أعترفت الفنانة آسيا مدني خلال زيارتها ل (آخر لحظة) بعدم انتشار أعمالها في السودان مرجعة ذلك لاستقرارها بالقاهرة، فالغربة أخذت مني الكثير، ولكن أحاول الإنطلاق للعالمية عبر مصر، وبصراحة لا أركز على الغناء داخل السودان ولا بجمهوري فيه.. أكثر من إيصال صوتي للخارج عبر أغنيات التراث، فلم أكن مخططة للانتشار بالقاهرة وساعدتني الصدفة في ذلك، فمصر قدمت لي الكثير. ونفت آسيا ترديدها للأغنيات الهابطة، مشيرة إلى أن هناك بعض الفنانات السودانيات بالقاهرة يقدمن هذه النوعية من الغناء، وأنا لست منهن، ولا أغني في (القعدات) كما يقال عني، والغناء الهابط موجود في السودان أكثر من مصر، ولا اعتقد أن الغناء الذي يحمل مفردة الشارع هابطاً لأنه يحمل ثقافة الشارع ومصطلحاته التي تعبر عن واقعه دون حياء رغم تجاوز البعض في القول لكنه ضمن المسكوت عنه ويتم التعبير عنه بالغناء الذي يصنف هابطاً. وتأسفت آسيا كثيراً لاتهامها بتقليد الفنانة انصاف مدني وقالت: وجه الشبه الوحيد بيننا هو اسم مدينة مدني، والأهم من كل ذلك أنني ظهرت قبل انصاف مدني بمراحل، ولي طريقتي وأسلوبي الخاص، وأشارت آسيا إلى علاقتها الطيبة بالفنانة ستونا مجروس وعدم وجود أي خلافات بينهما، وقالت: (ده كلام جرائد) فأنا فنانة لدى مشروع كبير يتجاوز الأغنيات العادية. وأكدت آسيا مدني بأنها لا تؤمن بالانتشار المحلي من داخل السودان خاصة وأن الساحة الآن كلها فنانات، لذلك أفتخر كثيراً بوجودي في مصر، وزيارتي للسودان الآن للتعرف على أغنيات التراث وجمعها لإيصالها للعالمية. وأقرت آسيا بأنها لا تأكل عيش من الغناء، وأشارت إلى تقبلها للنقد، وأنها لا تتقبل التجريح والإساءات فيه، التي تحدث أحياناً بسبب الغيرة لنجاح أعمالي لذلك لا التفت للحاسدين من أصحاب الأقلام الهدامة، فأنا لا أدري سر هذا الهجوم الكثيف الذي أتعرض له من النقاد الفنيين، ولن أغادر السودان واحقق لهم مرادهم لأنني أعرف قدراتي وأمكانياتي ولن أهتم بكتاباتهم. وقالت آسيا أن مشاركتها بمصر لا تقتصر على دار الأوبرا بقولها: أمتلك عضوية في نقابة المهن الموسيقية المصرية، وأشارك في كل المهرجانات الثقافية، مثلاً في «قصر الفول» و«قلعة صلاح الدين» و«بيت السياحة» و«المركز الثقافي للفنون» وغيرها. ونفت آسيا تدثرها بالجلباب المصري وتجاهلها لجنسيتها السودانية بقولها: افتخر كثيراً بسودانيتي، ووجودي في مصر سببه رغبتي في الانطلاق للعالمية بأغنيات تراثية سودانية خالصة مثل ايقاعات الطمبور والبالمبو وغيرها. وأنزعجت آسيا كثيراً لاتهامها بأنها هربت من مصر إلى السودان بعد الثورة لأنها متهمة بالغناء للرئيس السابق حسني مبارك، وقالت: هذا كلام غير صحيح فأنا لم أغني للنظام السابق في مصر لأنني ضد الغناء للحكومات، والدليل أني شاركت في أول عمل غنائي بعد الثورة في يناير في مهرجان بالأوبرا. وأشارت آسيا إلى رفضها لعدد من العروض السينمائية بقولها: دخلت في تجربة واحدة هي فيلم (اللعب فوق جبال النوبة)، ورفضت بعدها أفلاماً أخرى وأدواراً هامشية لأنها لا تناسبني، بالإضافة إلى رفضي لعدد من العروض لتصوير الإعلانات حتَّى لا أفقد تركيزي، وبصراحة أكثر لن أخوض تجربة التمثيل مرة أخرى. وأكدت آسيا على احتفال الجالية السودانية بالقاهرة بها خاصة عندما تقدم أغنيات للوطن وللسلام والوحدة لأنني أمتلك عدداً كبيراً منها مثل (وطني البريدو جميل) و(وحدة وسلام) و(قبال تزول يا زول). آخر لحظة
