أنجزت أسطوانتها الجديدة إنما هي بانتظار الوقت المناسب لتقديمها للجمهور. جديدها في هذه الأسطوانة أنا تضم أغنيتين من كلماتها وألحانها. ليال عبود تصارع في درب الفن وحيدة وتؤكد أنه صار يحسب لها حساب وكثيرات تغرن منها. مع ليال عبود كان هذا الحوار: لماذا وقع إختيارك على أغنية 'ما بعيش' ؟ دخلت كلماتها إلى قلبي دون إستئذان. كذلك لفتني اللحن الذي سرى في عروقي بمرونة. وكان للأغنية رد الفعل نفسه لدى المتعاونين معي. يمكن وصف كلام 'ما بعيش' بالسهل الممتنع. الأغنية من كلمات الشاعر منير الزند الذي سبق وتعاونت معه بأغنية 'أحلى زفة'، وألحان ريشار نجم الذي تعاونت معه بأغنيات 'بجنون، مشغول بالي عليك وكذلك أحلى زفة'. تجتهدين منفردة منذ سنوات فهل ندمت لإنسحابك المبكر من برنامج أستوديو الفن؟ ألم يكن للبرنامج قدرة على اختصار الطريق؟ لم أندم مطلقاً. صحيح أني أقدمت على هذه الخطوة لكني كنت أحسبها ناقصة. فالإنسان وفي أي عمل يقدم عليه حين لا يثق بنفسه فلن يحقق النجاح. كما أن خريجو أستوديو الفن كثر لكن أغلبهم وحتى اللحظة يراوح مكانه. يمكن للإنسان أن يصل بجدارته وجهده ومثابرته وبالتالي يحقق النجاح. في بداياتك آثرت الدراسة الجامعية على الغناء ألم يؤثر ذلك سلباً على مسيرتك الفنية؟ لا شك بذلك. لو دخلت الفن في عمر أصغر لكان ذلك أفضل. عندما قررت الإحتراف كانت الساحة الفنية قد أصبحت تعاني مزيداً من حشود المغنين والمغنيات. حتى وإن امتلك أحدنا أغنية جميلة فيفترض أن يجتهد في تسويقها كي تصل إلى الناس. كذلك لم تكن المحطات الفضائية سنة 2000 بهذا الحجم الموجود الآن. لقد تفرغت للدراسة الجامعية دون أدنى ندم. الفن بنظري ثقافة قبل أن يكون رسالة. والعلوم التي حصلتها زاد لحياتي. ماذا يجني الفنان من الثقافة والعلم؟ الفنان المثقف هو الفنان القادر على الدفاع عن نفسه في وسط فني فيه الكثير من 'الوساخة'. في هذا الوسط أشكال وألوان. كذلك هناك أقلام حرّة تكتب بضمير حي، وأخرى صفراء. كنت في دورة أستوديو الفن 2001 فمن هم النجوم الذين برزوا خلالها؟ في طليعتهم النجم أيمن زبيب والنجمة ميريام فارس. هل تشعرك نجومية أيمن وميريام بشيء من الغيرة؟ أكيد لا أشعر بالغيرة. بالنهاية ما وصلا إليه هو جهد شخصي، وليس جهداً من أستوديو الفن. هما ثابرا على مشوارهما الفني مباشرة بعد أستوديو الفن فيما انشغلت شخصياً بدراستي الجامعية. بعد أسطوانتك الأولى 'في شوق' ماذا حققت وأين أصبح اسمك؟ دون شك أصبح اسمي من بين النجوم التي يحسب لها حساب. وبين النجوم التي يغار منها البعض. كذلك من النجوم التي يحكى بسيرتها يومياً والتي تطالها الشائعات. يمكن أن يُحكى عن النجوم سلباً وإيجاباً فمن أي جانب يحكى عن ليال عبود؟ أكيد لجهة الصوت والإطلالات التلفزيونية. كذلك كلما كان لي فيديو كليب جديد تنتظره الناس. صرت من النجوم الذين يُحسب لهم حساب. هل تصنفين نفسك راسخة في مسيرتك؟ راسخة وناجحة، وكذلك يمكنني القول 'واثق الخطى يمشي ملكاً'. من أين وكيف كانت لك كل هذه الثقة؟ أولاً وأخيراً أنطلق من محبة الجمهور لي. وبكل ثقة أقول بأني أمتلك الصوت الجميل، وكذلك الشكل الجميل. كما أني على ثقة بذاتي وبقدراتي. تمكنت من غناء كافة الألوان دون أية مشكلة. غنيت الكلاسيك، اللبناني، البدوي، المصري ونجحت فيها جميعها لأن صوتي مطواع جداً. وهذه ليست شهادتي بحق نفسي فقط بل شهادةُ من لهم خبرة وباع طويل في الفن. كذلك هي شهادة نلتها من العديد من الشعراء والملحنين والموزعين الموسيقيين. متى ستغنين اللون الخليجي؟ لقد غنيته وهو موجود في الأسطوانة الجديدة التي انتهيت من إعدادها كاملة وأنا بإنتظار الوقت المناسب كي أنزلها إلى الأسواق. ما هي الإضافة التي طرأت على مسيرتك الفنية بعد أسطوانة 'في شوق'؟ لا شك حدث إختلاف ملحوظ. صرت في بحث عن كلمة أجمل وأكثر رسوخاً. بات ضرورياً أن تكون لي صورتي التي يجب أن أحافظ عليها ولا أخرج من إطارها. ما هي الصورة التي ترغبين بالحفاظ عليها؟ وما هو الإطار الذي أنت داخله؟ بالتأكيد الصورة التي يجب أن أحافظ عليها هي تلك التي منحني إياها الجمهور بأني الفتاة التي تغني بشكل جميل. كما أني الفنانة التي تقدم صورة جميلة على المسرح، والمغنية التي تؤدي بإحساس وتتمايل على إيقاع الموسيقى التي ترافقها. إحترفت في سنة 2007 فماذا علمتك تجربة السنوات الأربع؟ علمتني أن أثق أكثر بذاتي. أن أعمل على نقاط ضعفي بحيث تصبح نقاط قوة. كما علمتني التعامل بقوة وبمزيد من تثبيت الخطوات حيال الشائعات التي تطالني بشكل دائم.تعلمت النظر إلى الأمام وبالصويب على الهدف الذي رسمته لنفسي وهو تحقيق النجاحات المتتالية والسعي للنجومية الدائمة. ما هي الشائعات التي تزعجك؟ منذ مدة ونفر من الصحفيين يصر على سؤال من يلتقيهم عن ليال عبود، وفي الوقت نفسه يصرون على الوصول إلى الإجابة نفسها وهي 'ليال عبود ليست مطربة بل مؤدية'. من الطبيعي أن أؤدي الأصالة في زمن خلى من الأصالة، وفي زمن صار الفن الجميل لدى البعض موضة قديمة. من هم المتضررون من وجود ليال عبود في الفن؟ المتضررون كثر وهم يتمثلون بكل فنانة تشعر أن ليال عبود تمتلك الصوت الجميل وأنها قادرة على منافستها في ساحة الفن. هل يزعجك أن يقال عنك فنانة إغراء؟ طبعاً يزعجني. فلست فنانة إغراء. قد أكون الفتاة 'الغنوجة' الدلوعة، إنما لست فنانة إغراء. من هنّ فنانات الإغراء والإثارة؟ لست أنا من يسميهنّ هن مخولات بالتدليل على ذاتهنّ. هل يرفض الجمهور الفنانة التي لا ترقص ولا تتدلل على المسرح؟ الدلال والرقص والدلع هو المطلوب حالياً في ساحة الفن. وهو ليس من إختراع الحاضر. هو مطلوب وموجود من أيام سعاد حسني وشاديا. كانت المسارح والسينما حينها تتضمن لوحات استعراضية. لم يكن الفيديو كليب موجوداً كحالة مستقلة، لكنه كان موجوداً من ضمن فيلم السينما الغنائي الاستعراضي أو غيره من نمط الأفلام التي كانت تتضمن غناء. كيف تعملين لتحقيق أهدافك؟ أعمل بداية على اختيار الأغنيات الجميلة التي تحمل رسالة اجتماعية. كذلك اللحن الذي يدخل إلى القلوب دون تكلف. ولا أنسى التوزيع، ومن ثم مهمتي في الأداء الصحيح النابع من إحساس جميل وصادق. وأهم ما يجب أن يتحلى به الفنان هو التواضع والبساطة، والحفاظ على القدمين راسختين على الأرض. أسوأ ما في الفن أن يتكبر الفنان على جمهوره الذي وثق به وأعطاه الحب والتقدير. ومن أهدافي أن أبقى نجمة في السماء وفي الوقت نفسه نجمة لجمهوري على الأرض. هل من السهل على الفنان أن يضع خطة مرحلية لعمله؟ هذا متاح لدى التعاون مع فريق عمل يتناغم جميعه للوصول إلى الهدف نفسه. كل فنان يحتاج للسير وفق خطة مرحلية قصيرة الأمد نظراً للأوضاع السائدة في لبنان والمنطقة العربية. لماذا غالباً ألحانك من ريتشارد نجم؟ هو أستاذي في الفوكاليز والسولفيج ويعرف خصوصية صوتي. وهو على الدوام يعطني الأغنيات الكلاسيكية التي تبهرني. هل ستغنين يوماً من أشعارك التي تكتبينها؟ أكيد، وكذلك من ألحاني، وفي الأسطوانة التي أعددتها أغنيتان من كلماتي وألحاني. القدس العربي