يتجدد الموعد مرة أخرى لعشاق أعرق بطولات أندية كرة القدم في العالم، بطولة دوري أبطال أوروبا، للالتفاف حول مبارياتها التي ستدخل منعطفا أكثر إثارة مع انطلاق دور ال16 ، حيث يتحفز عمالقة فرق القارة العجوز لاستكمال المشوار نحو ميونخ التي تستضيف المباراة النهائية للعرس الرياضي الكبير. فها قد كشر ريال مدريد الإسباني عن انيابه متشوقا لحصد لقبه العاشر باعتباره الفريق الأكثر تتويجا باللقب، متسلحا بخبرة مدربه البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو صاحب الصولات والجولات في البطولة العريقة، والذي سبق له الفوز بلقبها مرتين مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلانو الإيطالي. ويتطلع مورينيو الى لقبه القاري الثالث معتمدا على كتيبة من امهر لاعبي العالم في الوقت الحالي ممن بلغوا أكبر قدر من الانسجام والتفاهم في ثاني مواسمه مع الميرينجي، والمعروف بموسم الحصاد، حيث اعتاد مو على تحقيق أفضل النتائج مع الفرق التي يدربها في موسمه الثاني الذي يحصد به أكبر قدر من البطولات. ويستهل الريال رحلته الشاقة الى ميونخ عبر بوابة سسكا موسكو الروسي الذي سيلاقيه في دور ال16 ، فالأجواء قارصة البرودة تنتظره في موسكو بمباراة الذهاب، لكنه يملك أفضلية ترجيح كفته بالإياب على ملعبه سانتياجو برنابيو وبين جماهيره الغفيرة. وينتشي الأبيض الملكي بصدارته لدوري الليجا بفارق كبير ومريح عن غريمه الأزلي برشلونة يجعله قاب قوسين من اللقب الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم بسبب احتكار الفريق الكتالوني، وهو ما يمنحه روحا معنوية مضاعفة قبل خوض لقاء سسكا موسكو صاحب العروض الطيبة في دور المجموعات. ولا يأمن العملاق المدريدي من مكر ابناء العاصمة الروسية بعد أن تأهلوا بجدارة عن مجموعتهم بعد احتلال المركز الثاني خلف إنتر ميلانو وبالتفوق على طرابزون سبور التركي وليل الفرنسي، فهو فريق قادر على تفجير المفاجآت المدوية. أما الريال فكان الوحيد بين جميع فرق دور المجموعات الذي حصد العلامة الكاملة في الفوز بجميع مبارياته ذهابا وإيابا على ليون الفرنسي وأياكس أمستردام الهولندي ودينامو زغرب الكرواتي. لذا فإن رفع الكأس في ميونخ هدف يبتغيه كريستيانو رونالدو ورفاقه كاكا وأوزيل وبنزيمة وإيجواين وكاسياس وباقي المجموعة. ولعل المنطق والواقع يشيران الى أن المنافسة المشتعلة بين ريال مدريد وغريمه برشلونة في الليجا سينتقل صداها الى دوري الأبطال باعتبارهما المرشحين الأوفر حظا للتتويج بالبطولة، لذا فإن البرسا يطمح ايضا للوصول الى أبعد مدى في البطولة التي يحمل لقبها، ويسعى جديا لقطع تذكرة اخرى الى ميونخ. ويتعين على البرسا تخطي عقبة باير ليفركوزن في دور ال16 بدءا من مباراة الذهاب على ملعب الفريق الألماني قبل أن يستأنف النزال بمعقله كامب نو في الإياب. ورغم تعثره في الليجا وتضاؤل فرصه في حصد اللقب المحلي للمرة الرابعة على التوالي، فإن فريق البلاوجرانا يملك الأفضلية في التتويج باللقب الأوروبي في ثلاث مرات في آخر خمسة اعوام تحت قيادة مدربه الشاب بيب غوارديولا. ويملك غوارديولا بين يديه أفضل جيل مر على تاريخ برشلونة، بل ربما يكون أفضل جيل في تاريخ أندية كرة القدم، يتقدمه الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي محتكر الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم في السنوات الثلاث الاخيرة، الى جانب المايسترو تشافي هرنانديز وبيكاسو كرة القدم أندريس إنييستا، فضلا عن الموهبة الفذة لكل من سيسك فابريجاس وأليكسيس سانشيز والصاعد بسرعة الصاروخ كريستيان تيلو. أما باير ليفركوزن بقيادة المخضرم مايكل بالاك فقد كان ندا عنيدا لتشيلسي الإنجليزي في دور المجموعات، قبل ان ينجح في التأهل وصيفا على حساب فالنسيا الإسباني وجينك البلجيكي. وفي حال تخطي قطبي الكرة الإسبانية لدور ال16 كما هو متوقع، فإن كلاهما يأمل ألا يصطدم بالآخر في اي دور مقبل الا اذا اضطرا للمواجهة في النهائي، فالأجواء المشحونة بينهما لم تعد تحتمل عواقب كلاسيكو جديد. وكان الفريقان قد اصطدما سويا في مواجهتين بنصف نهائي النسخة الماضية من البطولة الأوروبية، وقد كانت الغلبة لبرشلونة في معركة أشعلها مورينيو بتصريحاته الجدلية التي هاجم فيها اتحاد الويفا والحكام واتهمهم بمجاملة الفريق الكتالوني، ما تسبب في ايقافه لعدد من المباريات.