القاهرة - إلتقى المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر محمد بديع، في مقر الجماعة في القاهرة، الإثنين، رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة إسماعيل هنية. وقالت مصادر بالجماعة لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال" عبر الهاتف، إن "اللقاء كان ودّياً حيث عبَّر هنية عن سعادته بفوز التيار الإسلامي بغالبية مقاعد مجلس الشعب المصري". وأضافت المصادر أن بديع أكد، خلال كلمة ألقاها عقب لقائه هنية، أن حركة حماس تُمثِّل نموذجاً يثير الإعجاب "فقد عرَّفت العالم كيف تكون القيادة الرشيدة". وتابع بديع أن حركة حماس قدمت نموذجاً يثير الإعجاب في أثناء صفقة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وكذلك أثناء الصلح مع حركة فتح "التي عطَّلها النظام السابق لسنوات". وقال المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" إن "الإنسان يسعد عندما يرى رئيس وزراء مثل إسماعيل هنية يصلي بالمواطنين ويتهجد بهم في الليل، وكذلك يسعد عندما يرى الوزراء حوله أهل بذل وعطاء ولا يجد بينهم من ينهب أو يسرق"!!. من جهته، وصف هنية حركة حماس بأنها "حركة جهادية فلسطينية الوجه للإخوان المسلمين"، معتبراً أن "من يرى المشهد الآن في مقر الإخوان المسلمين سيدرك أنه أثار الإرتباك والفزع في قلب إسرائيل". وأضاف هنية أن "وجودنا مع الإخوان يهدد الكيان الإسرائيلي، لأن إسرائيل الآن تسعى للحفاظ على وجودها أكثر من توسعها"، متهماً النظام المصري السابق ورئيسه حسني مبارك بأنه "كان جزءاً من 3 محاور لفرض الحصار على غزة، وهو محور إقتصادي ومحور عسكري، بالإضافة الى محور مبارك وأعوانه". ورأى رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة أن "استقلال حماس بغزة كان بمثابة البداية لثورات الربيع العربي"، لافتاً إلى أنه "جاء اليوم الى إخوانه في مصر لينقل لهم الوضع فى غزة ويطلب مساندتهم". وكان هنية قد بدأ الأحد، زيارة إلى القاهرة في مستهل جولة عربية تشمل كذلك السودان وتونس. وعقد هنية سلسلة من اللقاءات مع نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" خيرت الشاطر، ومدير جهاز الإستخبارات العامة المسؤول عن الملف الفلسطيني، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي "إن رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة إسماعيل هنية يركِّز خلال لقاءاته في القاهرة على 3 ملفات رئيسية هي قضية القدس والتحذير من إستمرار الإستيطان الإسرائيلي بها، وتفعيل المصالحة الفلسطينية التي تم التوصل إليها برعاية مصرية، وقضية إعادة إعمار قطاع غزة في ظل تعهدات عربية بتقديم 5 مليارات دولار لإعادة إعماره، لم يصل منها أي شيئ حتى الآن". الا ان متابعين يرون ان جولة هنية محاولة اخيرة للبحث عن مقر لحماس غير دمشق بعد ان ضاقت العاصمة السورية على الحركة الفلسطينية. يمهد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، لنقل مقرات حركة المقاومة الاسلامية حماس من العاصمة السورية دمشق الى الدوحة، اثر تصاعد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وأعلن هنية، الأحد، عزمه على زيارة دولة قطر دون تحديد موعد ذلك، الا ان التوقعات تشير ان قطر ستكون ضمن جولته الحالية بعد تونس والسودان. وقال مكتب هنية، إن الأخير، هاتف أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهنأه بالعيد الوطني لدولة قطر، وأكد عزمه زيارة دولة قطر دون تحديد موعد لذلك. وأشاد هنية بدور قطر في "دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرات على غزة، وأدائها المتنامي في كل المجالات المحلية والعربية والدولية، وأثر ذلك على دعم الربيع العربي". وجرى خلال الاتصال "الحديث بشأن إعادة إعمار غزة وزيارة الأمير القطري لها، حيث كان مرحباً بذلك ووعد بالعمل من اجل إتمام الزيارة". وسبق وان امرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسحب كامل طاقمها تقريباً من مقرّها في العاصمة السورية دمشق، بسبب ضغوط فرضتها عليها تركيا وقطر. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول في حماس أفادت أنه انتقل من دمشق إلى غزة، قوله إن 90% من طاقمها سينتشرون في مدن بالمنطقة، ولن يبقى إلا عدد ضئيل في دمشق. وأشار إلى أن حركة حماس كانت في الأشهر الأخيرة تتخلص من أصولها في سوريا من ضمنها الاستثمارات في مجال الأعمال والعقارات والإيداعات المصرفية. وأضاف أنه بعد أن فرضت الجامعة العربية عقوبات على سوريا "حثتنا قطر وتركيا على مغادرة دمشق فوراً"، تابع "قالوا، أليس لديكم أي خجل؟ هذا يكفي، يجب أن تغادروا". وقال المسؤول إن الحركة ستقيم مقرات جديدة في القاهرة وقطر.