القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قرنق .. حين تكتمل الصورة..جوانب خفية من حياة قائد «الشعبية»..مواطنون من الجنوب يحيون ذكرى رحيل جون قرنق - شاهد فيديو لقرنق يتحدث مع بعض الأسرى ورؤيته لتوحيد السودان-.
نشر في الراكوبة يوم 30 - 07 - 2010

(AFP) – جوبا (السودان) (ا ف ب) - شارك الالاف من ابناء جنوب السودان الجمعة في شوارع جوبا العاصمة الاقليمية، في احياء الذكرى الخامسة لمصرع الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية جون قرنق قبل ستة اشهر من الاستفتاء الحاسم حول استقلال هذه المنطقة.
وتوجه حشد كبير الى ضريح جون قرنغ دي ماريبور الذي قضى في الثلاثين في تموز/يوليو 2005 في تحطم مروحيته لدى عودته من زيارة رسمية في اوغندا، وذلك بعد اشهر قليلة من توقيع اتفاق السلام الشامل الذي انهى 22 سنة من الحرب الاهلية بين شمال وجنوب السودان.
ويعتبر جون قرنق الذي كان يناضل من اجل "سودان جديد" علماني ديموقراطي ذي سلطة غير مركزية، الزعيم التاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان. وقد اثارت وفاة رئيس منطقة الحكم الذاتي في جنوب السودان ونائب الرئيس السوداني حينها اضطرابات في العاصمة الخرطوم ادت الى سقوط قتلى.
وتحولت ذكرى غياب جون قرنق في جنوب السودان الى "يوم الشهداء" تكريما لابناء جنوب السودان الذين سقطوا خلال حرب اهلية خلفت مليوني قتيل من 1983 الى 2005.
وقال المواطن بيونغ دينغ بيونغ المشارك في المسيرة "انهم سقطوا من اجل الدفاع عني وسادافع عن القضية التي سقطوا من اجلها ومن اجل حرية جميع ابناء الجنوب".
كذلك، قالت غلوريا ويندي وهي تنظر الى المسيرة في شوارع جوبا حيث يبدي العديد من الاشخاص صراحة دعمهم الاستقلال "لقد عانينا كثيرا خلال تلك الحرب. وفقدنا نحن النساء ازواجنا وآباءنا واخوتنا".
وسيصوت ابناء جنوب السودان في كانون الثاني/يناير المقبل في اطار استفتاء حول وضع منطقتهم ما قد يؤدي الى انقسام السودان، اكبر بلدان افريقيا. ويعتبر هذا الاستفتاء ابرز بند في اتفاق السلام المبرم سنة 2005 بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير.
جوانب خفية من حياة قائد «الشعبية»
حرص على لقاء المنتخبات الوطنية وخاض ضد الانفصاليين معارك فكرية
الخرطوم - نادية محمد علي
في ذكرى رحيل د. جون قرنق التي توافق اليوم التقت «الاهرام اليوم» بواحدة من اكثر المقربين اليه في حياته وهي الاستاذة إخلاص وداعة الله الأمين العام لمنظمة جون قرنق للتنمية ورعاية الايتام لتكشف بعض جوانب حياته وافكاره التي اوصلته لتوقيع الاتفاق التاريخي الذي اوقف الحرب في الجنوب، تقول اخلاص.. الراحل كان اخاً وقائداً محبوباً وعرف عنه بساطته وطيب معشره وسط جيرانه في الحاج يوسف وزملائه في وزارة الزراعة والكلية الحربية وكضابط في الجيش عرف عنه عمله وجهده لحل مشاكل زملائه بغض النظر عن انتماءاتهم كانت «النكتة» المليئة بالحكمة هي وسيلته لحل الازمات ومعروف انه كان يوصى جيرانه برعاية اسرته حين يسافر خارج الخرطوم . كان الراحل يؤمن ان التنوع الذي نعيشه مدعاة لإيجاد دولة قوية قادرة على قيادة افريقيا وكان يردد علينا في لقاءاته «اذا كانت الولايات المتحدة اسسها أناس ليس لهم جذور فنحن لدينا اصول وقبائل ننتمي لها واذا ادرنا التنوع بذكاء فسنكون قادة افريقيا».
وتأثير الراحل على توجهات الحركة كان واضحاً فقد سبقه آخرون الى «الغابة» ولكنه نجح في تغيير رؤية الحركة الى الوحدوية واقناع الانفصاليين بذلك وخاض معارك عديدة «فكرياً» من اجل الوحدة، وطيلة «21» عاماً من عمر الحركة لم يتم تدويل قضية الجنوب لأنه كان وطنيا ولم يقبل وساطة غير افريقية ولم يسع لامتلاك جنسية غير السودانية طيلة حياته وعرف عنه حرصه على ملاقاة الفريق القومي السوداني في مبارياته الخارجية في اديس -القاهرة - كينيا- وغيرها والتقاط الصور معه وعندما استقبل مواطنيه في رمبيك بعد توقيع الاتفاقية ردد لهم بلغة الدينكا «الآن لدينا سودان واحد».
الاهرام اليوم
قرنق .. حين تكتمل الصورة
تقرير: التقي محمد عثمان: تقول الأديبة والشاعرة الحضرمية أبكار السقاف ان الانسان لا ينال صورته النهائية حتى تضمه الأبدية الى ذاتها، والآن وقد ضمت الأبدية الى ذاتها قائد الحركة الشعبية وزعيمها الأشهر الدكتور جون قرنق دي مابيو منذ خمس سنوات تبدو صورته ظاهرة للعيان وبادية للبصائر بما لا يقاس مع كثيرين قدموا اطروحاتهم الفكرية والسياسية في تاريخ السودان على امتداد العصور، بما يجعله محطة يصعب تجاوزها خصوصا وان تداعيات ما سطره في اتفاقية السلام الشامل ما تزال توالي تفاعلها مع الواقع اليومي لحظة بلحظة وتصنع مستقبل السودان وتشكله وفقا لمشئتها شاء من شاء ورفض من رفض.
والحال هذا، تصبح الاطلالة على عالم الدكتور جون قرنق بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيله واجبة على معظم المشتغلين والمنشغلين بوطنهم السودان، الوطن الذي كان حقل عمل الرجل ومرتع نظراته واعماله، وابرز ما اشتمل عليه طرحه النظري هو مشروع السودان الجديد، بمظهره العملي الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي قاد الى توقيع اتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير 2005م التاريخ الذي فتح فجره بحسب عبارة الشاعر كمال الجزولي نوافذ شعبنا على شموس فرح لم تعانقها عيونه منذ أزمنة بعيدة.
رؤية السودان الجديد التي قدمها الدكتور جون قرنق ترتكز كما يلخصها عبد الرحمن العاجب على تحليل علمي للاوضاع وتستند على تقويم متماسك لها في واقع السودان التاريخي والمعاصر حيث شدد فيها على ضرورة تأسيس السودان الجديد على الواقع وليس على الخيار ووحدة جديدة تقوم على واقعين الواقع التاريخي او التنوع التاريخي والواقع الثاني اطلق عليه التنوع المعاصر او الواقع المعاصر وينوه في طرحه لضرورة الرجوع الى الماضي لادراك الحاضر وتمهيد الطريق الى المستقبل وضرورة الاهتمام بتاريخ السودان القديم والممالك التي نشأت في السابق وهذا هو ما اطلق عليه التنوع التاريخي وتطرق قرنق في رؤيته للسودان الجديد لشكل ثانٍ للتنوع وهو ما اسماه (التنوع المعاصر) حيث يتكون السودان من قوميات متعددة ومجموعات اثنية متعددة وتوجد به اكثر من 500 مجموعة تتحدث اكثر من 100 لغة مختلفة مشيراً لوجود اديان مختلفة بالسودان، فهناك المسلمون والمسيحيون واصحاب كريم المعتقدات الافريقية واديان مختلفة كلها متعايشة منذ زمن بعيد وهى الاسلام والمسيحية والديانات الافريقية التقليدية وهذا هو التنوع المعاصر (قوميا) واثنيا وثقافيا ودينيا ويشكل جزءا من السودانيين، وتعتبر تلك الرؤية أن التحدي الذي يواجه السودان هو صهره لجميع عناصر التنوع التاريخي والمعاصر لإنشاء امة سودانية واستحداث رابطة قومية تتجاوز تلك (المحليات) والاستفادة منها دون نفي اي من هذه المكونات حيث أن وحدة السودان يجب ان تأخذ هذين المكونين لتطوير الرابطة الاجتماعية السياسية وتستند على التنوع التاريخي والمعاصر للشعور بأنها تضم جميع السودانيين ويفخر الجميع بالانضمام اليها والدفاع عنها وحدة تشمل جميع السودانيين بغض النظر عن العرق والقبيلة والدين.
وتنتقد رؤية قرنق ل(السودان الجديد) كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان منذ عام1956م بسبب اقامتها لوحدة البلاد وتنميتها على اسس ضيقة وعلى تعريف منقوص للسودان استبعد حقائق اساسية عن واقع بلادنا وهذا الاستبعاد هو الذي تسبب في الحالة التي وصلت لها البلاد وتصاعد وتنامي ازماتها، ويعتبر أن الخطأ الذي ارتكب في السابق كان تقييد وحصر تلك المكونات مما افضي الى تشويه واعاقة نمو السودان الطبيعي مشيراً للحاجة الماسة لتمكين تلك الوحدة حتي تصبح دولة عظيمة وشعبا عظيما وحضارة وحضارة عظيمة وتتواصل مع الحضارات الاخرى ومع الشعوب الاخرى وخصوصا شعوب وادي النيل التي تجمعنا روابط تاريخية منذ الازل، ويضيف أن الرغبة في بناء سودان ومجتمع عظيم يستوجب تفكيرا جديدا حيث لا يمكن الاستمرار في التفكير بذات الاسلوب القديم، فالسودان القديم القائم على الظلم وعدم العدالة وعلى الاستعباد هو الذي افرز الازمة الراهنة واقامة وحدة السودان على اسس ومكونات محدودة هي التي اوقعتنا في الازمات.
وفيما يتصل بعلاقة الدين بالدولة تشير رؤية السودان الجديد إلى ان اي مجتمع يقوم على مكونات مبتسرة لايمكنه ان يصمد او يعيش طويلا هذا ما ينبئ به تاريخ البشرية فالمجتمع المفتوح والذي يضم ويستوعب مواطنيه هو القابل للحياة والنمو والقادر على التكيف بسهولة وعلى ان يستمد اسباب القوة لاستمراريته وبقائه وهنالك اشياء صغيرة تفرق بين السودانيين اشياء ليس من الصعب ان نجد لها حلولا ويمكن معالجة الامور الكبيرة فقضية العلاقة بين الدين والدولة والتي افضت الى شروخ في نسيج المجتمع السوداني في ظل ما تتميز به من تنوع لايجوز ان يكون للدولة دين ولايمكن ان نتوحد على هذا النهج فليس كل السودانيين بمسلمين وظل قرنق يؤكد دوماً بانهم ليسوا ضد الاسلام ولايمكن ان نكون ضد الاسلام اذا كانوا يقفون مع وحدة السودان والتي يشكل المسلمون غالبية سكانها فمن غير الممكن باي حال من الاحوال ان نضمر مشاعر ضد الاسلام لان ذلك يعني ايذاء اهله وهم الغالبية، ودعا لتجنب الامور التي تفرق بين السودانيين لانهم بصدد بناء امة ولايمكن ان نخلق امة تقوم على التهافت بالتفرق بين الناس، وهذا الامر يعالج بأن يكون الدين على مجال الفرد امرا خاصا فهو معتقد وهو شئ روحاني ففي بلد متعدد الاديان يجب اتاحة الحرية الكاملة لكل الاديان بخلق سودان يقوم على حقائق الواقع الملموس والتنوع التاريخي والمعاصر باعتباره الطريق الى الامام لمستقبل بلادنا ويدعو الى بناء دولة قومية ويقول ان الامم تتكون نتيجة للتحركات التاريخية للبشر فالناس يتحركون ويتنقلون لاسباب متعددة ويتحركون هربا من الاضطهاد الديني وقال ان الحياة يجب ان تستمر وتتفاعل هذه المجموعات البشرية في المجال الاقتصادي وفي المجال الاجتماعي وفي المجال السياسي وفي المجال الروحي وبمرور الوقت تنشأ رابطة اجتماعية وسياسية بينهم لها خصوصياتها
ووجد طرح السودان الجديد مناصرين كثر كما وجد أعداء كثر، الا ان الجميع متفقين على انه مشروع تغيير ايا كان موقفهم من هذا التغيير، ويؤكد القيادي بالحركة الشعبية ووزير رئاسة مجلس الوزراء ان مشروع السودان الجديد هو المشروع الوحيد المهم لكل السودان، لأنه مشروع سياسي من الممكن أن يحقق الوحدة حتى لو انفصل الجنوب، ويقول بيونق في حوار مع صحيفة الأخبار الاسبوع الماضي انه المشروع الوحيد الذي دخل قلوب الناس هو مشروع السودان الجديد، وحتى لو انفصل الجنوب فمشروع السودان الجديد سيظل باقيا.
ومن ابرز الانتقادات التي وجهت للمشروع وصاحبه تلك التي كان قال بها المفكر الراحل الدكتور محمد ابو القاسم حاج حمد في حوارية مع الدكتور منصور خالد على صفحات صحيفة الصحافة ابان مفاوضات نيفاشا حين اشار الى ان المشكلة في أن الدكتور قرنق إذ يطرح برنامجاً وحدوياً وديمقراطياً وعلمانياً لسودان جديد، فإنه لا يخاطب قط القوى الاجتماعية الحديثة في (كل) السودان والمعنية بهذه الطروحات حول (سودان جديد) بحكم تطورها، وأن الدكتور قرنق (يؤشر يسارا ويذهب يميناً) إذ ينطلق من قاعدته القبلية ويترسم في نهجه ممارسات غير ديمقراطية تجاه النخب الجنوبية نفسها، ويقول حاج حمد ان الدكتور قرنق اتخذ من (الدينكا) قاعدة لبرنامجه تحت مسمى (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ولم يستطع أن يمتد بخطابه هذا حتى للنخب من أبناء القبائل الأخرى، ثم يوظف قرنق (واجهات شمالية) ليؤكد على (وحدويته) كغطاء لمواجهته مع الآخرين من (نخب الجنوب) الذين يدمغهم بالانفصالية.
ومع ذلك فان من الثابت ايضا ان قرنق ظل يرعى مشروعه ويستقطب له المؤيدين بالحجة والاقناع ففي حوار معه عقد بمنزل السفير السوداني بالعاصمة القطرية الدوحة قبل يومين قال لوال دينق: كنت شخصياً انفصالياً، ولكن بحكم علاقتى الوثيقة بالمرحوم جون قرنق لعدة سنوات استطاع إقناعى ومجموعة كبيرة من المثقفين الجنوبيين على خيار السودان الجديد الذى كان قرنق يدعو له.. وكان يرى ان الوحدة يجب ان تبنى على اسس جديده قائمة على المواطنة وعدم ربط السياسة بالدين، وان الترشيح للوظائف العليا فى الدولة وفقا للدستور الانتقالى يجب ان يرتكز على المواطنة وليس على الدين...
وبالطبع فان غياب الدكتور جون قرنق مثل خسارة فادحة للمشروع وللحركة التي بناها وسهر عليها، خصوصا وانه كان يعتمد على قوة دفعه الذاتية في التنظير للمشروع والدفاع عنه بما جعل الحركة تدفع فاتورة المفكر الوحيد بعد رحيله، ولكن الدكتور الواثق كمير لا يقر بهذه الفرضية ويقول ان المشكلة ليست في غياب المفكرين، بل في تخلي قيادة الحركة، أو بعض قادتها، عن الفكر والرؤية الواضحة التي خلفها قرنق بعد رحيله، ويقول في حوار معه الاسبوع الماضي ان قرنق لم يترك مالا أو ثروة، (إنما أورثنا تراثا فكريا سياسيا وإنسانيا رائعا لم نعض عليه بالنواجذ لتحقيق الهدف النهائي في الوصول للسودان الموحد على أسس جديدة).
وان كان الدكتور جون قرنق قدم اسهامه ومضى الا ان الكثيرين يفتقدونه الآن وفي هذه اللحظة المفصلية التي يقف فيها السودان على مرمى حجر من تقرير مصير جنوبه، وبنظر راصدين ومتابعين لمسيرة وسيرة الرجل فانه كان سيكون صاحب كلمة راجحة في تغليب خيار الوحدة، ويقول لصيقون به انه ما كان ليفرط في وحدة السودان انطلاقا من رؤاه وقناعاته ان الخير كله في ان يظل السودان بلدا واحدا يستوعب بنيه ويسوعبونه وتقول زوجته ربيكا قرنق ان وجود د. قرنق كان سيكون له أثر على هذه الأوضاع وتقول في حوار معها بصحيفة الأخبار قبل ايام د جون قرنق لو كان موجودا لكان الوضع تغير ولتمددت آمال الوحدة بتحقيق السودان الجديد والعمل على الوحدة على أسس جديدة ، ولربما كان مدخله للوحدة سيكون مختلفا عن باقي قيادات الحركة، ويقول كمير ان الحركة الآن تدفع فاتورة عدم الالتزام بفكره وخطه الذي رسمه، وعدم الاهتمام بإنشاء مؤسسة للفكر تهتدي بها سياسات وتوجهات هؤلاء القادة. ليعود ويقول ان هذا لا يعنى نهاية الأمر أو الاستسلام له، فالوحدويون سيواصلون نضالهم على طريق الراحل، وسيكتبون الفصول النهائية للقصة لصالح الوحدة ما داموا قابضين على جمر الحقيقة.
وحتما سيمتد هذا الأخذ والرد حول الرجل وطروحاته الفكرية والسياسية، اما بالنسبة له فقد اكتملت صورته الشخصية وصارت رؤاه وافكاره مبذولة للجميع في شكلها النهائي، ربما تكون ما تزال في انتظار أحد اثنين، من يأخذها بقدرها ويبلغ بها نهاياتها المنطقية تلهم الناس في سودان متحد حدادي مدادي، أو من يمضي بها الى الغرف الخلفية من سودان تشظى وانكمش. .
الصحافة
"1"
[VIDEO=http://www.youtube.com//v/O1g_MSuTXYk&feature=related]WIDTH=400 HEIGHT=350[/VIDEO]
http://www.youtube.com//v/O1g_MSuTXY...eature=related
اذا لم يعمل معك يمكن الضغط هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=O1g_M...eature=related
"2"
[VIDEO=http://www.youtube.com//v/MPtoSogR_zQ&feature=related]WIDTH=400 HEIGHT=350[/VIDEO]
http://www.youtube.com//v/MPtoSogR_z...eature=related
والجزء الثاني اذا لم يعمل معك يمكن الضغط هنا :
http://www.youtube.com/watch?v=MPtoS...eature=related


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.