الفلوجة (العراق) (رويترز) - أحرق عراقيون أعلاما أمريكية ورفعوا لافتات في شوراع الفلوجة بغرب العراق احتفالا بانسحاب القوات الامريكية من المدينة التي كانت يوما معقلا لتنظيم القاعدة وشهدت بعضا من أكثر المعارك ضراوة في الحرب العراقية. وخرج زهاء 3000 شخص الى شوارع المدينة التي يغلب السنة على سكانها حاملين أعلاما عراقية ولافتات كتب عليها "الفلوجة مدينة المقاومة" وصورا لبعض الاهالي الذين قتلتهم القوات الامريكية بعد الغزو الذي قادته الولايات التحدة عام 2003. وأحرق بعض المحتشدين أعلاما أمريكية خلال احتفالهم بانسحاب القوات الامريكية. وقال ضابي العرسان نائب محافظ الانبار للمحتشدين ان الاحتفالات تأتي في يوم تاريخي للفلوجة ودعاهم أن يتذكروا بفخر كل الذين ضحوا بدمائهم من أجل المدينة. والفلوجة مدينة رئيسية بمحافظة الانبار الصحراوية في غرب العراق وكانت قاعدة لمقاتلين عراقيين بعد الغزو وشهدت حملتين عسكريتين كبيرتين في عام 2004 استخدمت القوات الامريكية خلالهما دبابات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر لسحق تمرد هناك. وقتل مئات العراقيين في القتال بالفلوجة واضطر الاف اخرون للنزوح من ديارهم. وقال سائق سيارة أجرة يدعى أحمد جاسم (30 عاما) بينما كان يلوح بعلم العراق "أنا سعيد برحيل الامريكيين من العراق. الان فقط نستطيع أن نشعر بطعم الحرية والاستقلال." وأضاف "لن نرى جنودا أمريكيين بعد الان. انهم يذكروننا بالحرب والدمار." وبعد قرابة تسعة أعوام من الغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين تعتزم واشنطن انهاء وجودها العسكري في العراق وسحب قواتها الباقية التي يبلغ قوامها 5500 فرد قبل 31 ديسمبر كانون الاول. ولن يبقى في العراق سوي مجموعة صغيرة من المدربين المدنيين وأقل من 200 عسكري أمريكي. وينتظر كثير من العراقيين الانسحاب الامريكي بصبر نافد ويأملون في مستقبل أفضل رغم مخاوف من عودة توتر طائفي يغلي تحت السلطح في وقت يسعى فيه العراق لانهاء سنوات الحرب وأعمال العنف. وتراجعت أعمال العنف بوجه عام في العراق الى حد بعيد مقارنة بأيام المذابح الطائفية في عامي 2006 و2007 لكن هجمات التفجير والقتل ما زالت مستمرة. ودعا شيخ سني يدعى حميد جادو المحتشدين في شوارع الفلوجة الى توحيد الصف في العراق ونبذ الخلافات بعد انسحاب القوات الامريكية وقال ان كل من يقول هذا عراقي سني أو شيعي أو كردي أو تركماني انما يسنخدم كلمات جلبها المحتل