كمال الهِدَي . مشكلتنا في هذا السودان هو افتراضنا الدائم بأننا نعيش في جزيرة معزولة وحين (نتقرص في حتة ما) نبدأ في (الولولة). . تبدي القاعدة الهلالية هذه الأيام غضباً من الاتحاد الأفريقي بسبب قرار منع الجماهير من حضور مباراة الهلال وفاسيل الأثيوبي. . وقد تفاعلت لجنة (التطبيع) مع القرار بتقديم خطاب للكاف أكدت فيه التزامها بالضوابط الصحية التي حتمها انتشار وباء الكوفيد 19. لكن فات على اللجنة أن الالتزام بالضوابط والاشتراطات ليس مجرد مخاطبات وتوضيحات. . فنحن على أرض الواقع غير ملتزمين بأي من الاشتراطات الصحية اللازمة. . وقد كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة عن الفوضى التي نراها داخل ملاعبنا خلال مباريات الدوري الممتاز بالرغم من وجود أعداد محدودة جُلها من الإداريين والإعلاميين. . ونبهت إلى أن العالم يتابعنا، وأن رؤية هذه المشاهد الفوضوية وعدم الالتزام بشروط التباعد وارتداء الكمامات يمكن أن يؤذي سودانيين كثر يرغبون في السفر لبعض البلدان الأخرى، وأن قرارات حظر دخول السودانيين لبعض هذه البلدان قد تطول لمثل هذه الأسباب. . فمن غير المعقول ألا يلتزم إداريي الاتحاد والأندية والأجهزة الفنية واللاعبين بلبس الكمامات في هذا الوقت وعندما تصدر مؤسسات خارجية قراراً مثل ما نحن بصدده نحتج ونتذمر وترسل أنديتنا الخطابات والمناشدات. . متى سنفهم أننا جزء من هذا العالم الذي صار قرية صغيرة بفضل التقدم التكنولوجي الهائل! . لمثل هذا نردد دائماً أن تقديم أنفسنا للآخرين بشكل جيد أمر بالغ الأهمية وأن على قنواتنا الفضائية تجويد عملها حتى يرانا الآخرون في أبهى صورة. . لكننا للأسف نمارس أعلى درجات الفوضى في كل شيء ويُسند نقل مباريات الكرة لقنوات فاقدة لكفاءة النقل المحترم من ناحية الإمكانيات والكوادر البشرية، فعلام الغضب من الكاف أو من غيره! [email protected]
