في تطور مفاجئ اوردت جهات رسمية بالامس ان اشتباكات مسلحة قد جرت بين افراد من جهاز الامن والمخابرات مع عناصر خلية ارهابية جديدة مكونة من عدة اشخاص في ضاحية جبرا جنوبالخرطوم وقد اسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل خمسة من العناصر الارهابية واعتقال اثنين اخرين بينما احتسبت قوات الامن احد افرادها شهيدا واربعة من الجرحى .بذلك يرتفع عدد الضحايا من قوات الامن خلال اسبوع واحد لحوالي 11 فرد بين جريح وشهيد .وتعتبرهذه النتيجة خسارة فادحة للاجهزة الامنية بمثابة جرس انذار لجهاز الدولة المتمثل في المجلس السيادي والحكومة الانتقالية بان تركة النظام البائد لم تكن المشكالات الاقتصادية والسياسة فقط بل اصبح الامر جليا بان التركة الامنية تكاد تكون اثقل واوجع التركات لقد درج النظام السابق منذ قيامه عام 1989 و بمباركة من الجبهه الاسلامية الى استقطاب كافة التيارات الاسلامية من المحيطين العالمي والاقليمي بقصد اعطاء الزخم السياسي للنظام الجديد والترويج للسودان كحاضن لتيارات الاسلام السياسي و التيارات السلفية السنية كنموذج موازي للنظام الايراني الشيعي .وقد ادى هذا الانفتاح على التيارات الاسلامية الى هجرة مجموعات كبيرة من العناصرالسلفية والحركية صوب السودان خصوصا وقد توافق ذلك الامر مع انتهاء الحرب الافغانية وانهيار الاتحاد السوفيتي مما ادى لرجوع ما يسمى بالمجاهدين العرب من افغانستان الى بلدانهم والتي لم تكن راغبة في استقبالهم او الاستماع اليهم فبدات في التضييق الامني عليهم ودفعتهم الى مغادرة بلدانهم كرها وكان السودان هو الوجهة الملائمة في ذاك التوقيت . وبالرجوع الى تطور الخطاب التكفيري المتشدد في السودان نجد ان ظهور هذه الافكار قد سبق قيام الانقاذ فعليا ولكنه كان مرتبطا بصورة وثيقة بتياري الاسلام السياسي والسلفية الجهادية. ويعتبر أول ظهور لمفهوم التكفير في السودان حديثا بدأ بكتابة أبو الحسن علي السماني لرسالة اسماها أصنام وعاكفون في مطلع السبعينات وقد شابهت افكاره أفكار جماعة التكفير والهجرة المصرية، في عام 1988 وقعت اول حادثة عنف تكفيري بولاية الجزيرة بمنطقة ابوقوتة في قرية الشيخ معروف حيث هاجمت خلية تكفيرية يتزعمها الشقيقان علي ومعروف عدلان أهل المنطقة وشيوخ الصوفية بالأسلحة البيضاء،وأدى الاشتباك لمقتل مؤذن مسجد القرية بعد طعنه بسيف وجرح 2 من المصلين.والمفارقة ان السلطات اكتفت بمحاكمة التكفيريين بالسجن لمدة 10 سنوات فقط. كما تعتبر جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة بقيادة سليمان ابو نارو والمنشق عن تنظيم الاخوان المسلمين جناح المرحوم صادق عبدالله عبدالماجدفي 1991 احد اوائل الجماعات التكفيرية في السودان التي ايدت صراحة قيام تنظيم داعش الارهابي واكدت الجماعة في بيان لها « ان قيام اخواننا في الدولة الاسلامية في بلاد العراق والشام بهذا الواجب العظيم واعلان الامامة العامة والخلافة الجامعة لامة الاسلام واضطلاعهم بهذا الفرض الخطير لهو عمل صالح». واضافت: «اننا في جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة في السودان نعلن تأييدنا ونصرتنا لهذه الخطوة المباركة». ان التحالف الوثيق بين التيارات السلفية بمجموعاتهاالمختلفة معتدلة, وسطية ,جهادية وتكفيرية مع جماعات الاسلام السياسي والذي يتقارب ويتباعد حسب المصلحة يتضح جليا في الدعم المادي والنوعي الذي كانت تتلقاه هذه التيارات من النظام البائد والشاهد في ذلك التسهيلات التي كانت تجدها هذه الجماعات في انشاء مراكزالجماعات و معاهد العلم الشرعي والجمعيات الدينية على طول البلد بالاضافة لحرية التجمع والحركة واقامة الندوات والمناظرات و اطلاق الفتاوى الكفيرية في الهواء الطلق بالاسواق والمساجد والجامعات دون اي مسائلة قانونية من الاجهزة الرسمية او الامنية بالاضافة لغض النظام البائد الطرف عن توفير الدعم اللوجستي والملاذ الامن داخل هذه المراكز للجماعات والافراد المتصلين بالحركات الارهابية كتنظيمي القاعدة و داعش بالاضافة لجماعة بوكو حرام . كما ان هذه الجماعات لعبت دور كبير في تجنيد وتسهيل انضمام الشباب لحركة الجهاد الاسلامي وشباب المجاهدين بالصومال والجماعه الاسلامية بمالي . ويمثل كل من عبدالحي يوسف ومحمد عبدالكريم ومحمد عبدالقادرمصطفى ومدثر احمد اسماعيل وعلاء الدين الزاكي و محمد علي الجزولي .واجهة لهذا التحالف يسعى كل منهم على حدا لتطوير خطاب ديني عاطفي يدغدغ مشاعر الشباب في الشارع السوداني ويشبع اشواق بعض الحالمين باقامة خلافة اسلامية , مستغلين في ذلك الظرف السياسي و الاقتصادي في المحيطين العالمي والاقليمي بالاضافة الى انحسار تيار الصحوة الاسلامية وبيان فشل مشروعه في دول الربيع العربي لصالح بروز تيار الدولة المدنية . ان الاجهزة الامنية مطالبة بالضرب بيد من حديد على كل من يسعى لزعزعة الاستقرار الامني بالبلاد وترويع المواطنيين الامنين وتوفير الدعم اللوجستي لاي ارهابي او متطرف داخل البلاد حفظ الله شعبنا ورحم الله شهدائنا وتمنياتنا بعاجل الشفاء للجرحى