** منذ تأسيسه ظل تنظيم الجبهة الديمقراطية يقف جنباً إلى جنب مع الحركة الثورية في طريقها للإنتماء لنضال الشعب السوداني يعبئ ويحشد طاقات الطلاب وطلائعهم في سبيل إستقلال السودان سياسياً وإقتصادياً وثقافياً من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي. رصد: معتز تروتسكي في الذكرى الرابعة لتأبين الزميل الشهيد (معتصم حامد أبو القاسم – أبو العاص) بمجمع تربية بالحصاحيصا إستهلت الجبهة الديمقراطية فعاليات التأبين، حيث إحتوى البرنامج على(ندوات – معارض – كورال – شعر– غناء). مجمع الحصاحيصا هو ذات المجمع الذي سقط فيه الشهيد ظهرالأحد13/1/2008م؛ بأيادي الغدر جراء طعنة قاتلة أدت إلى استشهاده. بداية الفعالية كانت بقراءات شعرية للزملاء بالجبهة الديمقراطية (علي جلوكا– وجدي- محمد مصطفى كُمر- أشرف غاغا) أعقب ذلك الفنان أمير موسى في فاصل غنائي. كلمة الجبهة الديمقراطية والتي قدمها الزميل ياسر السر، أوضح فيها أن الجامعات السودانية أصبحت تكرس للعنف نتاج سياسة الدولة لعدم حيادها مما أدى هذا الاحتقان إلى تفجر الأوضاع، واستعرض حراك الطلاب في الجامعات المربوط بالشارع السوداني، كما قام الزميل باسترجاع الكيفية التي تم بها إغتيال أبو العاص، بالإضافة إلى مجريات سير القضية ، حيث أن جريمة اغتيال الزميل الشهيد أبو العاص لا تحتاج إلى كل هذا الجهد والزمن لتُنتطق فيها الحقيقة لأن ما تم كان أمام جمع من الطلاب ووضح النهار وأيضاً على لسان الجناة وذلك باعترافاتهم التي سجلها التحري؛ ولكن كل هذا لن يُثنى الجبهة الديمقراطية في السير في المطالبة بالقصاص لشهيدها، بل وستقدم غيره من شهيد في درب النضال وقضايا التحول الديمقراطي فهذه القضايا كما أورد بأنها تحتاج إلى التضحيات. واستعرضت كلمة الجبهة الديمقراطية، مشاكل الطلاب في الجامعات وفي مجمع الحصاحيصا بشكل خاص، من خلال ما يُسمى بالتسجيل الإلكتروني الذي أفرز سلبيات أكثر من إيجابيات لأنه كان مشروع غير مدروس والغرض الأساسي منه هو عبارة عن جباية لإستنزاف الطلاب وإرهاقهم، هذا بالإضافة لمظاهر تجيش الحرم الجامعي بشكل ظاهر لا يُخفى على أحد، للدرجة التي يتم فيها إعتقال الطلاب من داخل الحرم الجامعي وإدارة الجامعة لا تُحرك ساكناً ؛ أما عن إتحادات طلاب المؤتمر الوطنية أبانت كلمة الجبهة بأنها لا تُعبر عن الطلاب ولا تشارك هذا الشعب همومه هي إتحادات معزولة ،أوضحت الكلمة بان كل هذا العجز المغلف بإنجازات لاتسمن ولا تغني عن جوع هو ناتج عن سلبية معقدة وليس سلبية أحادية الجانب كما يتصوره إتحادات أذرع النظام. وفي ختام كلمة الجبهة ذكر الزميل إن الجبهة الديمقراطية ستظل تنادي بحق جميع شهداء الحركة الطلابية، وستواصل في سبيل العدالة والديمقراطية إنحيازاً لجماهير الشعب السوداني وفقاً برامجها (الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين ... من الجماهير وإليها نتعلم منها ونعلمها...). ندوة اليوم التأبيني الأول كانت بعنوان (البرنامج الوطني الديمقراطي)، قدمها الزميل محمد أحمد، حيث أستعرض فيها مفاصل البرنامج الوطني الديمقراطي والضرورة الظرف التاريخي الذي تكونت فيه الجبهة الديمقراطية كامتداد لمؤتمر الطلبة الذي تأسس عام1949 بكلية غردون ولحاجة التيار الديمقراطي الذي برز وقتها لتنظيم يعبر عن تطلعاته. وانعقد مؤتمرها الأول في 20 نوفمبر 1953م، ومنذ ذلك الحين وحتى الان ظل تنظيم الجبهة الديمقراطية يقف جنباً إلى جنب مع الحركة الثورية في طريقها للإنتماء لنضال الشعب السوداني يعبئ ويحشد طاقات الطلاب وطلائعهم في سبيل إستقلال السودان سياسياً وإقتصادياً وثقافياً من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي. في فرصة المداخلات التي شاركت فيها تنظيمات (رابطة الطلاب الإتحادين الديمقراطيين – حزب البعث العربي الإشتراكي – الجبهة الشعبية المتحدة)، حيا المتحدثون شهداء الحركة الطلابية، وشهداء جامعة الجزيرة بشكل خاص (المعتصمين) وللجبهة الديمقراطية، معرجين بتسليط الضوء على فشل الدولة السودانية من حيث تتصدرها كل قوائم الفشل من فساد وعدم شفافية وكبت للحريات، إضافة لدور النظام في إفراغ التعليم ليخرج إنسان مؤدلج مما ينتج عن ذلك وعي زائف؛ والرأسمالية الطفيلية ودورها في تشويه الواقع وفق مصالحها الضيقة؛ ودور الإدارات في التواطؤ بعدم حياديتها تجاه الطلاب متناسين دورهم الأخلاقي والتعليمي، أما عن إتحادات طلاب المؤتمر الوطني فأبانوا إنها لا تُعبر عن الطلاب ولا تشارك هذا الشعب همومه وهي إتحادات معزولة؛ بالإضافة إلى الترواح في تحديد موقف مشترك لهذا الجيل طارحين العديد من التساؤلات، هل هذا الجيل واعي إستناداً لما يقدمه بالرغم من المعاناة التي يواجه وفي سبيلها يُقدم الشهداء، أم هو جيل نِتاج أزمة!؟. وفي خاتمة الفعالية غنى كورال الجبهة الديمقراطية بأجمل ما يكون من الأغاني الثورية والوطنية، كان خير خِتام للفعالية اليوم الأول. *اليوم الثاني بمجمع النشيشيبة- بمدنية ود مدني؛ إقتصر على ندوة وقراءات شعرية، لظروف متعلقة بإعتقال عدد من الزملاء المشرفين على برنامج التأبين . بدأ البرنامج بقراءات شعرية من الزملاء (محمد بانقا – مكاشفي )، ثم قدم الزميل أسعد عبد القادر كلمة الجبهة الديمقراطية، أستهلها بالتحية لمجموع الشهداء الذين سقطوا على إمتداد تاريخ الحركة الطلابية السودانية في ظل المطالبة بالحرية والتغيير؛ مشيراً بأن مشروع الجبهة لا يرتكز على العنف فهو ولا يعتبره من أدوات عملها السياسي والثقافي، وان مجمل التحايا للشهداء تصب في تحية الجبهة لنضالات الشعوب وليس تأطيراً للعنف، فالجبهة تعتبر أن أي فقد للطالب بغض النظر عن درجة إختلافه الفكري هو خصم من رصيد الديمقراطية. واستعرض الزميل تاريخ الشهيد من نشأته إلى لحظة إغتياله. كما تطرق الزميل لقضايا العنف موضحاً بأنها شائكة، وفي الغالب تعتمد على قانون (لكل فعل ردة فعل ...الخ)، وعرج الزميل نحو المناهج التعليمية ودورها في حجب مساحة قبول برفضها للآخر، فهي مناهج ذات إتجاهات أُحادية. كما أوضح بأن موقف الجبهة من العنف ورفضها له، ليس من موقف جبن، لأننا في الجبهة الديمقراطية نعلم تمام العلم بأن طريقنا مليئ بالأشواك والمعتقلات لأن قضيتنا الأساسية هي (التغيير). وذهب الزميل في تقديم تحليل للواقع الماثل، مشيراً بأن مقدمات الثورة بدأت في الظهور بشكل أوضح، وإن التغيير لا يقف على تنظيم بعينه لأن واقع التخلف الإجتماعي والإقتصادي والقهر نتساوى فيه جميعاً؛ لذا فلندع ذكرى أبو العاص صمام أمان للثورة القادمة للخروج بمشروع عملي وجدي، هو طرح نقدمه في الجبهة لكل القوى الديمقراطية، ذاكراً بأنه قد فاض الكيل فلنجأ إلى تنظيم أنفسنا وننتفض من الإحباط رغم القهر والتشرد والإعتقال. الزميل ذكر بأن النظام وجد فرص عديدة، ولا نعتقد إنه بالإمكان من إعطاء فرص أخرى، وذلك من واقع التدهور المريع في مجمل الحياة السودانية، والبُنية التحتية (مشروع الجزيرة – المصانع – مشروع سندس الزراعي “الغريب وعجيب" – المستشفيات ..الخ)، متسائلاً في ذات السياق إين مشروع (كنانة والرهد) وأين وأين!؟، والأخطر من ذاك إستيراد الغذاء المشع، والتقاوي المسرطنة، فهنالك 25 حالة سرطان في الأسبوع تسجلها مراكز الفحص في ولاية الجزيرة فقط!. الزميلة الأستاذة المحامية هنادي فضل يوسف، عضو اللجنة المركزية والمتحدثة باسم الحزب الشيوعي وعضوهيئة الاتهام في قضية إغتيال أبو العاص، أوردت في كلمتها بالندوة بعد مجمل التحايا للحركة الطلابية والشهيد أبو العاص، حيث تطرقت لما حدث من أجهزة الأمن باعتقال عدد من الزملاء والتعرض لمعرض التأبين وعرقلة سيارة الكورال، موضحة بأن كل هذا لن يمنعنا من إحياء ذكرى الشهيد أو فعالية للجبهة الديمقراطية، مضيفة أن الجبهة الديمقراطية لا يستعصى عليها الرد بالمثل لكننا دعاة سِلم، فحقوق الزميل أبو العاص سيكون ردها من خلال الشارع. كما تطرقت إلى الغلاء المعيشي وفقدان الإنسان في ظل نظام الإنقاذ لأبسط حقوقه من صحة وتعليم وتامين معاشي وذلك بصرف الدولة ميزانية المواطن في تدجين وتجييش القوى القمعية لحماية مصالح الإنتهازيين فتدهور التعليم بشكل مريع وتبعته المرافق الصحية والمصانع والمشاريع كمشروع الجزيرة الذي شُرد العاملين فيه بالقوة في ظل الأزمة التي خلقتها الرأسمالية الطفيلية المستفيدة من هذا النظام، وقدمت عدة رسائل في يوم الإحتفال فقالت: نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة رغم الصعاب ومعاناة الشعب السوداني مؤكدين بأننا سنكون قدر التضحيات. واصلت الأستاذة حديثها بأن التغيرات والدلائل واضحة في الديكتاتورين الذين سقطوا وسيسقط كذلك الصنم السوداني، وسيأتي فجر الخلاص وسيذهب نظام الإنقاذ إلى مذبلة التاريخ، وسنعمل بكل قوة لإزاحته لان المؤتمر الوطني سقط وتبقت إزاحته، وسيعمل العالم أيضا إلى ذلك لان العالم أصبح مفتوحاً وقد ملّ من إنتهاكات إضافية. الأستاذة هنادي في خواتيم حديثها إتجهت بالتحية لوالد الشهيد أبو العاص، حامد أبو القاسم ، مشيرة إلي أن القضية بعد 4 سنوات لم يصدر قرار في حق الذين شاركوا في إغتيال الشهيد ولا في الإستئنافات التي سنواصل رفعها إلى الجهات القانونية داخلياً وخارجياً، وهذا حق للشهيد وأسرته ولزملائه بالجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي والشرفاء من جماهير شعبنا. *ثم فُتحت فرص للنقاش للحضور من طلاب ومنظومات سياسية ساهمت في إثراء الحوار حول ما قُدم في الندوة فكانت البداية برابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين: موضحين إن ما حدث من اغتيال للشهيد هو نتاج خواء فكري لطلاب المؤتمر الوطني، وان تكريس العنف يبدأ من المناهج التعليمية التي تساعد في ترسيب عملية العنف بشكل مؤدلج سعى إليها نظام الإنقاذ، كما تطرق متحدث الرابطة إلى دور المؤتمر الوطني في التردي الاقتصادي في بلد فيه كل مقومات النجاح، هو دليل فشل هذا النظام، لذا يجب علينا ضرورة التغيير حتى لا نفقد البلد كلها جراء سياسات هذا النظام. * مؤتمر الطلاب المستقلين قالت متحدثته بعد التحايا لشهداء الحركة الطلابية في ذكرى الشهيد أبو العاص متسائلاً عن من يقود العنف في الجامعات السودانية؟!؛ كما تطرقت إلى دور الإدارة في تجفيف موارد الجامعة الفكرية والثقافية وعرقلة الروابط والجمعيات وبالتالي يشكل هذا الفراغ مساحة بازدياد بؤرة العنف، وفي ختام حديثها رددت معاً لإطلاق جلّ المعتقلين في كل السودان. *الطالبة غير منتمية سياسياً (ميسون)، ذكرت في مداخلتها يجب التجرد عن الإنتماء السياسي، فقط بالنظر لأبو العاص كطالب في المقام الأول ينتمي لجامعتنا جامعة الجزيرة، هو ما يتطلب من هذا الإتحاد التعامل بشكل محترم لأي طالب يستحق أن يقف أقلاها بشكل يوضح بأنه مِلك للطلاب، ولكن للأسف هذا لم يحدث من إتحاد الجامعة بل أصبح يُقيم الحفلات في زمن مقارب لتأبين أبو العاص، بالتالي هو إتحاد غير جدير بأن نعطيه ثقتنا، فالتحية هنا لأبو العاص ويجب على طلاب الجامعة أن يعوا تماما لما يحدث وستظهر لهم الحقيقة من هي التنظيمات الديمقراطية الحريصة على الطالب وغيرها. كما أشارت بان العنف لا نخلقه نحن الطلاب بل يُمارس ضدنا من قبل طلاب المؤتمر الوطني ويدفعونا إليه، فأتمنى ضرورة وعي الطالب بأشيائه؛ وختمت حديثها بضرورة تحرير الوطن من كل أنظمة المؤتمر الوطني. وأعقبت الجبهة الديمقراطية بالتعليق على الحضور في ختام فعاليات التأبين وأمنت بأنها ستظل رأس الرمح والشرارة لعملية التغيير القادم والوقف بقوة ضد بطش الديكتاتورية؛ والتحية في ذكرى أبو العاص لكل شهداء الحرية والديمقراطية. وستظل معركتنا مستمرة لجهة التغيير الاجتماعي – السياسي دون كلل أو ملل، ولن تنداس يا أبو العاص يا سمح السجايا. ماجانا عشقك من فراغ ... ولا نحنا غنيناك عبط ... جرح الوطن خطالنا خط ... خطالنا قول ما منو نط ... والليلة يا موت يا حياة ... وخاطي البيختار الوسط ...