الغرب والإنسانية المتوحشة    يستأهلون العقوبة المغلظة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    الموافقة للقمة السودانية المشاركة ف الدوري الموريتاني    الجزيرة تستغيث…(1)…الآلاف من نزلاء السجون ومعتادي الإجرام ينتهكون القرى واحدة تلو الأخرى.!    (برقو وغضبة الحليم)    ولاية الخرطوم: ويسترن يونيون تفتح فرع لصرافة ميج بأمدرمان    شهادات مزورة.. الداخلية تداهم أكاديمية تعليمية بالإسكندرية    بوتين يصدر مرسوما يتيح التصرف بالممتلكات الأمريكية في روسيا    الإمارات تتحفّظ على قرار الجامعة العربية بدعم السلام والتنمية في السودان لأنّه يتطلب الدراسة والتدقيق    الإعلان عن تطورات مهمة بين السودان وإريتريا    شاهد بالفيديو.. طفل سوداني يقف أمام سيارة للجيش ويحمس الجنود بأبيات شعرية قوية وأحدهم يقبل رأسه إعجاباً بقصيدته    مصر: إسرائيل دأبت على استفزازنا.. ونرفض سيطرتها على معبر رفح    شاهد.. الفنانة الأبنوسية فدوى فريد تغني مرثية للشهيد محمد صديق    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    خبيرة ترسيم حدود تكشف مواقع أنهار مصر الحية والمدفونة في الصحراء    من هو الأعمى؟!    السعودية: دخول مكة المكرمة يقتصر على حاملي تأشيرات الحج    أعطني مسرحاً أعطك حضارة    ما هو التالي لروسيا في أفريقيا بعد فاغنر؟    بلقيس لجمهورها: «يا ويل حالي»    كيف تكتشف الكاميرات الخفية في المنازل المستأجرة؟    الخارجية: على المجتمع الدولي الإقرار بدورنا في حماية الأمن الإقليمي والدولي والتوقف عن الاتهامات غير المؤسسة    بعد "تشكيك" في دورها.. مصر تهدد بالانسحاب من جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس    آل إيه.. آل هزمنا الأهلى والترجي!!؟؟    أتالانتا ينهي سلسلة ليفركوزن التاريخية    زيادة سقف بنكك والتطبيقات لمبلغ 15 مليون جنيه في اليوم و3 مليون للمعاملة الواحدة    هل دفع ميسي ثمن رعونة البدايات؟    كيف ولماذا عاد الكيزان الي المشهد ..    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حسين خوجلي: وما زالت الجزيرة في محطة الانتظار المفضوح    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    الحقيقة تُحزن    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعليق على شريط فيديو : \" مهزلة : د . نافع على نافع \"
نشر في الراكوبة يوم 03 - 01 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
عوض سيداحمد عوض
اتصل بى أحد الاخوان قبل أيام , وهو على علم تام أن متابعتى ( للميديا ) هبطت الى أدنى حد لها , بل تكاد تكون معدومة فى بعضها , قال لى
هل فتحت الراكوبة اليوم ؟
أجبت " لا "
قال " أفتح وسترى العجب العجاب " !!!!!!!
وفعلا دخلت , فاذا بى أمام أمر غريب وعجيب , أمام ندوة , قيل أنها بجامعة الخرطوم , ورأينا بأم أعيننا , أحد الرعية خريج هندسة , واقف أمام الميكرفون , يخاطب من ؟؟؟ . يخاطب أحد " قمم الانقاذ " وهو جالس أمامه على المنصة , ماذا قال ؟؟؟خاطبه بكلام تهتز له الجبال , ووجه له اتهامات تشيب لها الولدان , ورأيناه جالس أمامه , لم يحرك ساكنا , وظللت لفترة أدقق النظر ( نسبة لضعف بصرى ) هل هذا الجالس على المنصة هو المسئول المعنى بعينه , أم شبيه له ؟؟؟ وفى هذه اللحظة جاء من يؤكد لى صحة ما رأيته , وزالت عنى شكوكى , وهنا سألنى أحدهم
" ما رأيك فى هذا الموقف ؟؟؟
أجبت " والله , والله , يا أخى , ان هذا الموقف الذى شاهدناه بام أعيننا , لو حصل أو حدث لأى مسئول على ظهر هذه البسيطة , لغادر كرسيه , فى التو واالحال , سواء أكان ما قيل " حقيقة أم افتراء " . لماذا ؟؟؟ لأنه اذا كان حقيقة , فلا مكان له كمسئول البتة , أما اذا كان غير ذلك , فيلزم شرعا , أن يبعد أو ( يبعد ) بهدف افساح المجال " للقضاء العادل " لتبرأة ساحته.
هذه هى " الشفافية " التى جاءت بها الرسالة الخاتمة , وتنزلت على الأرض , وطبقت ورآها الناس , كل الناس , فى دولة المدينة , أى " من أين لك هذا " ؟؟؟؟؟
نعلم أن هذا المبدأ العظيم لم تسمع به , أو تعرفه البشرية قبل تلك الحقبة " من فترة الحكم الراشد " . والآن , وكما يعلم الجميع , ان هذا المبدأ , هو الذى يحكم العالم , ونراه مطبق فى كافة دوله المتحضرة , وبموجب تشريعات ملزمة , ماذا يعنى هذا ؟؟؟
يعنى أن الانسان رجع الى فطرته السليمة , بعد معاناة , طويلة , وحياة مريرة , عاشها فى عهود الظلام , ومن المفارقات الكبيرة , والغريبة , أن هذه الحالة الماثلة , أمام أعيننا , ونشاهدها في هذه الدول , وتتمتع بها شعوبها كافة من " حرية , عدالة , مساواة , ضمان اجتماعى. الخ كل ذلك فى ظل ديمقراطية حقيقية , غير مزيفة ولا مضروبة " تمثل بحق , تطلعات , وأشواق شباب أمتنا , فى كافة دولنا " الاسلامية " وكلنا يعلم أن هذا هو السبب , والدافع , الأساسى , والرئيسى , لقيام ما يطلق عليه " الربيع العربى " .
نعلم أن الكثير الكثير من هولاء الشباب الثائر , لا يعلمون أو يجول بخاطرهم , أن ما يطالبون به , ويناضلون من أجله , هو بعينه يمثل بحق " حقيقة ما جاءت بت , ومن أجله الرسالة الخاتمة ". ولا يدرون أنها كفلت الكثير , الكثير , بهدف اسعاد البشرية جمعاء . نورد هنا بايجاز شديد , مقتطفات من كتاب " الميثاق الاسلامى " مقارنة مع ما نحن عليه فى دولة الانقاذ
حقوق الانسان " كفلت لنا هذه التعاليم " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة , دون أعتبار لأديانهم , وأعراقهم , كما كفلت لنا الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بمقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , أليس هذا ما نراه مطبق وممارس بحق , فى هذه الدول الغير اسلامية , وغير مطبق عندنا , بل أبدلناه " بشمولية " قائمة على الاستبداد , وكل ما يليه , أو يعرف , عنه , من قهر , وذل , وفساد فى الأرض ؟؟؟؟؟
العدالة جاءت أيضا لتنقل الانسان " من حياة القهر والعبودية , الى فضاء الحرية , والمساواة , ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , لأن العدل " هو أساس الحكم فى الاسلام " وهذا أيضا مانراه مطبق وممارس عندهم , ويقابله هنا , وأد كامل لما كنا نتمتع به , من حرية , وديمقراطية , وقضاء مستقل , قبل الانقاذ ,ماذا يعنى هذا ؟؟؟ هذا يعنى ان " الانقاذ " قامت بوأد , كل ما له علاقة " بالعدالة " التى تمثل بحق حقيقة ديننا الحنيف . بل يقوم ويستند عليها " أساس الحكم فى الاسلام ".
الحاكم فالحاكم أى صاحب السلطة فى الاسلام , سمه ما شئت ( راعى – أمير – والى – ملك – رئيس جمهورية الخ المسميات ) من أوجب مهامه الشرعية , كراعى للأمة , أن يمارس , واجباته , تحت رقابتها , ومحاسبتها . فالحاكم " أجير عند الناس " وعليهم واجب النصح , والنقد له ، والطاعة بالمعروف ، فمن أمر بمعصية " فلا سمع له ولا طاعة " . أليس هذا هو بعينه مانراه معمول به , ومطبق فى هذه الدول الغير اسلامية , فالرئيس هناك تنزع عنه حصانته ويقدم للقضاء كأى مواطن عادى , عند حدوث أى مخالفة , أو ارتكاب أى ذنب , أو شبهة فساد مالى , أو غيره , وهو ,عين ما كان يمثله نظامنا السابق , الذى تم وأده ؟؟؟ . فماذا نرى ونشاهد اليوم ؟؟؟ نرى ان الفساد يكتب بالبنط العريض , وتتناقله وسائط ( الميديا ) داخليا وخارجيا , وبالمثل ترتكب الجرايم علنا , ولا حياة لمن تنادى , لماذا ؟؟؟ . لأنهم متحصنون " بالسلطة المطلقة " بعيدا عن " الشفافية " التى جاء بها الاسلام , وبعيدا عن " العدالة " وحكم القانون , بل نراهم متمادون , فى غيهم , وسطوتهم , دون أعتبار لأى شىء .
اختيار الحاكم عملية اختيار الحاكم فى الاسلام , تقوم أساساً على الاختيار الحرّ للأمّة ، وهو أمر أجمعت عليه المذاهب كلّها . وهذا هو المبدأ في جميع الظروف والأحوال , اقتداءً بما فعله الصحابة الكرام , عند اختيار الخلفاء ، الراشدين الأربعة , فجاءت الانقاذ , فبدلا عن الاضطلاع بعملية تعزيز , وتطوير هذا الأمر بما يتناسب مع ما استجد من وسائل وآليات حديثة , دفعته الى ألأحسن , رأيناها , وأدت تماما , ماكان موجودا ' وحولته الى " سلطة شمولية , واستبداد مطلق " .
هناك ملاحظة هامة لابد من الوقوف عندها , وهى أن القائمين بالأمر فى دولة الانقاذ , لايزال يعتقدون أنهم , هم " حملة الرسالة " وان مايقومون به , ويمارسونه , فى دولتهم هو " الاسلام " وأنهم , هم , على حق , وأن غيرهم من المخالفين أو المنتقدين لهم , على باطل .
الشباب الثائر نرجع لشبابنا الثائر , ونخص بالذكر تلك الشريحة , المتأثرة بالحالة (الغربية ) ويجهل تماما حقيقة دينه وعقيدته التى تربى ونشأ عليها , ونؤكد فى هذه العجالة , حقيقة ثابتة , أن هولاء الشباب , ربما لهم بعض العذر لأسباب ( يطول شرحها ). ونتيجة لهذه الاسباب , كما هو معلوم للجميع , أنه , منذ ان نشأنا نحن الكبار , ( تجاوزنا سن المعاش ) وحتى هذه الفترة , ( فترة شباب اليوم ) لا نجد أمامنا فى الساحة , من مجمل قادة ومفكرى الأمة , وأهل الرأى فيها , فيما يتصل ( بالحكم ) . الاّ " شريحتين " مختلفتين فى الاسم أو (الشعار ) ومتطابقتين فى النهج , وما تنزل , وطبق , على الأرض من ممارسات بصورة عملية , وهما
الشريحة الأولى هذه تمثل فئة , أو شريحة , عريضة من مثقفى امتنا المسلمة, اعتنقوا المذاهب الحديثة (شيوعية – علمانية – قومية – بعثية الخ ) وأعتقدوا , وظنوا , أن فيها خير , واصلاح , للبلاد والعباد . ومن ثم استطاعوا أن ينزلوها على الأرض " وحكمت " . فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ جاءتنا ب " الشمولية " البغيضة , ولم نجنى منها الاّ " الشر كله " وأقل ما يقال عنها , أنها أعادتنا مرة أخرى , الى الحالة التى سبق وتردت اليها البشرية , وجاءت الرسالة الخاتمة لانقاذها وانتشالها منها , أى الجاهلية الجهلاء.
الشريحة الثانية هذه الفئة هى التى جعلت من الاسلام شعارا لها , تمثلها هنا دولة " الانقاذ " هولاء الذين جاؤوا الينا , أو انحدوا , من صلب , تنظيم دعوى عريق , مهمته الأساسية هى تنشئة الشباب , تنشئة دينية سليمة , تقوم على فهم صحيح , وواعى , لحقيقة ديننا الحنيف , وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , بغرض انزالها , مرة أخرى , على الأرض , كما سبق وأنزلت , وسعدت بها البشرية جمعاء. ولكن , فوجىء الناس كل الناس , أنهم ساروا فى ذات الطريق , ونهلوا من ذات النبع , نبع سابقيهم , وجاءت دولتهم ب " الشمولية " البغيضة أيضا , وجاءوا , والقوا علينا , وغمرونا , بكل ما تحمله فى أحشائها , من شر مستطير , ظلننا نكابده , ونعانيه , منذ ذلك التاريخ (يونيو1989 ) وحتى اليوم ,. ولا حياة لمن تنادى .
ماذا كانت النتيجة؟ أتضح , وبان , للجميع , أن النتيجه , أو الثمرة التى حصلنا عليها من التجربة العملية لكليهما , أننا لم نجنى أى خير , أو اصلاح , كما كانوا . ولايزال البعض منهم , قائم على اعتقاده القديم , بينما الثابت والمشاهد هو أن ما جنيناه , لا يعدو كونه " شر فى شر " يتمثل ذلك فى التصور أو " العقيدة " المتشابهة لكليهما , وهى عقدة " التفوق " والنظرة المتعالية فهم كلهم يرون أنفسهم فوق الجميع , ( هم أهل الحق – هم الصفوة – هم الذين أرسلتهم العناية الالاهية لانقاذ رعيتهم , الخ نظريات , أو شعارات التفوق ) ومن هنا تاتى نظرتهم الدونية , لافراد الأمة , أو الرعية , فهم لا يرون فيهم , الاّ انّهم " أقزام " أو كما عبر عن ذلك أحدهم , وسماهم " الجرذان " فهم كلهم مشتركون فى هذا الاعتقاد , سواء بالتصريح أو بالفعل , وهو كله أمر ثابت , ومشاهد , ومن ثم يتم التعامل معهم بشكل , أقلّ ما يقال عنه " هو العمل على تجريدهم من , أهمّ , وأعز , ما خصهم الله به , وهو " الكرامة الانسانية " فتكون النتيجة الحتمة , والمآلات والمرامى الأخيرة , تكمن فى حالتهم ليكونوا أقرب الى " الحيوان " منه الى " انسان كرمه الله "
هذه هى الحالة التى آلت اليها " السلطة " فى كل , أو معظم , دولنا الاسلامية ,. العربية منها , وغير العربية ,. والتى جاءت ثورة القضب " الربيع العربى " وعرّتها , وأزالت القناع عنها , فرآها الناس كل الناس سافرة , واتضح للجميع , أنهم كلهم ( هولاء الذين انتهى أمرهم , فى كل من ( مصر – تونس – ليبيا , ومن لا يزالون تحت الازالة ) . اتضح أنهم كلهم , ليسو بحكام , ولا رعاة , ولا شىء , من هذا القبيل , بل ثبت ووضح للناس , كل الناس , على ظهر هذه البسيطة , انما هم الاّ " روأساء عصابات مجرمة " تتحكم فى أمر شعوبها ورعاياها , دون عطف أو شفقة , ومن ثم فقد تجردوا تماما من انسانيتهم , وتحولوا كما شاهدناهم الى " أعتى , وأبشع , أنواع الضوارى , ووحوش الغابة " .
ثم ماذا اذن نحن أمام " فئتين " كلاهما , بعد تماما , أو انحرف بعيدا عن الطريق القويم , وسار فى طريق معوج , مجانبا لطريق السلامة , طريق " الصراط المستقيم ". ونعلم أن هذا الوضع لم يأتى من فراغ , فقد كانت هناك ترتيبات , وخطط موضوعة , وعمل مضنى , وتنظيم عالى الكفاءة , وتصميم جبار , استغرق سنوات , وسنوات , ليصل بنا الى هذه الحالة التى نعائشها , وذلك بدأءا من عملية " التغريب " مرورا بفترة " الاستعمار " تواصلا حتى زرع " المذاهب الحديثة " كل ذلك كان , ولا يزال هو السبب الرئيسى , الكامن وراء عملية " التعتيم " وابعادنا عن معرفة " حقيقة ديننا الاسلامى " وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , والتى جاءت متممة , ومكملة , ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها , بهدف انزالها على الأرض , فى سموّها , وعلوّها , لتسعد بها البشرية جمعاء , لماذا ؟؟؟ لأنها جاءتنا بمنهج , متكامل للحياة الفاضلة , فى كل صورها , واشكالها , وكافة جوانبها المختلفة , بصورة , تغنينا تماما , عن أى نظرية , أو نظام يضعه البشر , ذلك لو أحسنا , أنزالها , بتجرد واخلاص كاملين , وتوجه حقيقى , وصادق , لله سبحانه وتعالى .
هنا نأتى الى سؤال جوهرى , وبالغ الأهمية , هو " اذا سبق ووقعنا ضحية , لهذا العمل الجاد , والمضنى , وأبهم علينا , ونحن فى مرحلة الشباب ,. فهل نظل هكذا , فى حالنا هذا , بعد أن كبرنا , وقوى عودنا ,؟؟؟ . هذا لا يجوز البتة , لماذا ؟؟؟ . لأننا كبشر خلقنا الله , ونفخ فينا من روحه , وخلق لنا " عقل " نميز به بين " الخير والشر " وبين " الحق والباطل " فكيف نستسلم , ونرضى بهذا الباطل , بل نستمر فيه , ونتعصب له , ونظل فى ضلالنا بحسبان أنه الخير , فهل يجوز هذا ؟؟؟ . كلا وألف كلا , لماذا ؟؟؟ لأننا كلنا نعلم , ان الانسان , من طبعه , معرض للخطأ , وقد تعصف به الأهواء , فى مرحلة من حياته , ولكن العيب كل العيب , أن يستكين ويظل خاضعا , ومستسلما , لهذا الحال , دون " اعمال العقل " فيكفى , ان من كرم الله عليه , ان أنبته فى حظيرة " الاسلام " نشأ , وتربى فيها , فلماذا يستمر ويظل فى انفاق , جل وقته , وطاقته , فى متابعة ما اعتنقه من مذاهب , أو عقائد أخرى , من صنع البشر , . دون الوقوف " أولا " وقبل كل شىء , بارادة , قوية , ونية صادقة , نحو البحث , والتعرف , على حقيقة " دينه ". لكى يبنى حكمه , عليه , من خلال الدراسة الجادة , والواعية , والمتجردة , والخالية تماما من , أى رواسب , أو تعصب , لما سبق له اعتناقه . هنا فقط , يستطيع أن يقف بنفسه على الحقيقة كاملة , مجردة , كما وقف عليها الكثير الكثير , من رموزنا الكبار , فى امتنا العربية , والاسلاميه , الذين عصفت بهم الأيام ,واعتنقوا هذه المذاهب , وكانوا من دعاتها , ثم رأو , بأم أعينهم , خطلها , وضلالها , فرجعوا لحضنهم الأول , وأصبحوا من كبار دعاته , بل نعلم جميعا , ان هناك الكثير الكثير من , مشاهير عظماء , وقامات كبيرة , من ملل أخرى , غير اسلاميه , قاموا بدراسة الرسالة الخالدة , كل فى مجال تخصصة , دراسة , جادة , وواعية , وصلوا عن طريها الى " الحقيقة كاملة مجردة " للدين الاسلامى , وثبت لهم , وتأكدوا , أنه دين حقيقى , ورسالة , منزلة من ربّ العزة , على نبيه / محمد صلى الله عليه وسلم , المبعوث رحمة للعالمين , علموا ذلك , واعتنقوه , وأصبحو من أشهر دعاته (( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . )) صدق الله العظيم .
وقبل أن نختم هذا التعليق نأتى بنص يتصل بصحة كتاب " القرآن " وأنه وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , فقد ثبت لكثير منهم , بعد مقارنة , بعضا من نصوصه , مع ما توصل اليه الانسان من العلم الحديث , يقول أحدهم عن أحد البنود محل الدراسة , وهو البند المتعلق ب . " خلق السماوات والأرض " يقول في نهاية البحث ُ " ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي , والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق , بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟
ملاحظة ( سبق أشرت الى بعضا من هولاء , فى (3) رسائل تحت عنوان (1)" حوار موضوعى وهادف مع القايم بالاعمال الأمريكى"(2) " لماذا اعتنق هولاء الاسلام " (3)"عرض لاشهر كتابين صدرتا فى القرن المنصرم" كلها منشورة بهذا المنبر )
وفى الختام لا يسعنى , الاّ أن أختم بالدعاء المأثور
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . "
عوض سيداحمد عوض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.