*حتى يوم الناس هذا كنت اجد كلمة الشريف زين العابدين الهندي هي الأسوء, تحت قبة برلمان الديمقراطية الثالثة قبل انقلاب جماعة الأخوان المسلمين في يونيو 1989 ,عندما قال (الديمقراطية ده كان هجم عليها كلب .. ما بنقول له جر )لكن اول امس فاقه التوم هجو وهو يهتف بطفولة امام القصر الجمهوري (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع ), فطاف بذهني عظمة الأزهري ومحمد احمد محجوب ومبارك زروق والشريف حسين الهندي والامام الصادق المهدي والامير نقدالله تنزلت عليهم شآبيب الرحمة. *شتان ما بين ساسة يملكون الرؤى ويؤمنون بالديمقراطية سبيل التنمية والتطور ,يلهمون الأخرين بنضالهم وكفاحهم ضد الديكتاتوريات والشموليات ,يخلدون اسمائهم بأحرف من نور في تاريخ بلادهم وبعضهم في تاريخ الإنسانية ,كلما ذكر المجد ذكروا . *جيل ديسمبر استلهم من تاريخ هذه الأمة العريقة شبانا وشابات ,كانوا للبسالة عنوان وللإيثار سبيل بوصلتهم لا تخيب عن السودان ,وقفوا في وجه الة القتل قابلوا الرصاص بصدورا مفتوحة ارتقي من ارتقى منهم الى السماء واخرين ما بدلوا تبديلا. *بعد كل هذا رزئنا بمن ينادي على رؤس الاشهاد بالأنقلاب ,وسلسلة الساسة الذين لجأوا للوصول للسلطة عبر انقلاب عسكري طويلة يسارا ويمينا ,لكن اغلبهم كان عندهم مزعة حياء وبعضهم ظل ينكر علاقته بالانقلاب ,واغلبهم بعد نجح انقلابهم ووصلوا للسلطة , دمرتهم السلطة وصارت لهم خصيما ,اعدمت من اعدمت وسجنت من سجنت . *منهج الساسة الذين يبحثون عن مقعد بأي ثمن حتى لو قطع طريق التحول المدني الديموقراطي ,امر يحتاج الى دراسة وتقصي فقد تكررت هذه الظاهرة في حياتنا السياسية وشكلت تهديدا لها ,هل الفقر المدقع سببا ,هل قلة الامكانيات الفكرية سبب هل شهوة السلطة سبب ام غيرها من الاسباب . *نموذج التوم هجو الذي ناقض مطلب التحالف الذي ينتمي اليه وهو طلب توسيع المشاركة في السلطة بأن يطلب انقلابا ,يعتبر هذا النموذج من تمظهرات الأزمة السياسية السودانية , هجو قد فضحه لسانه لكن غيره يعملون في صمت . *خطورة مثل هذه الافكار التي تناقض المبادئ والقيم ,انها من حيث لا تدري تقحم المؤسسة العسكرية في اوحال وتجاذبات وصراعات السياسة ,ويشغل هذه المؤسسة القومية العريقة عن ادوارها الرئيسية المنوط بها. *اخر قولي ان صحائف التاريخ تسجل غرائب الامور ,وما نادى به هجو هو احد هذه العجائب التي تتنافى مع اعمدة علم العلوم السياسية , اتمنى ان يكون هذا الجيل اخر جيل في السياسة السودانية يقوم بمثل هذه الامور .