مناوي أصبح قائدا لحركته بعدماغدر بعبد الواحد وانشق عنه، وبدلا من أن يصحح أخطاءه أصبح أسوأ منه بكثير،كما أنه لا يمتلك تجربة سياسية، من الحلة وإلى الحركات والحرب، لا خبرة لا تجربة لا حكمة، كذلك هو غيرمؤهل عقليا ونفسيا والدليل(الهضربة) التي يعاني منها ويتكلم دون أن يفكر فيما يقوله وهو مصاب بانفصام حاد في الشخصية،وشخص نرجسي يعاني من حب الذات المفرط الناتج عن تدني الشعور بالذات وعدم احترامها، هذا غير أنه دكتاتور وقاتل وفاسد وكان مساعد البشير وهذا يكفي لإبعاده. هيأت له ثورة ديسمبر الفرصة الكبيرة ليصبح حاكما رغم أنف أهل دارفور، وسكتوا ظنا أنه سيتعلم الدرس، ولكنه لم يفهم،وها هو اليوم يستغل ذلك ليدعم استيلاء الجيش على السلطة حتى يوفر له بيئة سياسية قذرةتسمح بعيش مجموعته المريضة مثل تلك التي وفرها النظام المخلوع لهم. أما جبريل، فهو صاحب تجربة سياسية تساوي عمر مناوي ولكنها تجربة فاسدة،جندته الحركة الإسلامية منذ بواكير شبابه،ومن هنا بدأ الخلل، حيث ربته على الأنانية وحب الذات وكره الناس واللف والدوران الذي يجيده أغلب الإسلاميين. وقد خدم الحركة الإسلامية بإخلاص وحب وناصرهاعلى الشعب وهي ظالمة،ثم تمرد هو وشقيقه لأنهما لم يمنحا مناصببقدر تضحياتهما للحركة الإسلامية، كونا حركة العدل والمساواة التي ورثها جبريل رغم أن القيادة مؤسسيا ليست من حقه، أي أنه دكتاتور،وقد ارتكب الكثير من جرائم الإبادة التي تجعله غير قادر على زيارة دارفور حتى الآن،فهو يخاف من ظله لذلك يحيط نفسه بحراسة مشددة أكثر من حراسة زعيم المافيا. جبريل يمتاز بنفس شخصية مناوي تماما،الفرق الوحيد بينهما هو أن مناوي يقاوم من أجل أن يبقى على المشهد كقائد لإرضاء نفسه، وجبريل يحاول إعادة إحياءالحركة الإسلامية ليصبح قائدها و(ترابيها) الجديد،وما يجمعهما الآن هو العمل سويا لدعم عودة عسكر الحركة الإسلامية،ليضمنجبريل لنفسهفرصة التقدم في مبتغاه وليبقى مناويعلى الساحة السياسية كسياسي متكسب . جبريل ومناوي نسيا التهميش ومعاناة دارفور وأهلها، ونسيا حتى الجرائم التي ارتكباها،وأصبح تركيزهما كله مع عودة العسكر وقد انجذبا بقوة إلى البرهان وحمدان،ودائما ما يقال إن الذين يتشابهون ينجذبون إلى بعضهم، وللغرابة هما أفشل اثنين ودون خجل يطالبانبإقالة الحكومة لأنها فاشلة مع الاحتفاظ بهما لأنهماتبع اتفاق جوبا، منتهى التناقض. السؤال الذي يفرض نفسه، هل شخصان بهذا المستوى يمكنهما الإسهام في التغيير على مستوى دارفور والسودان؟ قطعا لا. ولذلك نقول، لا يجب أن يتركأهل دارفور المساحة لهماليتسببافي تدمير السودان كله بعد أن دمرا دارفور،فهاهي الأحداثتؤكد بالدليلأنه لا يمكن الوثوق بهما،ويجبأن يتقدم قادة جدد أكفاء ومؤهلون لإزاحتهم وما أكثرهم. جبريل ومناوي ومن معهمامنحا ما يكفي من فرص،وحقا السكوت عليهما جريمة وعار على أهل دارفور،ومثلما يطالب أهل الشرق بإلغاء مسار الشرق لأنه لا يمثلهم، فلماذا لا يطالب أهل دارفور بإلغاء اتفاق جوبا الذي لا يمثلهم وتسيطر عليه قبيلة واحدة ويتوارى خلفه مناوي وجبريل.!؟ لماذا لا يقف أهل دارفور ضدهما وقد أصبحا خطرا على دارفور والسودان!؟. الديمقراطي