صلاح الدين عووضه ❊ يا سبحان لله.... ❊ أنظروا إلى التزامن العجيب هذا بين فعلين ذوي صلة بالفساد.. ❊ أحدهما مسرحُه دولة لا تدين رسمياً بدين الاسلام نفسه دعك من أن ترفع شعاراته. ❊ والثاني مسرحُه دولتنا هذه التي شعارات حكامها (هي لله!!) و (المجتمع القرآني!!) و (ما لدنيا قد عملنا!!).. ❊ ففي الوقت الذي حُكم فيه على الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بالسجن عامين بتهمة (المجاملة في توظيف وهمي) كان أحد ولاة الإنقاذ (المجاهدين!!) يصيغ بياناً يبريء فيه نفسه من تهمة الفساد.. ❊ أو بالأحرى؛ يبارك تدبيج الناطق الرسمي باسم حكومته للبيان هذا.. ❊ فلو لم يكن البيان المذكور قد صِيغ بعلم من الوالي لما نُشر كإعلان في الصفحة الأولى ب (الشيء الفلاني).. ❊ وما جعل البيان المذكور يخلو من الإستشهاد بالآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ....) على غير عادة المدافعين عن أنفسهم في هذا الزمان هو أن (نبأ!!) الإتهام (جاء!!) به المراجع العام ولم تأت به صحيفتنا هذه التي أشار إليها بيان حكومة الوالي (المجاهد!!).. ❊ والوالي المجاهد هذا للعلم هو والي الجزيرة الزبير بشير طه.. ❊ وهو إنما سُميَّ (مجاهداً) لأنه كان ذا سبق في مجال (المدافعة) عن التمكين الإنقاذي.. ❊ وفضلاً عن ذلك فهو يوصف بالتقوى والزهد والورع.. ❊ ولكن عبدالله بن عباس كان كذلك وأكثر حين حامت حوله شبهات وهو أمين بيت مال المسلمين. ❊ ولم يقل أمير المؤمنين عليٌّ آنذاك أن (حَبِر الأمة!!) هذا هو فوق الشبهات وإنما طالبه بتبرئة ذمته من تهمة الإعتداء على (المال العام!!).. ❊ والإنقاذ المقتدية بالسلف الصالح أولئك حسبما تقول لم نسمع عنها (أبداً!!) شروعاً في محاسبة من ترد أسماؤهم، أو وزاراتهم، أو وحداتهم في تقارير المراجع العام.. ❊ بل هي تشرع عوضاً عن ذلك في الدفاع عن نفسها، وقادتها، ومنسوبيها في وجه أية إتهامات بالفساد مطالبةً بالبيِّنات والأدلة والبراهين.. ❊ وهل كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب محتاجاً لبيِّنات وهو يرى (أثر النعمة!!) على أحد ولاته ليقول من ثم قولته المأثورة: (أبت الدراهم إلا أن تطل برأسها)؟!!. ❊ فكم من (عمارات!) و (سرايات!!) و (مكتنزات!!) و (آثار نعمة!!) تطل برؤوسها الآن ولا أحد من دعاة (المجتمع القرآني!!) يسأل أصحابها: (من أين لكم هذا؟!).. ❊ وهذا (الإجماع السكوتي!!) تجاه الذي يحدث يكاد يدفع بالشعب إلى أن يشير بأصابع الإتهام نحو قادة الإنقاذ أجمعين دون أن يستثنى منهم أحداً.. ❊ فهو صمت (مُحيِّر!!) لم يحدث مثله خلال حقب البلاد السياسية كافة.. ❊ ثم إن هذه الحقبة (بالذات) التي يستشرى فيها الفساد هي الأعلى صوتاً في التباهي برفع شعارات الدين من بين نظيراتها السابقات كافة.. ❊ فهل هو السقوط في إمتحان مغالبة شهوات السلطة كما يقول الترابي لمن كانوا قبل التمكين من (المغمورين!!)؟!.. ❊ والوالي (المجاهد!!) هذا إذ يشير إليه تقرير المراجع العام في إطار رصده للفساد بولايته فإننا لا نتهمه بشيء وإنما نطرح عليه تساؤلات تتسق مع صفة (المجاهد!!) هذه.. ❊ فلماذا لم يسارع الوالي (الزاهد) (العابد) (المجاهد) هذا مثلاً إلى المطالبة بإجراء تحقيق معه لإثبات براءته بمثلما كان يفعل (السلف الصالح!!)؟! ❊ ولماذا انتظر حتى تبرز الصحف تقرير المراجع المشار إليه لتنشر حكومته من ثم بياناً توضيحياً مدفوعاً أجره من (المال العام!!)؟!.. ❊ ثم هذا (المسؤول) الذي يقول البيان إنه (أخفى نفسه تماماً)؛ هل فُتح بلاغ ضده وعجزت الشرطة عن العثور عليه (تماماً!!)؟!.. ❊ وبإفتراض أن ذلك قد حدث أي فَتحُ البلاغ فهل تم تعميم نشر نيابي ب(صورته!!) أسوة بالذين تُنشر صورهم في مثل الحالات هذه؟!.. ❊ ولماذا لم تُملِّك حكومة الوالي (المجاهد!!) المراجع العام هذه الحقائق الواردة في البيان قبل نشره التقرير الذي يشير بأصابع الإتهام نحو (كبيرها!!)؟!.. ❊ ثم بالمناسبة... ❊ ماذا حدث ل (مسؤول) آخر بالولاية ذاتها سبق أن ضُبط مع فتاتين بأحد فنادق عاصمة الجزيرة وكتبنا حينها كلمة بعنوان (فتاتان لا واحدة يا مفتري؟!)؟!.. ❊ هل أخفى نفسه (هو الآخر) (تماماً!!) تاركاً الفتاتين ليُقام عليهما الحد (جلداً!!)؟!.. ❊ إننا لا نتهمك بشيء يا والي الجزيرة (المجاهد).. ❊ فقط أردنا أن نعقد مقارنة بين خبرين متعلقين بقضايا فساد تزامن نشرهما في يوم واحد.. ❊ أحدهما وهو إعلان مدفوع الأجر يشير إلى تبرئة الوالي وإدانة آخر هو (فصِّ ملح وذاب!!).. ❊ والثاني يشير إلى صدور حكم ب(حبس!!) رئيس فرنسا السابق جاك شيراك.. ❊ والأول يتحدث عن فساد في (دولة الشريعة!!).. ❊ أما الثاني فيتحدث عن فساد في دولة لم يقل حكامها يوماً: (هي لله!!).. ❊ ويا سبحان الله..!!!!! صلاح الدين عووضه [email protected]