سمعت بأذني الموسيقار الكبير الراحل 'بليغ حمدي' وهو يصف صوت 'علي شبانة' بأن الأيام القادمة من حياة 'شبانة' ستشهد صعوبة في الحصول عليه من كثرة العمل والغناء في الحفلات والاستعداد لها، رحل بليغ بعد أن قال كلمته هذه بشهور قليلة، ولم يكن يدري رغم أن أزمة الغناء قد بدأت فعلا في هذا التوقيت أن الحال سيتغير بمصر، ولن يظهر على سطح الغناء إلا 'المتعفن'، ويواصل علي شبانة الجهاد في سبيل الغناء الذي بدأه بلحنين من ألحان بليغ حمدي اللحن الأول هو 'مع مين هكمل مشواري' والثاني 'ودعيني' ولكنهما لم ينفذا حتى الآن، رغم احتفاظ 'شبانة' بتسجيل بليغ صوته للحنين، وحصوله على حق الغناء رسمياً للحنين موقعاً بإمضاء 'بليغ حمدي' الذي كان يود أن يغنيهما 'شبانة' في حفلات أضواء المدينة بعد أن يقدمه 'بليغ' على المسرح للجمهور. يقول 'شبانة' كانت بدايتي مع مشوار الغناء بقريتنا وأنا طفل صغير، وبالطبع القرية هي 'الحلوات'، مسقط رأس 'عبدالحليم حافظ' فهو ابن عمي، حفظت من القرآن الكريم على الشيخ 'محمد أبو العمايم' صاحب الصوت الجميمل الذي كان يصطحبني معه في الموالد في البلاد المجاورة لقريتنا مقابل تناول العشاء مع الشيخ، ثم توالى المشوار فتعلمت العزف على العود من أحد شباب القرية وكان ابن عمي المطرب 'إسماعيل شبانة' شقيق عبدالحليم حافظ يشجعني ويوجهني باستمرار وفي ذات الوقت واصلت المشوار مع التعليم فالتحقت بكلية الهندسة جامعة حلوان، وكان لزاماً علي وقتها الانتقال للقاهرة، وبجانب دراستي الجامعية التحقت بالمعهد العالي للموسيقى العربية قسم الدراسات الحرة وحصلت على 'البكالوريوس'. ويسرد 'شبانة' حادثة غريبة 'للقدس العربي'، فقد تعرض في الطريقا لعام للاختطاف على يد مجهولين ولم يكونوا يعرفونه، لكنه حين ذكر لهم أنه 'علي شبانة' فسأله أحدهم هل أنت قريب الصلة بالمطرب 'عبدالحليم حافظ' فأجاب، 'هو ابن عمي' فتركه قطاع الطريق شريطة ان يغني لهم شيئاً لعبدالحليم حافظ ففعل، فأطلقوا سراحه فيدين 'شبانة' لعبدالحليم الذي تأثر به كمطرب وابن عمه في وقت واحد، وكذلك يدين له بأنه كان السبب في نجاته من قطاع الطرق. يستاء 'شبانة' شأن كل مطرب جاد من حال الغناء الذي تردى الى درجة لا تحمل معها إلا القليل من الأمل الذي يتصوره 'شبانة' في بعض الأحيان أنه توهم من كثرة الليل الكئيب والصمت المديد اللذان طالا في انتظار فرج قريب لبزوغ شمس الغناء الجاد، لكن الليل والصمت لا يزالان سيد الموقف الغنائي، ولا مخرج. ويعلل 'شبانة' السبب وراء هذا التردي الى إعلام النظام السابق الي أفسح المجال لكل عديمي الموهبة وصاحبات الأجساد المثيرة وأبعد المواهب الحقيقية لينتظروا الموت انتظارا جميلا، فقبض بعضهم متأثرا بحال الغناء الذي يصعب على الكافر، بينما من انتظر منهم في الحياة انتظر انتظارا كئيباً، ليشهد في آخر حياته قبحاً وصعوبة في الوصول الى الناس، على الرغم ان الظروف الصعبة طبيعي ان تكون في بداية العمر لا في آخره، لكن في ظل النظام السابق سار الغناء بالعكس. ويصبو 'شبانة' بعد الربيع العربي أن تعود الأمور لنصابها فلا يغني إلا أصحاب المواهب ولا يتصدر للتلحين إلا من يملك ناصيته ويهيب بالحكومة القادمة والبرلمان القادم أن يعيدا تنقية سماء الأغنية من سوادها الكثيف. وكالات