وضعت ثورة ديسمبر المجيدة أساسًا قويًا لتأسيس دولة المواطنة القائمة على المساواة أمام القانون والحقوق والواجبات، وجّسد اعتصام القيادة وحدة وتماسك شعب السودان الذى ردد بإصرار ثوري (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور ).. إن الردة الحقيقية على أهداف الثورة هو اللجوء لاستخدام عبارات عنصرية تثير الكراهية وتهدد تماسك الوطن، فاحتدام الصراع الآن في البلاد لا يبرر بروز هذا الخطاب القميء تحت أي مبرر من المبررات، وهدف الثورة الأول واضح هو إقامة حكم مدني ديمقراطي، ولا سبيل لذلك إلا عبر سلسلة من العمليات والإجراءات القانونية والديمقراطية منها إعادة هيكلة الجيش وتصفية وجود المليشيات وفقًا للوثيقة الدستورية، وأي انقلاب على ذلك سيواجه برفض بات وواضح من الشعب. هذا الهدف سيتحقق طال الزمن أم قصر، وسيأخذ مداه الزمنى الموضوعي أو بسبب العراقيل المقصودة من قادة بعض الفصائل المسلحة، أو أصحاب المصلحة في وجود مظاهر تجييش غالبة،، العسكريون المهنيون يستوعبون ذلك تمامًا ويدركون أن الرفض لوجود مليشيات لا يعني رفض الجيش ككيان وطني يحمي السودان،، المسائل واضحة، ويجب أن تظل كذلك، ويجب أن نعمل جميعًا على أن تبقى هكذا حفاظًا على وحدة وتماسك السودان. ولن يتحقق ذلك دون عمل مدني منظم على الأرض يبني الأجسام المدنية على أسس ديمقراطية وثقافة مواطنة تحترم مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات النزيهة وتناهض خطاب العنصرية والكراهية. تفجرت ثورة ديسمبر عندما ضقنا ذرعًا بتسلط الإنقاذ، وعلينا الآن أن نعمل من أجل أن نحافظ على الحريات المتاحة، لأجل أن ننعم بحرية التعبير والتنظيم، فمن حق كل السودانيين أن يقولوا كلمتهم وأن يعبروا عن مصالحهم الاجتماعية كأفراد وكيانات سياسية واجتماعية، عبر الطرق السلمية القانونية، ومناهضة العنف سواءً كان لفظيًا أو ماديًا، هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجهنا كسودانيين فالصراع الدائر الآن حول السلطة يدور في كل مكان في العالم، يبقى المحك والفرق في كيفية إدارته بطرق سلمية ديمقراطية بخطاب يليق بشعارات ثورة ديسمبر، خطاب يضع في اعتباره الأول وحدة السودان وتماسك مجتمعاته. الميدان