الذي يحدث حالياً نتيجة و تطور طبيعي لكل المُقدمات التي أفرزتها الفترة السابقة مُنذ بدء الشراكة مع العسكريين وبقايا نظام الكيزان .. لم يترك المكون العسكري اي نوع من أنواع التآمر ولم يفعلوه .. ظنوا أن أُسلوب المكائد والتخريب المُتعمد للفترة الإنتقالية و محاولات الشراء والإستقطاب و فتح الطريق للدولة القديمة كيزان وفاسدين ومنتفعين وجهلاء ستُعبد لهم الطريق إلي الحُكم والسُلطة وإحكام قبضتهم عليها .. يعملون بكل ما أؤتوا من قوة لإجهاض المدنية والديمُقراطية و التشبث بالهبنقات والجهلاء والإنتهازيين والفاسدين .. عطلّوا سير العدالة الحقيقية عمداً للكيزان ورموزهم وهو اكبر تنظيم فاسد ومُجرم مرّ علي تاريخ السودان قديمه وحديثه .. عطلّوا وعن عمد أيضاً أي مُحاولات لإصلاح المنظومة العسكرية والأمنية بالبلاد وبالأخص مؤوسسة الجيش، رفضوا كُل المحاولات لتفكيك تمكين الشركات التي كان رأسمالها من قوت شعبنا وعرقهم والتي أسسها ويتمكن داخلها الكيزان والتابعة للجيش وجهاز الأمن، بدلاً عن تتبيعها للدولة ووزارة المالية لتُسهم في إنعاش الإقتصاد ، أصرّوا علي الإتفاقيات الهشة والمُجحفة في حق الدولة والشعب وبها ما بها من فساد مع المصرين و الأماراتين .. ملكوا اراضينا لهم ولا يزالون يطمعون في المزيد .. مكنوا لنهب الذهب وتهريبه وظلت شركات الامن والجيش والدعم السريع (تبرطع) فيه دونما حسيب أو رقيب رُغم إتفاق الحكومة علي ضبط إنتاج وتصدير الذهب كأهم مورد إقتصادي الآن يُمكن له وبكل يُسر أن يحل كافة مشاكل السُودان الإقتصادية .. كُل ذلك بإيعاز وتدبير محور الشر الإماراتي المصري السُعودي وحكامهم وأجهزة مُخابراتهم .. أصبح جنرالات الجيش والمكون العسكري و قائد الدعم السريع وكبار ضباط الأجهزة الأمنية يعملون رسمياً بالوكالة لهذه الدول لتمرير مُخططاتها بالتعاون مع ضعيفي الوطنية ومنعدمي الضمير من المكون المدني في تحالفه العريض ماقبل تشرزمه .. ولجأوا مع كُل هذا لاسؤا وأقذر أساليب مُحاربة الثورات .. فاحدوثوا الفوضي والغياب الأمني ووصلوا للدرك السحيق من العمالة والنجاسة بأن أشعلوا الحروب وفتتوا النسيج الإجتماعي مُستغلين للجهوية والقبلية والعِرقية .. وما أحداث الشرق ودارفور إلا شاهد علي ذلك، و فتحوا الطريق للكيزان ليسرحوا ويمرحوا في تمرير المُخطط القذر لإجهاض الإنتقال والمدنية .. والآن يمهدون للفوضي الشاملة وترك مسؤلياتهم الدستورية ويجهضون عن عمد الشراكة ونصوص الوثيقة .. و بعد هذا كله لا يستحوا أن يخرجوا ليقولوا أنهم ليسوا طالبين للسُلطة وزاهدين فيها وأنهم يعملون من أجل البلد ورغبته في الديمُقراطية والمدنية وسيحمونها .. هؤلاء قوم إستمرأوا الكذب والغش وباعوا ضمايرهم ووطنيتهم باكراً وتلوثت أيديهم بالدماء لذلك لاخير فيهم يُرجي!! .. الآن وبعد كُل هذا الإصطفاف لقوي الشر وتكالبها علي السُودان والسُودانين .. ليس هنالك أي خيارات مُتاحة غير المواجهة .. أما تجنب الصِدام فهي بالضرورة مُتاحة في حالة وحيدة وهي قبولهم بقرارات الشعب ورغبته في التحول المدني الكامل والإنتقال للديمقراطية الحقيقية وقبلها تصفية الدولة القديمة و تفكيكها وإصلاح الجيش وتطهيره وإعادة هيكلته و إقامة العدالة فيمن أجرموا في حق الشعب من الكيزان ، ونفض يدهم تماماً عن محور الشر ودول الثورة المضادة .. عندها فقط سيقبل بهم الشعب حتي نهاية الفترة الإنتقالية .. أما تهديد الشعب فلن يكون إلا وبالاً عليهم .. أما الجنود المساكين من العسكريين والبُسطاء نقول لهم لا تكونوا اداة في ايدي العُملاء والفاسدين من جنرالاتكم و الكيزان!!.. [email protected]