حتى لو قبلنا برواية جهاز الأمن والمخابرات الوطني بأن جهودهم الاستخبارية المحضة، وليس سواها، هي التي أوصلتهم لهذه الخلية الإرهابية، تبقى أسئلة مهمة تقدح في مستويات تدريب أجهزتنا الأمنية وعدم حرفيتها التي للأسف، تظهر جلية في عدة أشكال. أول تلك النواقص تبدو في الطريقة المتخلفة و(السبهللية) التي أدار بها الفريق الأمني "مسرح الجريمةCrime Scene "فقد تركوه مفتوحا حتى اختلط فيه الحابل بالنابل وبالنتيجة، صعب التمييز ما بين رجل الأمن والسابلة الذين غصت بهم الطرقات. أيضا عدم وجود قيد يدوي في معاصم المتهمين، وعدم تأمين سلامتهم بتوفير ممر آمن لهم، وعدم الاكتراث بسلامة الفضوليين الذين خلق تجمرهمأخطر ثغرة سلامة امنية، وعدم عصب عيون المتهمين للسيطرة عليهم، كل هذه عيوب لا تحتاج لتدقيق لملاحظتها والاعتراض عليها بشدة بل والأمر كذلك، يتعين ويتوجب، ان يُحاسب عليها قائد هذه القوة. اما استخدام الطبنجات، وهي أخف قطع الاسلحة في مواجهة جماعة ذات تدريب عسكري رفيع مثل داعش والجهاد الاسلامي، فهو خرق كبير اذ شكل تهديدا مباشرا على سلامة قوة التأمين والاعتقال، وبالفعل فإن الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوة الامنية تعزز هذه النتيجة المؤسفة. بالاضافة لذلك فإن عدم لبس أفراد القوة سترات واقية من الرصاص او خوذات، أو حتى ما يميز هوياتهم الأمنية مادام انهم بلباس مدني ففيه استخفاف بقواعد الاشتباك الناري مع الخلايا الارهابية. الخلاصة التحليلية تتمحور في إيجاد إجابة مقنعة لهذا السؤال الاستطرادي البسيط: أين تذهب كل تلك الاموال الطائلة التي قالوا لنا انها مهمة لصيانة أمننا الوطني بشراء الأسلحة الحديثة وتدريب الأفراد!!!؟؟؟