الأخيار ينتصرون في النهاية يعرض هذه الفترة في صالات السينما، فيلم الأبعاد الثلاثية "العالم السفلي الصحوة" وهو من إخراج مانز مارليند وبطولة كيت بيكينسيل ومايكل ايلي وانديا ايزلي. وقد تصدّر أوائل إيرادات الأفلام في أميركا، مسجلاً حوالي 25,4 مليون دولار. الفيلم امتداد للأجزاء الثلاثة السابقة حيث تؤدي "كيت بيكنسيل" دور مصاصة الدماء "سيلين" التي تهرب من السجن وتجد نفسها في عالم يملؤه البشر الذين اكتشفوا حقيقة تواجد كلا من مصاصي الدماء والمستذئبين بعالمهم، فيشنوا حرباً شاملة من أجل القضاء على كل هذه الفصائل التي المخلّدة. ومن تابع الأجزاء السابقة من الفيلم، يسترجع بذاكرته الخلاف القديم والأزلي بين فصيلة مصاصي الدماء وفصيلة المستذئبين، وهو بالتالي يعرف علاقة الحب القوية التي جمعت "سيلين" رائعة الجمال ب"مايكل" ذلك الذئب الهجين، ورحلتهما في الكشف عن أسرار الأسلاف مصرّين في نفس الوقت على البقاء والخلود. وفي بداية هذا الجزء نرى سيلين ومايكل مستمرين في معركتهما، لكن للأسف ينال الخصم منهما ويضعهما في مختبرٍ علميّ وينفصلان للأبد. وعندما تصحو سيلين تتابع حربها ضد المستذئبين الذين يلاحقون كل مصاصي الدماء، ويرغبون بالتخلّص منهم، وتكتشف خلال رحلتها هذه أن لها ابنة تحمل ذات عينيها المشعتين، لكنها طفلة في حالة خطر، فالمستذئبون يريدونها لاستمراريتهم. وهنا تبدأ مغامرة سيلين في حماية هذه الطفلة بكل ما تملك من قوة، فتتعرف على مجموعة من مصاصي الدماء يختبئون منذ زمنٍ طويل في إحدى المغارات، ويقدمون لها جزءاً من المساعدة، وفي النهاية تنتصر هي ويموت من كانت تحاربه من المستذئبين. وعلى الرغم من أن مصاصي الدماء هم فئة شريرة كما يبدو لنا دائماً، لكنهم يظهرون في هذا الفيلم على أنهم مسالمون ويأخذون دورا خيّرا في الحياة، إنهم لا يأذون أحداً إذا ما هدّد بقاءهم ومصيرهم، وأما الأشرار فهم المستذئبون المتعطشون دائماً للدماء، ويبقى الإنسان هو الحائر بينهما والمدافع الأول عن هذه الأرض. ينتمي "العالم السفلي الصحوة" إلى الفانتازيا السينمائية بقصته ومشاهده، فوجود فصائل حية غير بشرية (مستذئبون مصاصي دماء) لا تنتمي للواقع يكفي لجعله فانتازيا، عدا عن ذلك تجري الأحداث ضمن منطق "البحث عن الحقيقة"، ما يجعل الفيلم عبارة عن عدة مواجهات قتالية. وبين الفانتازيا والأكشن يدخل المشاهد في دائرة من العنف والخوف. قتل وتمزيق وأشلاء تخيّم على المشهد كله. وحوش تقاتل وتتمزّق أجسادها أمامنا. ومصاصو دماء يموتون. وساعدت تقنية الأبعاد الثلاثية على رفع حالة التوتر وزيادة كمية الأدرينالين عند المشاهد، ويكفي أن ترى المستذئبين بافتراسهم وحجمهم الكبير وشكلهم المقرف، حتى تنهض من مكانك فزعا، وكأنهم فعلاً متجهين نحوك وفاتحين أفواههم لابتلاعك ،مع الإشارة تقنية "ثري دي" اقتصرت على بعض مشاهد الفيلم وليس كلها. لكن في الحقيقة، كانت مشاهد العنف والقتل أكبر قليلاً من حجم القصة، أي أن الفيلم اعتمد على الأكشن والخدع التصويرية دون اعتنائه بالأحداث الدرامية التي تخللته، إنه سلسة من المطاردات تقوم على قصة بسيطة. ووسط الكم الهائل من الوحشية المعروضة، ينهض الحب إلى جانب غريزة الأمومة ليعلنا انتصارهما، فسيلين تنقذ ابنتها بمساعد ذلك الشاب مصاص الدماء والذي خاطر بعائلته وقبيلته لحماية سيلين، ربما هي قصة حبٍ جديدة لجزءٍ جديد، على الأقل هذا ما توضّح لنا نحن المشاهدين. [email protected] ميدل ايست أونلاين