طرقت الفنانة أليسار باب الأغنية الخليجية فكان لها شعر من الشاعرة جنان، وصاغ النغمات الفنان المتميز بالإحساس المرهف مروان خوري. أليسار تكن حباً خاصاً لشعب الخليج وأحبت أن تغني من صلب لهجته ووجدت في كلمات الشاعرة ما يشبهها. في المقلب الآخر وتكريماً لسعاد محمد قدمت أليسار أغنية 'وحشتني' مصورة على الشاشات. وهي بصدد تسجيل جنريك أحد المسلسلات المصرية الذي سيعرض في رمضان المقبل. مع أليسار كان هذا الحوار: ' أغنية 'كل شي تغير' هي التي قدمتك بقوة للصحافة والناس فما الذي تبدل بعدها في حياتك الفنية؟ هذه الأغنية والطريقة التي تمّ تقديمها بها حققت لي وجوداً ملموساً بقوة في ساحة الغناء. صار اسمي متداولاً في حفلات كبيرة إن على صعيد المناسبات في عدد من الدول العربية، أو على صعيد البرامج التلفزيونية. وفي الصيف أحييت حفل تتويج ملكة جمال جبيل وقد تمّ اختياري بالإسم. كذلك تعاقدت على عمل كبير في مصر بحيث سأسجل جنريك أحد أهم المسلسلات الدرامية للموسم الرمضاني المقبل. والأغنية قيد التحضير. وهذا سيلفت النظر بقوة إلى صوتي وفي مصر بالتحديد. ولا شك بأن تغيراً كبيراً حصل بعد 'كل شي تغير'. ' منذ سنتين حتى الآن كيف توسعت خارطة انتشارك؟ واقعي الحالي مختلف جذرياً عن ما كنته قبل سنتين. وأهم الدلائل على هذا الإنتشار هو طلبي لأكون في العديد من برامج التلفزيون في لبنان وفي الدول العربية. ولكثرة هذا الطلب صرت أختار وأدرس كيفية إطلالاتي. فأنا في بحث عن النوعية وليس عن الكمية في الظهور التلفزيوني. كذلك أحرص بأن يكون عندي جديد أتمكن من الحديث عنه خلال هذه الإطلالة. الحمدلله صرت في مكان أتميز فيه ببعض القوة وبالقدرة على فرض بعض شروطي. كما صرت قادرة على طلب الضيوف الذين أرغبهم إلى جانبي في اللقاء التلفزيوني، وحقي محفوظ في اختيار الصورة التي أرغب بأن أطل من خلالها. وهذا ما أقوم به على الدوام بطريقة مهذبة ولطيفة. ' لماذا تجديد أغنية وحشتني الآن؟ هل هو تكريم لسعاد محمد بعد رحيلها؟ بكل تأكيد هي خطوة متواضعة جداً لتكريم الراحلة الكبيرة سعاد محمد. وأعترف بأني قصّرت في تكريمها. كان بودي زيارتها وتكريمها وفق أسلوبي المتواضع، فسعاد محمد مثلي الأعلى في عالم الفن. كنت قريبة من زيارتها لكن القدر لم يشأ ذلك. وحشتني تمّ تسجيلها في حفل أحييته في زمن قريب. توزيع الأغنية جميل وخفيف ورغبنا بعرضها على الناس بحيث يتم سماعها ومشاهدتها، وبكل تأكيد الأغنية تكريم لذكرى سعاد محمد رحمها الله. ' أية أغنيات ترغبين أيضاً بتجديدها لسعاد محمد؟ مظلومة يا ناس من الأعمال التي أعشقها بصوت سعاد محمد، لكن تجديدها يحتاج لمشروع كبير لأنها أغنية كبيرة بحد ذاتها. وهي أغنية مسجلة بصوتي وموجودة على اليوتيوب وكان ذلك خلال حلقة تلفزيونية مع الموسيقار إحسان المنذر. ومن أهدافي مشروع خاص بتجديد عدد من أغنيات السيدة سعاد محمد، إنما حالياً أركز على أن تكون مسيرتي أكثر رسوخاً من خلال أغنياتي الخاصة. ' هل لا يزال قول الموسيقار صلاح الشرنوبي بأن صوتك يشبه صوت سعاد محمد يؤثر بك؟ ليس بمعنى التأثر فقط، لكني أفتخر بما وصفني به صلاح الشرنوبي في برنامج أستوديو الفن. فخلال كافة مروري في هذا البرنامج كمتبارية غنيت للسيدة سعاد محمد. حتى وإن لم يقل الموسيقار صلاح الشرنوبي بأن صوتي يشبه صوت سعاد محمد فأنا شديدة التأثر بها، بحضورها، واختياراتها وأدائها. كما أن متأثرة وبحزن بالحظ العاثر الذي واجه سعاد محمد طيلة حياتها. كثيرون لا يعرفون أنها فنانة لبنانية. سعاد محمد هي مثلي الأعلى في الأداء وأتمنى لو أكون نقطة في بحرها. ' أليس في نيتك الغناء من ألحان صلاح الشرنوبي؟ أكيد رغبتي كبيرة. يجب أن أزور مصر للبحث عن عمل يميزني باللون المصري. أحب أن أعترف بأني أبحث عن اللحن الجميل وليس عن ما يريده السوق. أبحث عن أغنيات تغني ريبرتواري وتعيش لعمر طويل. على سبيل المثال الأغنية الخليجية التي لحنها الفنان مروان خوري من كلمات الشاعرة جنان والت يتحمل عنوان 'وقف يا زمن' ليست شبيهة على الإطلاق بأي عمل سبقها على الشاشة. فقد صورناها وبشكل جميل جداً. الأغنية كلاسيكية ولا تشبه ما سبق من أغنيات. كل المحيطين بي حذروني من أني أخاطر بلون جديد. لكني شخصياً أجد ضرورة لهذا العمل فنحن منذ زمن طويل لم نسمع بعمل ثقيل في الفن. هو عمل يتميز بصعوبة الأداء وليس منضوياً تحت شعار متطلبات السوق، ولا بما هو سائد أو ما هو 'فانكي'. هو عمل أفتخر به. ' ما الذي جذبك للأغنية الخليجية؟ أحببت هذه الأغنية الخليجية لأنها من الأعمال المميزة لمروان خوري. كما أني شخصياً أحب شعب الخليج، فقد عشت زمناً طويلاً في الإمارات، ومنذ زمن تعرفت إلى الشاعرة جنان التي تعاونت معي في اختيار الكلمة المطلوبة. كما كان إتفاق بيني وبينها بأن يكون مروان خوري هو الملحن. إخترت هذه العمل لأني شعرت فيه بقوة، وشعرته يشبهني، وهو سيضيف الكثير إلى ريبرتواري الفني. ' إخترت مروان خوري لتلحين الأغنية عن سابق تصور ولماذا ليس ملحناً خليجياً؟ لم يكن هو اختيار لمروان خوري بقدر ما كان عملاً تبادلياً وتعاونياً ولد معنا نحن الثلاثة. فالشاعرة جنان سبق وتعاملت مع مروان خوري وثقتها به كبيرة. نحن الثلاثة كنا على تواصل دائم بصدد هذه الأغنية، كما أن صداقة تجمعنا معاً. لقد كنا فريق عمل متجانس في كيفية تظهير هذه الأغنية. ' لماذا تصوير هذه الأغنية في تركيا؟ رغبت بأن تكون الأغنية المصورة غير إعتيادية. الأغنية رومنسية جداً ويليق بها مطارح يكثر فيها عبق التاريخ، مع تسجيل إحترامي الكامل لكنوز لبنان التاريخية. الأغنية لها طابع أوروبي. ظهرت في هذا الكليب بشكل جديد كلياً ومختلف عن كليب كل شي تغير. كل ما في هذا العمل كان غير مألوفاً وجديداً. لقد عرضت عليَ أفكار الكليب من تركيا وأحببتها بعد موافقة المنتج. ' ولماذا المخرج نبيل محشي؟ نبيل محشي له في سيرته الذاتية كثير من الأعمال في السينما الأميركية. كما أنه تعاون مع بيونسيه، وعمله الأول في لبنان كان مع راغب علامة. لي شرف التعاون مع هذا المخرج الجديد على صعيد لبنان، لكنه في تاريخه المهني يحمل خبرة كبيرة جداً. ' نعرف أن لديك مجموعة لا بأس بها من الأغنيات القديمة فلماذا تتنكرين لها؟ لا أتنكر لها مطلقاً وإن شاء الله سوف أجمعها في أسطوانة. وكما تعلمين أن التوزيع الموسيقي لبعض الأغنيات يتخطاه الزمن. لكني لست متنكرة لأغنياتي، جميعها عزيز على قلبي، وهي التي صنعتني. دائماً أذكر الشعراء والملحنين الذين تعاونت معهم بالخير منهم الأساتذة وسام الأمير وأنطوان الشعك، والشاعر الكبير والمهم نسيم العلم الذي أعطى العديد من الأعمال الجميلة لأيمن زبيب وفارس كرم وغيرهما من الفنانين. تعاملي كان دائماً مع أسماء هي في المرتبة الأولى في زمنها ولا تزال. ومن المعروف عني أني أقدم على التعاون مع ملحنين كباراً وشعراء وموزعين كباراً. القدس العربي