شرعت الأممالمتحدة في تنفيذ عملية إنقاذ واسعة النطاق لإغاثة المشردين جراء الإشتباكات العرقية الدامية في ولاية جونقلي في جنوب السودان. وصرحت إليزابيث بيرز المتحدثة باسم الأممالمتحدة لبي بي سي بأن توزيع الغذاء على نحو 2000 شخص من المتضررين قد بدأ بالفعل وأن عملية الإغاثة تستهدف توفير الطعام الضروري لنحو 50 ألف شخص فروا بأرواحهم نتيجة الاشتباكات بين مختلف الجماعات العرقية في المنطقة. وقد تركزت تلك الاشتباكات حول مدينة بيبور وكان السبب فيها الهجمات المتبادلة بين القبائل والجماعات العرقية للسيطرة على مراعي الماشية. وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت ولاية جونقلي منطقة كوارث يوم الخميس بعد أن هاجم نحو 6000 مسلح المنطقة على مدى الايام الماضي، وكانت اعدادهم تفوق أعداد الموجودين من قوات جيش جنوب السودان وقوات الأممالمتحدة. وتعد هذه الجولة الأخيرة من سلسلة من جولات العنف الدامي المتواصلة في المنطقة منذ عدة أشهر، وشهدت إحدى المواجهات في العام الماضي مقتل نحو 600 من قبيلة النوير على مهاجمين مسلحين من منطقة المورلي كانوا قد هربوا من مدينة بيبور. وتشارك وكالات عديدة تابعة للأمم المتحدة في جهود الإنقاذ التي تنصب بصورة جوهرية على توفير الطاعام والماء والدواء. وتقول مسؤولة الأممالمتحدة إنه بالرغم من أن الهدوء النسبي يسود الآن مدينة بيبور، إلا أن من عادوا إليها من النازحين وجدوا منازلهم محروقة ومنهوبة وكذلك مرافق ومكاتب وكالات الإغاثة الدولية. صراعات قبلية قبائل جنوب السودان مناطق جنوب السودان مازالت تخضع للنظم القبلية وتقول الأممالمتحدة إن عشرات الأشخاص قتلوا في الموجة الأخيرة من العنف في بيبور وحولها ولكن يتعذر تأكيد رقم بعينه كحصيلة للقتلى. وبصفة عامة تعد الصراعات الدامية حول الماشية ومواطن الكلأ من الأمور الشائعة في جنوب السودان، وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن عدد اللاجئين الذين نزحوا من مواطنهم نتيجة لمثل تلك الصراعات خلال العام الماضي لا يقل عن 350 ألف شخص. وتمثل تلك المشكلة تحديا كبيرا أمام حكومة جمهورية جنوب السودان الحديثة الإستقلال والتي تواجه أيضا توترات حدودية مع جارتها الشمالية جمهورية السودان. وقد صنفت جمهورية جنوب السودان ضمن اكثر دول العالم فقرا ، وتفتقر بشدة إلى السكك الحديدة والطرق والمستشفيات والمدارس ومرافق البنية الأساسية الاخرى، ولكنها تعتمد على تصدير البترول وغيره من الثروات المعدنية الكبيرة الموجودة في أراضيها.