تاريخ تطوقه الدماء، وفلول ترقب فرصة زرع الفوضى، وجغرافيا تقف شاهدة على خيوط الإرهاب الممتدة إلى ما وراء الحدود في محاولات لاستعادة الحكم توحدت جميع المعطيات والحيثيات لتتفق على أن إخوان السودان والإرهاب واحد، وأن الآفة التي أثقلت كاهل البلاد لعقود ليست سوى إحدى تجليات فكر التنظيم وممارساته بحق السودانيين. وكما توحدت الحقائق، يجمع خبراء وفاعلون بالمشهد السوداني على العلاقة الوثيقة الرابطة بين التنظيم والإرهاب، في خلاصة سبق أن اختبرتها جميع بلدان المنطقة العربية ممن شهدت حكمهم وعانت من ويلاتهم. وأمس الإثنين، أعلنت السلطات السودانية مقتل عسكري و4 مسلحين، إثر اشتباكات اندلعت أثناء مداهمة مخبأين لإرهابيين، في منطقة جبرة جنوبالخرطوم. حادثة جاءت بعد أسبوع على مقتل 5 ضباط خلال مداهمة مماثلة قامت بها القوات الأمنية في المنطقة نفسها. الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني، نور الدين بابكر، يرى أنه لا يمكن استبعاد علاقة إخوان السودان بالعمليات الإرهابية. وقال نور، في حديث ل"العين الإخبارية"، إن النظام السابق ظل يدعم الإرهاب في دول عديدة، إلى جانب علاقته الوطيدة بفصائل إرهابية مثل القاعدة وطالبان وغيرهم. وأضاف أن "نشاط هذه العمليات في هذا التوقيت مع انتشار واسع للتفلتات الأمنية في أطراف السودان حيث ينشط فلول النظام السابق يمكن أن يؤشر على أن التنظيم يرمي بآخر كراته وهي العنف والإرهاب للعودة إلى السلطة مجدداً". وتابع أن ما تقدم "يفرض على الأجهزة الأمنية وقوى الثورة ضرورة العمل للتصدي لمثل هذه الهجمات التي تهدد أمن السودانيين بكل حزم"، مشيرا إلى أنه يتعين أيضا "على الأجهزة العدلية سن قوانيين رادعة لكل الإرهابيين وتقديمهم لمحاكمات جماهيرية". شبكة علاقات من جانبه، اعتبر الصحفي السوداني المختص بالجماعات الإرهابية، الهادي محمد الأمين، وجود "علاقة قوية" بين هذه المجموعات والنظام السابق. وقال ل"العين الإخبارية": "بل هناك شبكة علاقات واسعة بين النظام السابق وغالبية التنظيمات الإرهابية حول العالم وهو راعي هذه التنظيمات والداعم لنشاطها وكانت الخرطوم حاضنة ومقرا لهذه العناصر". وأشار الهادي إلى أن "نظام المعزول عمر البشير وفّر لهم الحماية والإيواء، ولعل هذا هو السبب الذي دفع واشنطن لتصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب ووضعته في اللائحة السوداء وفرضت عليه العقوبات"، قبل إخراجه منها عقب إسقاط النظام السابق. ونوّه بأن "أنشطة التنظيم غير مرتبطة بهذه الفترة بل هو نشاط قديم، فما يحدث حالياً يعتبر من مخلفات النظام السابق وليس جديداً، ووجود المجموعات المتطرفة وحركة الإرهابيين داخل السودان ونشاطهم له علاقة وثيقة الصلة". واعتبر أن ما يحدث الآن هو "امتداد السابق باللاحق، ولولا عملية المداهمة التي وقعت الأسبوع الماضي، لما عرف عنهم شيئاً، حتى الجيران وأهل الحي ومن يقطنون معهم في ذات البناية، فالصدفة هي التي قادت لكشفهم، كما أن انفجار أسطوانة اشتعلت في منزل بالسلمة أدت لكشف خلية إرهابية قوامها 42 متطرفاً في عام 2007". الأمن والحدود أما الأستاذ في جامعة أفريقيا العالمية والخبير في الجماعات الإرهابية محمد خليفة فيرى أن "حالة الانفلات الأمني هي السبب الرئيسي في بروز نشاط الخلايا الإرهابية، وأيضا الحدود المفتوحة للسودان وعدم إحكام القبضة الأمنية". وأرجع خليفة أسباب نشاط تلك التنظيمات في السودان ل"التضييق الذي حدث لجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وعدد من الدول، ما يجعلها تبحث عن الملاذ والبلدان التي فيها حالة هشاشة أمنية يمكن أن تستوعب هذه الخلايا". وبالنسبة للخبير، فإن "انتشار السلاح يعزز حضور التنظيمات بشكل كبير، وأيضا ربما انشغال الدولة بملفات أخرى ساهم في ذلك". وتوقع خليفة في حديث ل"العين الإخبارية" أن تكون لهذه الخلية (بمنطقة جبرة) خلايا أخرى في أماكن مختلفة بالخرطوم، مطالبا السلطات بتمشيط العاصمة ومناطق مرشحة لأن تكون ملاذا للخلايا مثل منطقة أبوقوته في ولاية الجزيرة. العين