أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    وزير الخارجية : لا نمانع عودة مباحثات جدة وملتزمون بذلك    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    قرار بانهاء تكليف مفوض العون الانساني    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    معظمهم نساء وأطفال 35 ألف قتيل : منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة    عقار يؤكد سعي الحكومة وحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد مالك صاحب (الصارم المسلول) :الكودة وعصام أحمد البشير يمثلون الإسلام الأمريكي في السودان
نشر في الراكوبة يوم 09 - 02 - 2012

أجراه: خالد فتحي - يوسف الجلال - الهادي الأمين - تصوير: إبراهيم حسين
أحمد مالك رجل تعرفه مواقفه وصراحته القوية ومناصبه الرفيعة.. فهو الأمين العام لاتحاد قوى المسلمين (أقم)، وهوالقيادي البارز بجبهة الدستور الإسلامية حديثة التكوين والتي طفت على واجهة الأحداث بعد دفعها بمسودة جديدة لدستور السودان كنيت ب(الدستور الإسلامي) في أعقاب انفصال جنوب السودان. ونال أحمد مالك شهرة واسعة النطاق تنزلت عليه بعد إصداره كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول) الذي أثار عاصفة من الجدل في فواتح ثمانينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا يُحدث الكثير من ردود الأفعال.. (الأحداث) جلست اليه وقلبت معه ما تمور به الساحة السودانية من خلافات هنا وهناك بين المذاهب الإسلامية والصوفية والسلفية على نحو خاص بالإضافة الى دعاوى التكفير التي تفجرت وطالت مرجعيات دينية بارزة آخرها الصادق المهدي إمام الأنصار.. وتالياً تفاصيل المقابلة:
- نبدأ بما تمور به الساحة من صراع شرس وقع بين الصوفية وأنصار السنة منذ شهر وتواصل حتى المولد، ما تعليقكم عليه؟
حقيقة الصراع قديم متجدد لكنه أخذ منحى عنيفاً في الفترة الأخيرة.
- لماذا؟
أنا بفتكر أن المسألة برمتها فتنة دينية مدبرة وما ظهر منها وضح تماماً أنه يتم بفعل فاعل.
- كيف تتم بفعل فاعل؟
البلاد اليوم في أشد الحاجة للتآلف والتعاضد ووحدة التيارات الإسلامية من أهل القبلة وأهل السنة وكل الشعب السوداني ففي هذه اللحظات تأتي هذه المشكلة هذا يعني أن هناك من يقف خلفها.
- من تقصد بالتحديد؟
الحرب بين المسلمين ككل والصهيونية العالمية تشتد بصورة قوية والسودان جزء رئيسي من هذا المحور لأنه يلعب دوراً مهماً فلا يمكن للعدو إذن أن يترك السودان في حاله.
لا بد من استغلال الأجواء لتمرير الأجندة التخريبية ومحاولة البحث عن بؤر التوتر لإحداث شرخ داخل المجتمع السوداني باللعب بعدد من الكروت العرقية والدينية والمذهبية والجهوية ومحاولة النفوذ عبرها لضرب وحدة السودانيين. في تقديري هذا ما يحدث بالضبط هذه الأيام فهي أحداث مدبرة بليل لخلخلة النسيج الاجتماعي بين الأحزاب والجماعات الإسلامية في أعقاب الوحدة التي حدثت بين الجماعات الإسلامية الطرق الصوفية وطائفتي الأنصار والختمية في جبهة الدستور الإسلامي مؤخرا.
- يواصل دون أن ينتظر مقاطعتنا
والله لو كان الشيخ الخلوق العلامة محمد سيد حاج رحمه الله موجوداً لما حدث ما حدث فالرجل عرف بدماثة الأخلاق والخطاب الدعوي الحكيم والأسلوب اللطيف فهو كان يتحدث دائماً في المولد وكان الصوفية يرحبون ويستقبلون كلامه بكل أريحية وترحاب ولا نرى ضيقاً منهم في حديث وندوات الشيخ محمد سيد، فقده كان فقداً للساحة الإسلامية ككل وكان لها أثر بالغ في الإخاء والترابط فمؤكد أن هذه الفتنة تمت بفعل فاعل.
- مقاطعة هذا الفاعل داخلي أم خارجي؟
أفتكر أن الفاعل خارجي لكن له أذرع داخلية الآن للأسف نيفاشا أفرزت جماعات كثيرة في الداخل، جزء منها له علاقة بالجماعات الإسلامية وبعضها مخترق، مما سهَّل من مهمة الغواصات للتحرك، مستفيدة من مساحات الحريات الموجودة بالبلاد فهل تصدق أن بعض منظمات المجتمع المدني تتلقى أمولاً طائلة من العدو الخارجي لتقوم بزعزعة الأمن والاستقرار في هذه البلاد، فهناك نسبة نمو بنسبة 7,1% وهناك استقرار سياسي وهناك توحد بين منظمومات المجتمع، فاتفاقية نيفاشا اللعينة أفرزت واقعاً يهدف للزعزعة.. مثلاً ما يقوم به قطاع الشمال بالحركة الشعبية ومؤامرات المؤتمر الشعبي، من الواضح أن الفاعل خارجي لكنه يستعين بأعوانه بالداخل.
- وما هو دليلك على ما قلت؟
التحرك المدمر للمؤتمر الشعبي.. فهؤلاء تسببوا في حروب قبلية وعقائدية متعصبون لجنس معين ولا شك أن الماسونية والصهيونية العالمية تعمل على إثارة النعرات العنصرية ومشاكل الأقليات والإثنيات واللعب على تناقضاتها لإرباك الساحة.
- طيب كيف تقيم ما حدث؟
بالتأكيد ما وقع من أحداث في تقديري لا يعبّر عن أنصار السنة التي أعرفها وأعرف دعاتها وقياداتها وكذلك لا يعبّر عن الصوفية فأنا على علاقة وثيقة بهما.. الطرفان بريئان من ذلك والتاريخ يشهد على حسن العلاقة لكن هناك فتنة تدبر فالذي حرق الأضرحة عمله وفعله لا يشبه السودانيين ناهيك عن إسلاميين، فأنصار السنة لهم موقف من القباب لكن طيلة وجودهم في السودان لم يعتدوا على ضريح واحد ولم نسمع أن واحداً من (أنصار السنة) تهجم على صوفي وضربه.
- معنى ذلك أنك تؤمن بنظرية المؤامرة؟
نظرية المؤامرة التي تطلقها الصهيونية العالمية يريدون أن نعيشها في الوهم والخيال لا الواقع لكن نحن نعيش نظرية المؤامرة حقيقة نراها بأعيينا ونسمعها بآذاننا هي تمشي بيننا.. أنا لا أتحدث عن مجرد تنبوات أنا أعبر بصدق عما يحدث، ليس هناك نظرية مؤامرة هناك مؤامرة حقيقية.
- يقال إن الحكومة تغض الطرف عن تعدي السلفيين على الصوفية حتى إن وثبة العيلفون كانت من أجل التنبيه لدور تلعبه الحكومة لصالح أنصار السنة؟
أنا أعتقد أن الحكومة فيها ما يكفيها.. لا الحكومة متهمة ولا أنصار السنة متهمين ولا الصوفية كذلك الدولة نفسها لديها مشاكل وتتعرض لتحديات لا يمكن للإنسان أن يخرب بيته، ما أعرفه أن الحكومة الآن تصلح بين الأطراف المتخاصمة وتسعى بينهم من أجل الوفاق فما يجري هو تهديد للأمن الاجتماعي وتهديد للأمن السياسي وهو أمر الحكومة معنية به أكثر من غيرها فكيف نقول أنها وراء ذلك؟ فهل يعمل الإنسان ضد نفسه فهي المستهدف الأول، الآن هناك مشاكل لا حصر لها لا يمكن أن تكون بغير فاعل... هناك من يدبر ويحيك المؤمرات فمثلاً قطع البترول كيف تفسره؟ لماذا يتم الاتفاق بين الشركاء ويكاد يتم التوقيع لكن بهاتف فقط من الخارج توقف كل ذلك لم يتم التوقيع بين حكومة الشمال والجنوب والسبب العدو.. هناك حرب اقتصادية واجتماعية وسياسية هناك النعرات العنصرية والجهوية فلا بد أن ينتبه الناس لذلك هناك أموال تتدفق لدعم هؤلاء هل تعلم أن هناك أمولاً ضخمة لتهديد أمن السودان، أنا أعمل في وزارة التعاون الدولي وأعرف ذلك تماماً الموساد موجودة بالبلاد وهذا لم يعد سراً، فالنظام الاجتماعي مهدد الآن.
- لو كان المجتمع قوياً لما تأثر بمنظمات ناشئة, وهذ يعني أن الخلل هو من الداخل وليس من الخارج؟
أنا أتفق مع أن الأرضية هشة وأن هناك فشلاً من قبل الحكومة لا ننكر ذلك فاتقاقية نيفاشا الملعونة هي السبب، وعدونا بالأمن والسلام والوحدة فلم نحصل لا على سلام ولا على وحدة ولا استقرار.. هذه خدعة انظر إنهم يريدون الآن فصل دارفور وفصل النيل الأزرق وجبال النوبة.. هناك خلخلة بسبب نيفاشا قالوا إنهم سيدفعوا في أوسلو (1) وأوسلو (2) 9 مليار سددوا منها 9 مليون فقط وكلها ذهبت لغير صالح السودان لم تصرف في مشروعات التنمية بل في مشاريع الزعزعة.
- دعنا نسألك عن الدستور الإسلامي الا تعتقد انه يحتاج لبيئة مناسبة كذلك واجماع وهناك تفرق ومواجهات؟
صحيح الشريعة تحتاج لكل ذلك وما وجدناه في جبهة الدستور الإسلامي فيه الكثير من وحدة المسلمين وجدنا أن هناك اتفاقاً وحاجة ماسة للدستور الإسلامي من كل الجماعات.. هناك إجماع لكن ذلك لا يعني عدم وجود الاختراقات والشريعة نفسها جاءت للحد من هذه الاختراقات فمسألة التكفير هذه الأيام هي من الألاعيب التي أخرجت لإلهاء الناس وصرفهم عن القضايا الكبرى.
العالم يشهد ربيعاً عربياً وتحرراً ونحن نشهد انفصال الجنوب وذهاب البترول، ونشهد حرباً في دارفور والنيل الأرزق وجنوب كردفان، في هذا الظرف تطل علينا قضية التكفير؟
يا أخي في السودان ظاهرة التكفير محدودة للغاية كل ماهناك ان هيئة العلماء ردت على الصادق المهدى يرون أن هذه القضايا أصولية وليست اجتهادية مثل الميراث والحجاب وصلاة المرأة وغيرها.. كل طرف له حججه وأدلته وأسانيده لكن في تقديري موافق الصادق المهدي غريبة وضعيفة.
- لكن هل يكفي قول الصادق المهدي لأن يوصف بالكفر؟
لا لا فمثلاً الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول لصحابي إنك امرؤ فيك جاهلية لصفاته وليس له هو شخصياً وحتى الصحابة كانوا يقولون هذا القول كفراً ولكنهم لم يكفروا فاعله أو من يقول به.... ثم المسألة في نهايتها كما فهمنا، قضية رأي... فما الذي جعل هناك إثارة وهيجاناً في الموضوع؟ لا أدري؟ لماذا ننحو بالقضية لصراع طائفي؟.
- لأن التكفير أصبح منهجية أليس صحيحا؟
هنالك تكفيري واحد هو (------) وأراه يصرح كثيراً في الصحف، هذا التكفيري يكفِّر حتى ناس الرابطة الشرعية بل كل المجتمع بما فيه الدولة والأحزاب والجماعات.... هذه فئة محدودة في المجتمع السوداني لكن الجماعات الإسلامية في السودان متسامحة وليست متطرفة ولا تنتهج التكفير... أما التكفير الذي يدور في الساحة السياسية هو تكفير سياسي قاله الصادق المهدي وقاله الترابي الذي كفر الاتحاديين.
- متى كفر الترابي الاتحاديين؟
عندما وقعوا اتفاقية الميرغني – قرنق لكن بعد ذلك شاركوا في الحكومة.. كلهم مارسوه لكن التكفير العقيدي غير موجود هناك لغو.. لكن هناك تكفير يجب ألا يُلام الناس حوله مثل تكفير محمود محمد طه فالعلماء ناقشوه, وعملت له محكمة وتمت استتابته وبالتالي أعدم. مثلاً تكفير الحركة الشعبية لأنها علمانية مسيحية وحركة عنصرية بغيضة تسعى بالفتن بين الناس وكذلك تكفير الترابي فالعلماء أجمعوا على كفره وزندقته. والترابي كافر ومرتد بل ويبيح الردة والانتقال من دين لدين ويقول لا بأس في ذلك هذا الرجل ينكر البعث والقيامة ولا يعترف بالحور العين ولا بالبعث والنشور.
- أنت كنت من أتباع الترابي فهل طوال الفترة السابقة كنتم تنقادون لرجل كافر, هذا كلام غريب؟
لا لم يقدنا.. سنة 1979م أنا كنت طالباً بالجامعة وكنت اتجاهاً إسلامياً وبمجرد ما عرفت انحرافه عن الدين تركته ولم أستمر معه... وواجهته في المنابر لأن لديه كتاباً سماه تجديد أصول الدين.. ما في إنسان عاقل يدعي بأنه يريد تجديد أصول الدين الإسلامي.. كيف يجدد.. ماذا فضّل بعد ذلك في الدين؟ فأصل الشيء هو أساسه وركنه والمنشأ الرئيسي فهو يريد نسف وهدم الأصول كلها فلا يبقى أي إسلام، ويصبح الدين يجدد كالثوب الخلق كما يدعي هو يريد التغيير واستبدال الدين بدين آخر!! هل يجدد القرآن؟ هل تجدد السنة الحديث النبوي؟ هل يجدد القياس والإجماع، كيف يتم ذلك؟ هذه أصول الدين.. هناك كليات شرعية لأصول الدين في الجامعات. الرجل بمجرد مناداته بتجديد أصول الفقه الإسلامي قُمت عليه وهاجمته بلا هوادة ولم أقف حتى هذه اللحظة لكن في عام 1981م وقع في يدي شريط كاسيت سمعته يسب فيه الأنبياء سباً صريحاً يقول فيه إن الرسول (ص) يكذب وإن يونس شرد وإن الصحابة ليسوا عدولاً وأقيمت عليهم الحدود. والترابي يطعن في صحيح البخاري ومسلم ويطعن في كل الكتب الصحاح فحينما وجدت أن الترابي أبعد النجعة ولا يؤمن بأي جزئية في الدين أصدرت كتاب (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول). هذا الكتاب طبع 3 مرات طبعة كانت في مصر وكل علماء الأزهر الشريف قرأوا هذا الكتاب وراجعوه واقتنعوا بكفر الترابي ووجدوا أنه لا سبيل غير تكفيره نتيجة لأقواله الكفرية وبالفعل الكتاب أجازه الأزهر الشريف بوجود 12 من علمائه وقالوا إن هذا الكتاب مهم للغاية للأسف وفي ذلك الوقت كان من الصعب علي نشر وتوزيع هذا الكتاب (سلمنا نسخة منه) لأن الترابي كان في الحكم ولا يسمح بالكتاب الذي دخل سرا.
- كيف دخل سرا؟
والله عندما أحضرته معي من القاهرة في (كراتين) فطريقة دخوله للسودان كان عبر صحبة راكب في المطار وواحد من الإخوان المسلمين بالجمارك ساعدني في إدخال الكتاب كان يضحك عندما اطلع على الكتاب (وشال الكراتين) وأخرجها ونجا الكتاب من رقابة جمارك مطار الخرطوم.
- ثم ماذا؟
بعدها وزعناه في المساجد بصورة شخصية لم يكن يسمح بتوزيعه ووضعه في المكتبات العامة.
- متى كان ذلك؟
تقريبا في النصف الثاني من الثمانينات الكتاب صدر لكن الطبعة هذه كانت الثالثة من نوعها فقد سبق وأن طبع مرتين وطبعناه في مطبعة أحد شيوخ الإخوان المسلمين وهو الشيخ عيسى مكي أزرق وكانت في مدرسة من مدارس الإخوان المسلمين وتبناه الاخوان لكنهم تعرضوا لضغوط شديدة من قبل الترابي بل وهددوا بالقتل والتصفية.
- من هددهم بالقتل؟
الترابي وأتباعه، فالإخوان لم يكونوا مستعدين للدخول في معركة مباشرة مع أنصار الترابي كان هناك تقريظ وتقديم من شيخ صادق عبد الله والدكتور الحبر يوسف نورالدائم وثالث هو الدكتور محمود عبد الله برات، فتقديم شيخ صادق والدكتور الحبر تم سحبهما من فاتحة الكتاب لكن برات كان مستعداً لخوض المعركة لنهايتها.. لكن دكتور الحبر نورالدائم سئل من قبل وأكد أن المكتب التنفيذي اطلع على الكتاب وأقره (بس الحاجة الوحيدة التي ليس لهم بها علم) هي عنوان الكتاب. وقال صحيح الترابي شتم الرسول ففي رحلة خاصة بالإخوان المسلمين أكد الدكتور الحبر أن الترابي فعلاً شتم الرسول (ص) لأن هناك أخواناً كانوا يشنون علي حملة بسبب هذا الكتاب.
- وما هو الدافع وراء الحملة؟
بعضهم كان متعاطفاً مع الترابي وأنني أدخلت الإخوان في معركة لكن الكتاب لم يطبع إلا بعد أن قرأه شيخ صادق وصحح عباراته ثم قام الدكتور الحبر نورالدائم بتصحيح على تصحيح الشيخ صادق بالقلم الأحمر ثم صدر الكتاب بعد ذلك... لكن تبعات الكتاب تحملتها أنا والدكتور محمود عبد الله برات... والكتاب تبناه الأنصار ووزعوه في المعركة الانتخابية .
- هذه شبيهة بقوله في الانتخابات الماضية» أُكلُوا توركم وأدوا زولكم» أليس كذلك؟
صحيح لكن هم تعاملوا مع القضية من ناحية سياسية ونحن نتعامل معها على أساس عقدي، يعني ليست لدينا مشكلة مع الدكتور الترابي إلا في معتقداته وأفكاره لكن هم مشكلتهم سياسية فالمعركة فكرية، ونحن ندافع عن العقيدة والدين لكن السياسيين يستخدمون التكفير في الصراع السياسي.. فالرابطة الشرعية قالت إنها ليست لديها مشكلة مع الصادق المهدي، مشكلتها في الدين ويجب على الصادق ألا يضيق صدره من الرأي الآخر، وأنا أعتبر أن الصادق المهدي خرج من طوره حتى أيام كان حاكماً لم يكن متسلطاًَ لكنه ضاع في الحوار الفكري، أما الفتنة أساسها الترابي وليس الصادق المهدي فالترابي راكب في المخطط الغربي وليست له وطنية بينما الصادق المهدي رجل وطني والترابي هو أستاذ الصادق في هذه المسائل غير أن الصادق المهدي الوطنية (عندو) واضحة وأكثر مصداقية من الترابي، فالصادق المهدي أول من نبه لقضية الصوملة والأفغنة واللبننة، والترابي ليست له وطنية.. ثم انظر لمن أصلحت بينهما هي هالة عبد الحليم شيوعية مثلها مثل الخاتم عدلان وحق هؤلاء ليسوا كفاراً هم قالوا عن أنفسهم أنهم ليسوا مسلمين لماذا نخلهم ونتبرع لهم بالإسلام وهم رفضوا نؤسلمهم بالقوة لماذا؟؟ هو قال لا يؤمن بالله.
- لكن الإسلام وسط يا شيخ أحمد؟
مثل وسطية عصام البشير ويوسف الكودة.. هذه إسلام أمريكي من قال أنا غير مسلم لا نكفره (إيه الحلاوة دي) هناك ناس ليبراليين أكثر من الليبراليين أنفسهم، المنهج الأمريكي يريدون إدخاله في الإسلام هذا لن يحدث.
- هل الكودة وعصام البشير يمثلون الإسلام الأمريكي؟
قطع شك هل هم أعطوك فرصة لكي تصنفهم تصنيفاً آخر؟ هم أنفسهم يحملون نفس الأفكار الغربية وأن المرأة مثل الرجل والمرتد فكرياً لا يتم استتابته لكن الأسوأ من يوسف وعصام البشير هو الترابي يريد تمييع الدين (النصراني والمسلم واليهودي)، كلهم مؤمنون.. هذه أفكار الصادق المهدي والترابي والكودة وعصام البشير.. يقولون ذلك على استحياء كلهم (ماشين) في الدين الأمريكي و(غرقانين فيه).. هؤلاء عقيدتهم مفهومة، عصام البشير عمل وسطية في الكويت لكن البرلمان الكويتي قام بطرده وجائزة الملك الأردني عبد الله بن الحسين هي (أيقونة) ماسونية لماذا لأنه طرح طرحاً يشكك المسلمين في دينهم لأن الوسطية ببساطة ليست دينا... أصلاً نحن كمسلمين وسطيين وحينما تأتي وتقول إن داخل الدين في وسطية هذا يعني انك صنفت الناس لوسطيين آخرين ليسوا كذلك، هذا تفريق بين المسلمين.
- لكن بهذه الصورة أنت تنزع حقهم في الاجتهاد؟
يا أخي هذه قضايا لا يوجد فيها اجتهاد، الله تعالى أنزل قرآناً من فوق 7 سموات والقرآن نزل في قضايا أصول الدين وهذا ليس فيه اجتهاد، لا اجتهاد مع النص يعني الكفار يدخلون النار أنت تأتي وتقول الكفار يدخلون الجنة كيف يستقيم هذا؟ الآيات الصريحة القطعية الدلالة والأحاديث قطعية الدلالة لا يوجد فيها اجتهاد.
- مقاطعة أنت هنا تغلق باب الاجتهاد إذن؟
الاجتهاد موجود وكلنا ندعو له لكن هناك فرق بين الاجتهاد والتجني والافتئات على الله تعالى.. العلماء الآن يجتهدون في النوازل وليس في النصوص وأصل الدين، هذا لا يمكن حتى الحركة الإسلامية تؤمن بذلك والطرق الصوفية والسلفيين والإخوان المسلمين متفقون وكلهم من أهل السنة والجماعة لكن الترابي قال إنه ضد السنيين وضد الصوفيين وضد الاخوان المسلمين يعني أنه ضد السودان كله هذا ما قاله قي حوار الجريدة، وقال إن الشعب السوداني الذي يتابع صراع الرابطة الشرعية مع الصادق المهدي مسكين والله (مسكين إنت).
- لكن الأولى بالتكفير الشيوعيين أم الحكومة التي سمحت لهم بالنشاط وصدقت لهم بالحزب الذي يقول لا إله والحياة مادة؟
الحكومة لم تدع أنها شغالة بالشريعة لكنه أولئك يتحدثون عن الحريات ونهج مسلميه، هنالك اختلاف سياسي بين الدكتور الترابي والمؤتمر الوطني جزء من الحكومة لا زال مع الترابي مثل أمين حسن عمر لكن هناك من يختلفون مع الترابي عقدياً وفكرياً مثل الرئيس البشير. الترابي يريد الغنائم والسلطة والثروة، لا زلت أتهم بعض قادة الحكومة بأنهم مع الترابي سراً ويخدعون الحكومة لكن لا أشك انه على سبيل المثال (لبابة الفضل) التي كانت مع المؤتمر الشعبي ولبابة الفضل كانت جمهورية مع ناس محمود محمد طه وقالت: «لو الترابي قالي لي أكفري بكفر..» بالله عليكم يا ناس الرابطة الشرعية من أولى بالتكفير لبابة الفضل أم الصادق المهدي؟
- طيب من أولى بالتكفير؟
قطعاً لبابة الفضل أولى بالتكفير من الصادق المهدي وأولى بالتكفير من هالة عبد الحليم على الأقل، لبابة الفضل شغالة مع العدل والمساواة وعلى اتصال بخليل إبراهيم لماذا يتم إغلاق ألوان ولا يتم اعتقال لبابة الفضل؟.
الحكومة أخطأت حينما أوقفت ألوان كان يجب عليها القبض على لبابة الفضل ومحاكمتها وليس حسين خوجلي... دي ما حرية رأي هذه خيانة للدين والوطن.. يجب محاكمة لبابة بتهمة الخيانة العظمى ومحاكمتها.
لماذا يكون المجتمع السوداني مستباحا؟ خليل إبراهيم قتل الناس وهو يعمل مع إسرائيل ويدمر البلاد فكيف نسمح لهم بهذه الحرية من أجل الخراب؟ هؤلاء لا أستبعد إطلاقاً أنهم وراء كل مصيبة.. من استدعى القوات الدولية ومن أحضر المنظمات الاجنبية؟ إنه الترابي من هو صاحب نظرية الحكم الاتحادي التي فرقت السودان وفصله الآن؟ إنه الترابي. من يريد التبرؤ من نيفاشا عليه ضرب الطابور الخامس من العملاء والمندسين في صفوف الحكومة.
- مندسين كيف؟
مثلاً الدكتور قطبي المهدي أكد أن هناك ماسونيين موجودين في هذه البلاد طيب لماذا لا يتم ضربهم لماذا تقف الحكومة مكتوفة الأيدي حيال ذلك؟ والأمن يعرف ذلك، طيب لماذا يدعهم؟ لا تحدثنا عن الشريعة والموساد موجودين... أين هي السيادة؟ لماذا يقولون إنه لا يوجد قانون لمحاكمة التجسس؟ دي بلد وين لا نحاكم من يتخابرون؟ هذه هي الدغمسة التي عناها الرئيس البشير... الخيانة العظمى جزاؤها الموت يضربوا بالرصاص. لا مجاملة في العقيدة ولا في الوطن وسيادته لو هم خايفين عليهم إحضاري كشاهد ومستعد أن أُثبت عمالة الترابي ولبابة الفضل. الترابي ليس مرتداً فحسب بل خائن لدينه ووطنه وللاقتصاد بالقصة بتاعة الشركات الكندية وغيرها، سياسة التمكين هذه هي التي (جابت الفساد)
- أنت فقط تتهم الترابي؟
طبعا ما حدث بالبلاد سببه الترابي والله لو انتصر الترابي على البشير في معركتهم في العام 1999م لكانت البلاد اليوم كومة رماد.
-لكن الرجل غادر السلطة وهو منذ 12 سنة معارضا؟
فات السلطة لكن تلامذته موجودين، كذلك هو يعمل من الخارج يحاول تدمير البلاد.. هو يسئ حتى للرأي العام قال إن الرأي العام ضال يفترض يقبض عليه لكن الحكومة تقبض عليه ثم تطلق سراحه.. أؤكد لك أن من حرق ضريح الطرق الصوفية هم ناس الشعبي.
- ألا ترى أن الأفضل هو الجلوس مع شيخ حسن قبل تكفيره؟
يا أخي أنا لم أكفر الترابي.. العلماء هم من كفروا الرجل، علماء السعودية واليمن والخليج وغيرهم.. كلهم قالوا بكفره ومنهم الامين الحاج رئيس الرابطة الشرعية وهو من أعلم فقهاء السودان والدكتور جعفر شيخ أدريس قال أمام الدنيا إن الترابي كافر ليس لأنه أنكر حد الردة بل أباح الردة ومن يبيح الردة أخطر من يقول بالردة فلا مجال لإدخاله الإسلام فالإباحة لا سبيل لأي إنسان في الدنيا يقول الترابي ليس بكافر، يا أخي الترابي يقول الإنسان أصله قرد ويؤمن بنظرية داروين الكفرية حتى الغرب تخلى عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.