كمال الهِدَي . كعادة العسكر استيقظوا صباحاً بوهمة جديدة فصدرت التعليمات بإعتقال بعض التنفيذيين والسياسيين وأغلقت الكباري وقُطعت خدمة الانترنت ظناً من قادة الجيش غير الوطنيين أن ذلك سوف ينجح انقلابهم. . وقد فات على البرهان ورفاقه أنهم لو اعتقلوا المئات من الثوار فسوف تُنبت أرض السودان الألاف غيرهم. . هؤلاء لا يتعلمون ولا يتعظون من دروس التاريخ. . فحتى الأمس القريب ظللنا نتابع ونسمع آراءً قوية لكنداكات صغيرات في العمر يؤكدن على رفض الطغيان ويبدين استعداداً تاماً لمواجهة الرصاص فداءً لهذا الوطن، فما بالكم بأسود هذا البلد. . أي غافل وجاهل وغبي يمكن أن يصدق أن القصد من ما يجري حالياً هو تصحيح الأوضاع وتخفيف أعباء المعيشة على السودانيين! . من الذي ظل ينهب البلد ويهرب ثرواته القيمة حتى هذا الوقت سوى هؤلاء الانقلابيون! . ننتقد المكون المدني ونقسو عليهم ونغلظ في نقدهم لأننا أحرار، لكن لا يمكن اطلاقاً أن يكون البديل قلة مقاطيع ينبري سريعاً للدفاع عنهم حسين خوجلي والهندي عز الدين و(المتخيبر) العسكري حنفي. . صاحب الفطرة السليمة يدرك أن الظهور السريع لمثل هذه الأصوات النشاز أكبر دافع لافشال هذه المحاولة العابثة قبل انتهاء هذا اليوم. . برهان مين الممكن يصحح أوضاع البلد وهو الذي كلما زار سيسي مصر عاد لينفذ جريمة في حق هذا الوطن وأهله. . الشعب السوداني قال بوضوح أن الردة مستحيلة يا برهان، ولو كان فيكم خيراً لأصلحتم حال مؤسستكم العسكرية التي تهينها المليشيات ويتحكم فيها فرقاء (الخلا)، ولأعدتم للشعب الأموال والموارد التي تستأثر بها مؤسستكم دون مبرر. . خيانة الأوطان وتنفيذ رغبات وأطماع القوى الإقليمية جريمة يعاقب عليها القانون وأنتم بمثل هذه الخطوة تضيفون لسجلكم السيء سطراً جديداً كالح السواد، وتؤكدون على وضاعتكم وضعف حسكم الوطني. . ونتوقع من شباب وشابات الوطن ردة فعل سريعة وقوية تعيدكم إلى رشدكم إن بقي فيكم شيء من هذا الرشد. [email protected]
