حر مستقلا يقدم الدعم والمساندة حتى يتمكن الشعب من إنجاز تحول ديمقراطي قوي وراسخ. يقول الفيلسوف جان جاك روسو، أنا لا أؤمن بحكومة تقوم على الإرث ولا تقوم على التصويت والانتخاب، فالأمم والشعوب ليست متاعاً يُورَّث، ويقول أيضا إن رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب، بل في وعي الناس ولذلك نقول إن اكثر ما يحتاجه الشعب السوداني اليوم في رحلته إلى الديمقراطية ولكي يعبر وينتصر هو الوعي والمعرفة والجرأة والتحرر شعار هذه الصحيفة التي تطفيء شمعتها الأولى وهي ترافق الشعب في رحلته إلى الديمقراطية، وهي له سند وداعم إلى أن يكتب لرحلته النجاح والرسوخ الأبدي بإذن الله. يقول الكاتب نجيب محفوظ:إن الديمقراطية هي الحريصة على التعلم أما الحكم الاستبدادي فليس من مصلحته نشر العلم والتنوير.. فاحرصوا على الوصول إليها. الديمقراطي