يوم الجمعة الماضي الأول من أكتوبراحتفلالعالمباليوم العالمي لكبار السن،الذي خصصته الأممالمتحدة لتذكير الدول بمراعاة حقوقهم باعتبار أنهم يمثلون واحدة من أكثر الفئات الاجتماعية ضعفاً واستحقاقاً للاهتمام،فقد فنت عمرها في خدمة الفئات الأخرى ويجب أن يرد لها الجميل. وجاء الاحتفال هذا العام تحت شعار الملكية الرقمية لجميع الأعمار، وذلك لأنَّ هناك حاجة ملحةإلى تمكين المسنين من الوصول إلى العالم الرقمي والمشاركة فيه، وبهذه المناسبة دعونا نسألأين يقف السودان؟ . الإجابة ما زال يقف في نقطة الصفرعاجزاً عن توفير حتى الحقوقالأساسية لهم ناهيك عن الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية.كبار السن في السودان اليوم يعانون من خدمة أنفسهم وهم في حالة لا تسمح بذلك،وأصبح من المشاهد العادية تقريباً أن ترى مسناًيقاوم سنين عمره مستقلاًالمواصلات لقضاء حاجة أو لإحضار معاش لا يتناسبمع ما قدمه للدولة والشعب في أيام شبابه،مع أن التكنولوجيا الرقمية وفرت طرقاً سهلة جداً يمكن أن تقدم لهم الخدمات عبرها،مالية كانت أو صحية أو غيرها،فهي توفر عليهم التعب وتوفر على الدولة الجهد والمال والزمن، ولكن قادة الدولة مشغولون بالصراع على السلطة فلا يفكرون إلا في أنفسهم. النظام المخلوع حكم30سنة ولميرد في أدبياته ذكر لفئة المسنين،بل جعل المجتمع عاجزاً عن رعايتهم بسبب الحملات الانتقامية التي يشنها ضده حتى لا يسقطه، المؤسف حتى الحكومة الحالية ما زالت تقف حيث كان هو رغم مرور ثلاثة أعوام على سقوطه.فهي ليست لديها سياسة تجاههم ولا رؤية واضحةولا تقدم لهم أي نوع من أنواع التسهيلات أو المساعدات،ويكفي جداً أن نشير إلى الذين تقاعدواعن العمل وفقاً للقانون الذي يقر لهم راتباً يعينهم على الحياة،فهؤلاء دائماً يشتكون من ضعف المعاش وصعوبة صرفه ويعايش الجميع معاناتهم المستمرة فليس هناك بيت ليس به معاشي. عموماً يجب أن تنتبه الحكومة الانتقاليةلكبار السنفي السودان وتقوم بوضع سياسة قوميةلتمضي عليها من أجل مستقبلهم،ومع ذلك لابد من برامج وخطط إسعافية تنقذهم من معاناتهم، ولذلك لابد من زيادة عدد دور الإيواء وتأهيلها تماماً فأحياناً تعتبر الخيار الأفضل للكثيرين،ويمكن تخصيص عدد من البنايات التي تم استردادها من مجرمي النظام المخلوع من أجلهم،ولابد من تسخير التكنولوجيا الرقمية لخدمتهم في أي مكان يتواجدون فيه، فهي فعلاً تساعدهم في كثير من النواحي وتسهل عليهم الحياة . اليوم التالي